يوسف أبو الفوز 

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الثلاثاء 30 /8/ 2005

 

 

جديد الشاعر العراقي عبد الكريم هدّاد


حيث لا ينبت النّخيل


 


يوسف أبو الفوز

الشاعر العراقي عبد الكريم هدّاد ( مواليد السماوة 1961) ، المقيم في السويد ، صدر له مؤخرا ، في دمشق ، وعن دار المدى للثقافة والنشر ، ديوان شعري جديد تحت عنوان ( حيث لا ينبت النّخيل ) . زين غلاف الكتاب بلوحة للفنان العراقي رياض نعمة ، وجاء في 156 صفحة ، وحوى خمسون قصيدة من الشعر باللغة الفصحى
 كتب الشاعر العراقي سعدي يوسف مقدمة للديوان ذكر فيها :
{  الليالي
 تنهش تفاصيل غابة الصفصاف
  التي تملأ السويد.
  صمت الجدار
  يحدق في وجهي ،
  وتلك الستائر
أي الأصابع تداعبها
  في مثل هذه الساعة
  من الليل البارد
هنا ، نجد الإحتكام الفني مؤسساً على العناصر الأولية التي ينبغي أن يؤسس عليها أي احتكام فني. قد تكون المسألة أقل وضوحاً في الشعر (العربي بخاصة)، نظراً لطبيعة المادة الأساس في الشعر، أعني اللغة، وهي مادة تعلق بها شوائب كثيرة في الإستعمال، لكن هذا لا ينفي القاعدة، أي التأسيس على العناصر الأولية. العناصر الأساس في نص عبد الكريم هدّاد هذا، محددة، محدودةٌ، لكننا نلحظُ، بإعجابٍ ، نجاحَ الشاعر في استنطاقها وتحريكها ، لا بفعل خارجيٍّ عمديّ، وإنما بالعناصر ذاتها، مُفَعّلةً ( حركة الستائر مثلاً ) } .
ومن اجواء الديوان نقرأ :
البارحة
 خرجت بحثا
عن لغة تشابهني
وعلى شفتيّ
تذوب اغنيات قديمة
كألحاح الذاكرة لوجه امي
سبق وصدر للشاعر عدة دواوين شعرية ، فعن دار المنفى في السويد عام 1996 صدر (طفل لم يرم حجرا ) ، وترجم الى اللغة السويدية من قبل مجيد الكعبي وصدر في السويد عام 1999. وعن دار ورد في  دمشق عام 2001 صدر ديوان ( جنوبا ... هي تلك المدينة ، تلك الأناشيد ) ، الذي ترجم  الى اللغة السويدية من قبل المستشرق السويدي ( تيتز بلوك ) ، الأستاذ في جامعة أوبسالا، وهو من المعروفين بأبحاثهم عن الأدب العربي وتواصل الحضارات ، وصدرت الترجمة في السويد  عام 2002.
 يذكر ان الشاعر عبد الكريم هداد غادر العراق لاسباب سياسية عام 1982 ، وبحثا عن سقف آمن تنقل في العديد من البلدان العربية والأوربية قبل ان يستقر به المقام كلاجئ في السويد منذ عام 1990 . ظهرت نصوص الشاعر الشعرية ومقالاته في العديد من الصحف والدوريات العراقية الصادرة في المنفى ، ومعروف عنه اهتمامه في كتابة أغنية عراقية مشاركة وبعض الفنانين العراقيين الذين شاركوه المنفى مثل فلاح صبار ، كمال السيد ، طالب غالي وسامي كمال. في عام 1990 انتج التلفزيون السويدي فلما تسجيليا عن اللاجئين القادمين في السويد ، واعتمدت في الفلم قصيدة للشاعر كسيناريو للفيلم . وفي عام 1999 ، وفي السويد ، في طبعة خاصة اصدر ديوان شعر شعبي تحت عنوان (أخر حزن) . وفي عام 2003 صدر له في السويد وفي طبعة خاصة دراسة مهمة  ( مدخل إلى الشعر الشعبي ـ قراءة في تاريخ شعب ) ، وأيضا صدر له عام 2002 قرص مدمج تحت عنوان (طيور العصر) يحمل قصائد للشاعر بصوته مع موسيقى للفنان العراقي احمد مختار. والشاعر عضو في اتحاد كتاب السويد ، وله عدة كتب مخطوطة تنتظر فرصة النشر ، وأخرى قيد الإنجاز .