| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 

 

 

 

 

الأحد 5/2/ 2006

 

 

 

من المستفيد من غلق فضائية الفيحاء ؟

 

يوسف ابو الفوز

كُتبت العديد من المقالات ، ووُقعت العديد من العرائض والرسائل ، وجابت شوارع المدن العراقية ، العديد من التظاهرات السلمية ، وكل ذلك يرفع صوت المطالبة لتجديد اجازة فضائية الفيحاء العراقية لمواصلة بث برامجها من المدينة الاعلامية في امارة دبي . بدأت هذه الفضائية برامجها بشكل متواضع ، وثم وبسرعة وبعمل مثابر من طاقمها المتواضع المكافح دخلت بيوت العراقيين ، وصارت صوتا مسموعا وزائرا دائما في غالبية بيوت العراقيين . هل هناك ما يمكن تقديمه من ملاحظات على خطاب وعمل وبرامج فضائية الفيحاء ، وحتى اداء بعض العاملين فيها ؟ نعم ذلك ممكن ، وليس مكانه الان ، ويمكن تناوله بطريقة حضارية ومسؤولة في الوقت والمكان المناسب ، وبشكل يساعد فضائية الفيحاء لتقييم عملها ودراسة نتائجة ودفعه الى الامام ليكون اكثر فعالية وتطورا . ما يهم كتابته في هذه السطور هو اعلان الصرخة بالتضامن التام مع فضائية الفيحاء وطاقمها الاعلامي من اجل حرية الراي وحرية الاعلام ، وومن اجل حياة منبر اعلامي عراقي تميز بجرأته ونشاطه ومثابرته بين القنوات الفضائية العربية والعراقية ، ووقف الى جانب مستقبل العراق الامن ، ضد الارهاب ومخططات الارهابيين الخارجيين والداخليين وفلول المجرمين من العفالقة البعثيين ، ومن اجل استكمال السيادة الوطنية ، في الوقت الذي كانت بعض الفضائيات تتفرج ان لم تكن شامتة او محرضة بشكل سافر على تدهور الاوضاع في العراق . ما ساعد فضائية الفيحاء على نجاحها السريع ، هو محاولتها وبشكل مثابر الاجتهاد لان تكون صوت لكل العراقيين ، يدعو الى الوحدة الوطنية ، وتفسح المجال بحرية لكل الاصوات العراقية ، ومن مختلف الاتجاهات والتيارات لتقول رايها . اقول ذلك ، ويشرفني ان اكون احد العراقيين ، حيث وباستمرار كانت فضائية الفيحاء وعبر الهاتف تستضيفني لاقول كلمتي ووجهة نظري حول مختلف الاحداث السياسية في وطني والعالم . ان لدي كل الثقة ، وبحكم علاقتي الطيبة التي توطدت مع العديد من الزملاء العاملين في فضائية الفيحاء ، بانهم يدركون جيدا توجهاتي الفكرية والتزاماتي السياسية ، ولكنهم في كل مرة ، وفي كل اتصال هاتفي ، لم يحاولوا فرض رايهم او منع او عرقلة قول وجهة نظري كاملة عبر فضائية الفيحاء. والسؤال الذي يرتفع مباشرة مع توارد الاخبار عن رفض الجهات المسؤولة في دبي تجديد اجازة بث الفيحاء هو : من المتضرر الاول من غلق فضائية الفيحاء ؟ ولا نهمل هنا سؤالا اهم يقفز تلقائيا يقول : ومن المستفيد من غلق الفيحاء ؟ ان غلق فضائية الفيحاء ، والتي عبر مسيرتها القصيرة الناجحة ، فتحت المجال فيها بحرية للاصوات الخيرة الجادة ، والعاملة من اجل بناء عراق جديد ، ديمقراطي فيدرالي ، لتقول كلمتها بكل شجاعة ووضوح ، فان المستفيدين من غلق فضائية الفيحاء ، وهم يصطفون بالكامل ضد ارادة ومستقبل الشعب العراقي ، ربما يظنون انهم يكمون بذلك هذه الاصوات الخيرة ، وان فضائية الفيحاء ستندثر للابد . انه الوهم بعينه. لان مشروع اعلامي كفضائية الفيحاء ، نجح في مد جذوره في قلوب ابناء شعب العراق ، وتفاعل معهم ، وهم سيكونون بحاجة ماسة لاستمراره لاسماع صوتهم للعالم كله ، وعليه فلابد ان يجد مشروع الفيحاء الارض التي يثبت عليها اقدامه بقوة ليواصل التحليق في فضاء الحرية . ان الاخوة في المدينة الاعلامية في دبي ، مدعوين وبشكل جاد لمراجعة قرارتهم حتى لا تسجل سبة في تاريخهم في نفوس احرار العراق ، وفي مسيرتهم في التعامل مع حرية الاعلام العربي . فمن غير العملي ان تنتقل الفيحاء بأيام الى مكان اخر لمواصلة العمل والبث حتى لو كان امنا ، لان ذلك ببساطة يتطلب شهورا طويلة ، وان مصير العاملين في الفيحاء وارتباطهم بعوائلهم ، واستقرار احوالهم وسط الفلتان الامني الذي يعيشه العراق يتطلب موقفا انسانيا شجاعا ووقفة جادة لتمديد اجازة فضائية الفيحاء للعمل ، حتى تتوفر لها الظروف الفنية والامنية للانتقال الى ارض العراق ، وهو الحل الافضل في كل الاحوال . ان الوف العراقيين ، المقيمين خارج الوطن ، وليس الفيحاء وحدها ، بانتظار ذلك اليوم الذي تتوفر فيه الظروف المناسبة ليعودوا الى ارض وطنهم ، والفيحاء تعمل من اجل هذا اليوم . بقي شئ اخر لابد من تسجيله هنا ، الا وهو الاستغراب الشديد من موقف الحكومة العراقية التي تتفرج ولم تحرك ساكنا ، ولا كأن الفيحاء ، فضائية عراقية ، ومنبر اعلامي حيوي ، ادى دورا بالغا ومهما في دعم المسيرة السياسية في العراق ـ رغم ما يملكه البعض من ملاحظات على ادائها وربما تكون صائبة ـ ، وكانت الفضائية الشجاعة التي ادانت الارهاب ونادت بروح المواطنة وتوحيد كلمة ابناء العراق ، واجتهدت لتقديم ما يدعم مسيرة العراق الجديد .

سماوة القطب
5 شباط 2006