| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 
haddad.yousif@yahoo.com

 

 

 

                                                                                الثلاثاء 7/2/ 2012

 

الانتخابات الرئاسية الفنلندية
خسارة مشرفة لمرشح اليسار

هلسنكي - يوسف أبو الفوز

اعلنت مساء الاحد الخامس من شباط ، في العاصمة الفنلندية ، هلسنكي، النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الفنلندية ، للجولة الثانية ، بفوز السيد ساولو نينستو(63 سنة ) المرشح اليمني بنسبة62,6% ، وتغلبه على مرشح حزب الخضر بيكا هافيستو ، الذي حصل على نسبة 37,4% ، ورغم هذا الفوز الذي بدأ لبعض المراقبين سهلا فأن مرشح حزب الخضر استطاع ان يحصل على اصوات قطاع كبير من الشبيبة خصوصا في العاصمة هلسنكي والمدن الكبيرة ويدفعهم للمشاركة في النشاط السياسي واعتبرت خسارته مشرفة قياسا بما احاط بها ، وساهمت عوامل عديدة في عدم فوزه منها رداءة الجو وانخفاض درجات االحرارة الشديد ، حيث ان نسبة الاقبال على التصويت انخفضت مقارنة بالدور الاول وبنسبة لم تشهدها البلاد منذ انتخابات 1950 ، وايضا والسبب الاهم تفكك جبهة قوى اليسار حيث ان الحزب الديمقراطي الاجتماعي ـ سوسيال ديمقراط ـ ، اكبر الاحزاب اليسارية ، خذل مرشح الخضر في الجولة الثانية واعلن انه لن يدعم اي من المرشحين وان مناصريه احرار في اختيار من يريدون مما تسبب في تشتت الاصوات ، حيث ان الجولة الثانية من الانتخابات عادة يتحدد الاختيار فيها ليس اعتمادا فقط على البرامج السياسية والاقتصادية بل بعوامل لا علاقة لها بكل ذلك، منها ميل الناخب عادة في الجولة الثانية إلى التأثر بعوامل تتعلق بشخصية المرشح ، ولكون مرشح حزب الخضر مثلي في علاقاته الجنسية ، ومسجل رسميا وبشكل علني كونه يعيش مع رجل ، ومن الداعين للحرية في العلاقات الجنسية ، فقد تحول الامر الى البطاقة الانتخابية الاساسية التي لعب عليها مرشح اليمين واستطاع ان يحصد بها اصوات المدن الصغيرة والارياف التي لا تزال غير مؤهلة لقبول رئيس جمهورية له شريك حياة رجل مثله .

وفي مساء يوم الاحد في مبنى دار الموسيقى ساهم كلا المرشحين في مؤتمر صحافي وهنأ بعضهما البعض ، وكان لنا ان سألنا رئيس الجمهورية الجديد ، الثاني عشر في تاريخ فنلندا ، عن رؤيته لاحداث الشرق الاوسط وما يجري في البلاد العربية من تطورات فأشار الى ان فنلندا ستستمر في الدعوة لبناء السلام بين الفلسطينين واسرائيل وان بلاده ستدعم جهود الامم المتحدة في الشرق الاوسط ارتباطا بتطورات الاحداث في سوريا وبقية البلاد العربية وكانت هناك اسئلة تخص برنامجه للايام القادمة والدول الاولى التي سيقوم بزيارتها .

والمعروف ان رئيس الجمهورية الجديد من الميالين والداعين الى عضوية فنلندا في حلف الناتو وكان اعلن خلال حملته الانتخابية الى انه في حال فوزه سيدعو الشعب الى استفتاء حول الانضمام الى الناتو . وعقب فوزه تصاعدت بعض الاصوات المحذرة من احتمال تغيرات قادمة في السياسة الفنلندية الخارجية ، حيث لاول مرة يكون رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء من حزب واحد ، هو الاتحاد الوطني الفنلندي ، وهو يميني تقليدي ، وبحكم كون التوافق المتوقع في ارائهما فأن هناك تخوف من انجرار فنلندا بشكل اكبر الى سياسات حلف الناتو بشكل يضر بالصورة المعروفة عنها كبلد محايد تأريخيا .

 

 

free web counter