يوسف أبو الفوز 

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الثلاثاء 30/5/ 2006

 

 

ماذا نريد من اتحاد الكتاب العراقيين في السويد ؟


يوسف أبو الفوز

الاخبار الطيبة القادمة من السويد ، تحمل الكثير هذا الاسبوع . في صدارتها ، بالنسبة لي ، يقف خبر انعقاد المؤتمر الاول ل ( اتحاد الكتاب العراقيين في السويد ) كخبر مفرح يحمل الكثير من الامال الطيبة . هذا المؤتمر الذي تابعت باهتمام ومن فترة سعي مجموعة طيبة من المثقفين العراقيين ، الذين شكلوا اللجنة التحضيرية ، وجهودهم للم شمل مبدعي الكلمة من العراقيين ، المقيمين في دولة السويد ، في اطار مهني واحد ، يوحد نشاطاتهم وفعالياتهم وجهودهم من اجل اهداف سامية.
وقبل ان يصدر المؤتمر بلاغه عن نجاح اعماله وتفاصيله ، استبق الامور لارسل تهاني الحارة ، لكل الاخوة ، الاربعين مندوبا ، الذين وصلوا من مختلف المدن السويدية ، ليمثلوا زملائهم ، وليساهموا بحيوية وبروح ديمقراطية في النقاشات والمداولات ، والتي انتهت باقرار العديد من الوثائق المهمة ، وايضا انتخاب ، وبالاقتراع السري ، هيئة ادارية لتقود العمل . والمعلومات الاولية تشير الى المندوبين جاؤا تمثيلا طيبا لكل مكونات الشعب العراقي ، وهناك حضور لافت للمرأة في المؤتمر.
من سنين طويلة ، وحتى قبيل سقوط النظام الديكتاتوري المقبور ، والدعوات تتوالى لايجاد اطار مهني شامل للم شمل المثقفين العراقيين ، المقيمين خارج الوطن ، وفشلت كل الجهود المبذولة لعقد مؤتمر هنا او هناك ، ولاسباب عديدة وبعيدة عن الثقافة والهم الثقافي . واجد هنا ان النجاح في عقد مؤتمرات للمثقفين العراقيين في هذه الدولة او تلك ، يبدو واقعيا وعمليا ومن الممكن انجازه عند توفر الارادة الطيبة والشعور العالي بالمسؤولية تجاه الوطن وهموم الثقافة العراقية ، بعيدا عن الروح الفردية وحب الاستئثار بهذا الموقع او ذاك . هذه الاتحادات "المحلية " سيكون من السهل لمها وجمعها في اطار واحد شامل ومتين ورصين لعموم المثقفين العراقيين في الشتات العراقي . وهذا واحد من الاسباب التي تجعلني ادعم شخصيا اي توجه ديمقراطي ، غير مسيس من اجل لم شمل المثقفين العراقيين خارج الوطن ، في اطار مهني ، يعمل في سياق نشاط منظمات المجتمع المدني ، بعيد عن امراض السياسة العراقية ، الموروثة او الجديدة . هنا اصل الى نقطة اجد من الضروري الاشارة والتأكيد عليها ، وهي ان المثقف العراقي ، وحتى الذي لا يزال خارج اطار اي منظمة ثقافية ، مثل (اتحاد الكتاب العراقيين في السويد) ، فأن ما يجذبه مستقبلا الى هذا الاتحاد ليكون ممثلا حقيقا له ، ليس خطابه السياسي ، الذي سينافس فيه الاحزاب السياسية ، وهي من الكثرة في العراق ، بحيث صارت لدينا ازمة في الاسماء والشعارات ، وانما خطابه الثقافي ، وبرامجه الثقافية ، ونشاطاته المهنية ، وعندها سيترك هذا المثقف بطاقته الحزبية في داره ليتوجه الى منظمته المهنية ليساهم بحرارة في نشاطاتها وعملها ، والذي يصب كتحصيل حاصل في مجرى خدمة الوطن ومستقبله الديمقراطي . ان تجربة المنظمات المهنية العراقية تشير الى ان واحد من اسباب اخفاقها في ان تحافظ على فعاليتها هو ابتعادها عن هويتها المهنية ، والوقوع في فخ العمل السياسي المباشر ، فكان واحدا من اسباب عزوف العراقيين عن الانضام اليها . ان الوقوع في مطب منافسة الاحزاب السياسية في العمل والنشاطات ، سيحول منظمة مثل (اتحاد الكتاب العراقيين في السويد ) الى منظمة ظل لهذا الحزب او ذاك ، وسيحول ناشطي هذا الاتحاد الى دعاة سياسين ، وستنتقل اليه كل امراض السياسة ، فتختلط الاوراق وتضيع البرامج . ان واقعنا العراقي القاسي ، فرض على المثقف العراقي ان يتراجع كثيرا ليتقدم السياسي عليه ، وليتحول المثقف الى مجرد تابع اعلامي له . وفي الظروف الجديدة ، ومع زوال النظام الديكتاتوري ، فان الفرصة ممكنة للمثقف العراقي ان يتقدم ليأخذ دوره الحقيقي في عملية اعادة بناء الوطن والانسان العراقي ، ومن هنا تبرز اهمية الاطر المهنية الديمقراطية للم شمل المثقفين وتوحيد جهودهم ، ولكن ومن البداية نتمنى ان تعمل وفق الاسس الصحيحة وتبتعد عن المطبات التي ستعيق عملها . اننا ننتظر من (اتحاد الكتاب العراقيين في السويد ) ان يطلعنا وبشفافية عالية بين الحين والاخر ليس على عدد المظاهرات التي ساهم فيها وانجزها ، وليس على بيانات التضامن مع هذا الحدث السياسي او ذاك ، بل عن عدد المنجزات الثقافية التي ساهم بتنظيمها ، من ندوات ثقافية في الادب والفنون ، وكم حفل توقيع كتب لاعضاء الاتحاد ساهم بدعم طباعة كتبهم ، وكم كاتبا ساهم في توفير الظروف المناسبة له لانجاز بحث اكاديمي او كتاب ابداعي ، وان يعلن لنا تقاريرا مفصلة عن مساعدة اعضاءه المرضى ورعايتهم والاهتمام بشؤونهم ، وعن الحقوق المهنية لاعضاءه التي استطاع ان يحققها ، وعن مجلته الخاصة التي ستصدر ليس كمنشور سياسي يتلف بعد قراءته ، وانما تحفظ كمصدر ثقافي فكري تنفع عند الدارسة والبحث ، وغير ذلك كثير مما يمكن انجازه بالاستفادة من امكانية التنسيق مع المؤسسات الثقافية السويدية من خلال تقديم مختلف المشاريع الثقافية ، التي بالتأكيد ستحضى بالدعم المناسب حين يلمس السويدين جديتها واهميتها ، وفي هذا الامر بالذات لنا عبرة حسنة في النشاطات الاجتماعية المتألقة لاتحاد الجمعيات العراقية في السويد .
ثانية كل التهاني لاعمال مؤتمر (اتحاد الكتاب العراقيين في السويد ) ، وباقة ورد معطرة بالامنيات الطيبة عن عتبة باب كل من ساهم بانجاح هذا المنجز الواعد الخلاق .

سماوة القطب