| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 
haddad.yousif@yahoo.com

 

 

 

                                                            الأثنين 30 / 9 / 2013


 

اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي فصيل مقدام وطليعي من فصائل الحركة الوطنية

يوسف ابو الفوز

في عام 1951 تأسس اتحاد الشبيبية الديمقراطي العراقي (أشدع) وجماهير الشعب العراق وفصائله الوطنية تخوض نضالاتها ضد الحكم الملكي المرتبط بالاحلاف العسكرية التي تدور في فلك الاستعمار، والشعب ينوء تحت ثقل مثلث الفقر والجهل والمرض ، فتنادت مجموعة من الشباب المتنور الحر من بينهم كوادر شيوعية ، الى تأسيس منظمة شبابية تاخذ على عاتقها تنوير الشباب ودعوتهم الى النضال من اجل حياة حرة كريمة والحريات الديمقراطية ومن اجل تمثيل الشبيبية العراقية في المحافل الدولية . ولم يأت التأسيس الا من الحاجة لمنظمة ديمقراطية شبابية لقيادة نضالات الشبيبة العراقية الديمقراطية وتمثيلها داخل وخارج العراق، ففي عام 1949 ومع اطلالة الذكرى الاولى لوثبة كانون الثاني / يناير التي حدثت في عام 1948 ، بادرت مجموعة من الشباب الوطني لتشكيل هيئة مؤسسة لاتحاد الشبيبة العراقية ، الا انه تم اعتقال الهيئة باجمعهم من قبل السلطات البوليسية للنظام الملكي، ولم يتوقف العمل لاجل هذا الهدف النبيل، بل استمر بوسائل اخرى .

في اوائل ايلول عام 1949 ساهم وفد يمثل الشبيبة العراقية، في المؤتمر الثاني لاتحاد الشبيبة الديمقراطي العالمي ، وهي المساهمة الاولى بأسم العراق في مثل هذا المحفل . وبعد العودة الى العراق تنادى العديد من المساهمين في هذه الفعالية وشبيبة اخرون الى تأسيس منظمة شبابية ديمقراطية . وفي اب 1951 شارك وفد متميز من 28 عضوا باسم الشبيبة العراقية في مهرجان برلين ، واثناء وجود الوفد في برلين صدر في بغداد البيان التأسيسي لاتحاد الشبيبية الديمقراطي العراقي وتم توزيع وثائقه النظام الداخلي والبرنامج تحضيرا للاجتماع التأسيسي .

في تأريخ 15 تشرين اول 1951 في احد البيوت في بغداد انعقد اجتماع سري وجرى فيه اقرار النظام الداخلي والبرنامج وتم الاعلان عن ذلك بنشاطات متنوعة كيوم لتأسيس اشدع .

ومن اجل تحقيق اهدافه النبيلة واهداف الشعب العراقي في نضالاته قدم أشدع التضحيات الغالية ، فنضالاته جعلته فصيلا مقداما وطليعيا من فصائل الحركة الوطنية ، كانت له مشاركاته الباسلة في انتفاضات الشعب العراقي في 1925 و1956 ، وضد الاحلاف العسكرية والعدوان الثلاثي على مصر . واتسعت نشاطات اشدع ليكون فصيلا مقداما ومؤثرا مما دعا الحركة الوطنية للتنسيق مع قيادته ليساهموا في العمل ضمن قيادة جبهة الاتحاد الوطني ، وحين اندلعت حركة الضباط الاحرار صبيحة 14 تموز 1958 ، كان اشدع في طلائع المنظمات التي هبت لاسناد حركة التغيير وتحويل الحركة الى ثورة لم يكن لها ان تصمد لولا مساندة جماهير الشعب الذين وجدوا في الثورة مآلهم الذي سيحقق لهم طموحاتهم بحياة كريمة وقادته نضالاته الى انتزاع الاعتراف الرسمي بعمله ونشاطه في 29 اذار 1959 . ولكن ربيع ثورة 14 تموز لم يدم طويلا، فسرعان ما انقض العفالقة بروح الغدر وبدعم مخابراتي امريكي لوأد ثورة 14 تموز وليغيب في دهاليز السجون المئات من اعضاء وعضوات اشدع وسقط منهم العشرات شهداءا تحت التعذيب او دفنوا احياءا ، وهم يعلنون تمسكهم بمبادئهم النبيلة وحلمهم بحياة حرة كريمة.

ولم ينقطع اشدع عن مواصلة نضاله، فخلال ستينات القرن الماضي، اعاد اشدع بناء منظماته وليتطور نشاطه وبحكم خصوصيات اقليم كردستان تم تأسيس (اتحاد الشبيبية الديمقراطي في كردستان العراق) وعقد مؤتمره الاول عام 1972، واغاضت نضالات ونشاطات الشبيبة الديمقراطية العراقي واتحادها المناضل حكومة البعث الصدامية فاصدر قرارات اعتبرت بموجبها المنظمات الديمقراطية غير شرعية ويكونوا تحت طائلة القانون ومنح الشرعية بالعمل فقط للمنظمات الموالية للنظام ، مما اجبر قيادات المنظمات الديمقراطية (المرأة والطلبة والشبيبة) وتحسبا من الاجراءات القمعية التي برزت مؤشراتها من قبل سلطة لا ديمقراطية ، اللجوء الى قرار تجميد عمل المنظمات دون الرجوع الى القاعدة ورأيها ، وبالرغم من صدور قرار التجميد الا ان سلطات البعث اعتقلت سكرتير الاتحاد واصدرت بحقه حكما بالاعدام تم تخفيفه واطلق سراحه بعد حملة تضامن عالمية . يمكن هنا الحديث طويلا عن قرار التجميد وشرعيته واثاره على عمل الشبيبية الديمقراطية ، الا ان الاوضاع السياسية في العراق سرعان ما توضحت اكثر حين كشف حزب البعث عن انيابه ومع فشل عملية التحالف وتجربة الجبهة الوطنية، عاود اشدع من جديد بناء منظماته وركائزه بمبادرة من كوادر شبابية ، وبدأ العمل منذ النصف الثاني من عام 1979 ، وواصل اشدع عمله ونشاطه لينمد صلاته مع الشبيبة العراقية ، التي اكوت بنظام ديكتاتوري شوفيني ، وليحتل من جديد مكانه في المحافل الدولية وبين صفوف جماهير الشبيبة العراقية ولكن عمله ما زال تواجهه الكثير من المعوقات والعراقيل التي تتطلب الكثير من العمل لتجاوزها بأبتكار أساليب نضالية جديدة تتلائم مع تطورات الواقع الاجتماعي في العراقي والتغيرات الحاصلة في العالم من حولنا .
 

* نشر الموضوع في طريق الشعب العدد 40 السنة 79 الأثنين 30 أيلول‏ 2013

 

 

 

 

 

free web counter