| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 

 

 

 

 

الجمعة 26/1/ 2007

 

 

قبل 27 عاما
في ذكرى استشهاد الامام الحسين(ع )


يوسف ابو الفوز

كل عام يستذكر أبناء العراق ، استشهاد الامام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، ويستخلصون من ذلك الدروس والعبر، في حياتهم وعملهم ونضالهم . وظلت دروس موقف الامام الحسين(ع) ، ونضاله واستشهاده البطولي وصحبه الأبرار، من اجل عدالة قضيتهم ، مثالا ونبراسا أمام الثوريين والمناضلين من أبناء العراق ، في نضالهم ضد نظام الطاغية المقبور. مؤخرا كنت أتصفح مجلدات مجلة الطليعة الكويتية للأعوام 1979 ـ 1980 ، التي وصلتني هدية عزيزة وغالية من أحد الأصدقاء الخليجيين ، وهي عن الفترة التي لجأت فيها إلى الكويت بعد ان استطعت النجاة والافلات من مطاردات وملاحقة ضباع النظام المقبور. وفي الكويت ، التي كنت أقيم فيها ، بشكل غير شرعي ، وتحت اسم ( أبو الفوز) الذي ولد تلك الأيام على صفحات مجلة الطليعة الكويتية ، ورافقني طوال سنوات ترحالي وثم صار لي اسما ثابتا ، كنت اكتب عمودا أسبوعيا تحت عنوان ( دردشة ) ، وبعد مضايقات وضغوط من سفارة النظام الديكتاتوري في دولة الكويت لادارة مجلة الطليعة ، بسبب نشرها كتابات العديد من الأقلام العراقية المعارضة لديكتاتور بغداد ، والتي لجأت إلى الكويت ايضا باشكال مختلفة ، ووجدت في مجلة الطليعة نافذة لتعبر عن ما يجيش في نفسها بالقصيدة والقصة والمقال الصحفي ، اقترحت هيئة التحرير ان أتوقف عن كتابة العمود لبعض الأعداد ، ثم أواصل النشر بعد تغيير عنوان العمود . وبعد نشر الحلقة الأولى من العمود الجديد الذي حمل اسم ( بصوت عال ) ، أرسل لي المرحوم سامي احمد المنيس ، رئيس التحرير أيامها تعليقا يقول :
ــ لو ظلت "دردشة " كانت أهون ألان صارت صياح !
هنا انقل للقارئ الكريم ، وطبق الاصل ، نص مادة الحلقة الأولى من عمود ( بصوت عال) الذي نشر في مجلة الطليعة في العدد 636 بتاريخ 30 /1/1980 ، وتحت عنوان ( والله لان عادوا ...) ، وكان في ذكرى استشهاد الامام الحسين (ع) ، وايامها كانت سفارة النظام الديكتاتوري في الكويت قد جلبت المزيد من عملائها وضختهم في شوارع ومقاه دولة الكويت لمحاولة تعقب أبناء العراق الناجين بأنفسهم من جحيم الديكتاتورية الدموية ، وقامت ايامها مخابرات النظام المقبور باغتيال العديد من المناضلين المعارضين في دول مختلفة ، وكان الديكتاتور أيامها ، وفي خطاباته وهذيانه ، مغرما بترديد كلمة "الأصالة "، ومشتقاتها مثل " البلد الاصيل"، و"المناضل الأصيل " الخ :
والله لان عادو …
مئات المئات ، جيوش ( يزيد ) ، ولم ترهب الثائرين من اجل قضية ، بل زاد التصميم للاستشهاد ، فالمعركة بين الحق والباطل ، من اجل الكرامة ، ضد استباحة الأعراض وسبي النساء وقتل الأطفال ، وكان موقف للثائرين سجلوه بدمائهم .
واليوم ، نرى من يستبيح كل شئ ، متشبثا بالعرش بدون حق ، جواريه وزبانيته من حوله ، يرفع كأسه منتشيا بالنصر الزائف ، ويقهقه :
ـ لم يقل ربك ويل لشارب خمر بل قال ...
قال ماذا ، يا بن هاوية الرجال ؟ أقال لك استبح دم من لم يبايعك ، ويصفق لمواكبك أيها الفارس (الأصيل ) ؟ أقال لك ان من يريد العيش بكرامة ـ حتى ولو بعيدا عن إمبراطورية الأصالة ـ أرسل خلفه عصابات المرتزقة ليقطفوا رأسه ؟
دم الحسين ـ عليه السلام ـ لم يذهب هدرا ، وخرج من نادى ( يا لثارات الحسين ) ، ومن يتجاهل هذا كمن يحجب الشمس بغربال ، والشمس قادمة لتحرق كل التيجان الملوثة بالدماء ، ولتفضح "الأصالة " ، فدم الشهداء ينبت أورادا وهناك من هو أحق بشم هذه الأوراد ، و... والله لان عادوا وان رجعوا ..