يوسف أبو الفوز
haddad.yousif@yahoo.com
الأثنين 31/1/ 2011
أتعضوا من التأريخ !
يوسف أبو الفوز
دأبت الحكومات ، بمختلف الوان عقائدها واعلامها ، وضمن اجندة واحدة تهدف لأضعاف الرأي المعارض، الى تشكيل كيانات بديلة ، سريعا ما تمنحها الشعوب لقب " المؤسسات الكارتونية " ! ويمكن ان نسرد عددا من اسماء الدول وتجاربها الفاشلة ، لكننا سنتوقف عند العراق ، وتحديدا عند تجربة النظام الديكتاتوري المقبور، الذي مارس هذه اللعبة السمجة ، في تأسيس احزاب كارتونية ، وفي خريف عمره وليظهر بمظهر ديمقراطي، كان على وشك تأسيس احزاب كارتونية ، استدرج لغرض تأسيسها بعضا من السياسيين العراقيين المعروفين ، ومنهم محسوبون على قوى اليسار العراقي. والسؤال اين كل هذا ؟
الان يتم تداول الاخبار عن اعلان نفر من المثقفين ـ هكذا ! ـ وبدعم من مجلس محافظة بغداد كجزء من الحملة المنظمة ضد المثقفين والثقافة في العراق وضد الحريات العامة ، لتأسيس اتحاد ادباء بديل عن الاتحاد العام لادباء العراق ، اتحاد الجواهري وعلي جواد الطاهر وفيصل السامر وغيرهم ، والعريق بتأريخه ونشاطاته .ما يؤسف له حقا ان يدخل مثقفين في لعبة الحاكم الذي ضاق ذرعا بالرأي الأخر ووجد في الحرية خطرا تهدد اجندته ، فيعاد استنساخ تجربة الخنوع للحاكم والائتمار بأمره ، والمؤسف ان لا يتعض الجميع من التجارب والتأريخ ، خصوصا هذا النفر الذي سيجد نفسه بعيدا عن الممارسات الثقافية اذ سيلبس لبوسا اخرى لها اسماؤها المعروفة في تأريخ الشعوب .
* مساهمة في استفتاء المدى البغدادية في العدد 2029 الاثنين 31 كانون الثاني 2011