| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 
haddad.yousif@yahoo.com

 

 

 

                                                            الأثنين 24/12/ 2012


 

قراءة في ذاكرة النصير عبد اللطيف السعدي

يوسف أبو الفوز

حركة الانصار ماثرة نضالية من انصع المراحل التاريخية في سجل نضال الشيوعيين والحركة الوطنية

في اصدار خاص ، عن مطابع إيلاف في بغداد ، صدر مؤخرا للنصير والاعلامي عبد اللطيف السعدي (أبو اثير) كتابا بعنوان مزدوج ( في ذاكرة نصير ـ  نصوص من سيرة انصارية ) وجاء الكتاب في 80 صفحة من الحجم المتوسط ومن تصميم  حسين  مهدي . الغلاف الاخير حمل كلمة قصيرة للكاتب اشار فيها الى  كون مرحلة حياته في حركة انصار الحزب الشيوعي العراقي ، الذين خاضوا الكفاح المسلح ضد النظام الديكتاتوري المقبور للاعوام 1979 ـ 1988 ، كانت (... المرحلة الاغنى والاجمل في مسيرة حياتي) وبين ان نصوص الكتاب التي تأخر نشرها لاسباب مادية كتبت خلال فترة الكفاح المسلح ، وانها جاءت " لتأرخة محطات ولقطات من تلك التجربة الانسانية والنضالية الشريفة ولابراز جمالياتها الانسانية ".

الكتاب حوى قسمين اساسيين ، الاول من  20 صفحة ، جاء تحت عنوان "محاولة للتقييم ، ادب الانصار : ملامح وكوابح"، وهي محاولة دراسة تجربة نشاط الانصار الثقافي ، وعلى ما اذكر سبق للكاتب ان نشر هذه المساهمة في صحيفة "ريكاي كوردستان / العربي " قبل سقوط النظام الديكتاتوري بسنوات طويلة ، وفيها حاول ان يسجل ملاحظات عن النشاط الثقافي لحركة الانصار التي اعتبرها " تجربة تأريخية ناصعة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي والشعب والوطن " ص 5 ، ويشير الى ان "الحياة الانصارية " ثمة مجموعة عوامل تفاعلت " لتشكل نمطا لحياة متميزة بتفاصيلها ومفرداتها " ص 5 ، منها الوجهة الفكرية والسياسية والتنظيمية ، الطبيعة الكردستانية وايضا المعايشة للحياة الاجتماعية لاهالي كردستان .

وعن النشاطات الابداعية للانصار فأنه يقول " مع تطور التشكيلات الانصارية واتساعها  ، اتسعت الحاجة لتنظيم الحياة اليومية بكل جماعي باستثمار الملكات والقابليات الفردية " ص 8،  ويتحدث لنا عن النشاط الاعلامي والنشرات الحائطية في المقرات الثابتة والمجلات الدفترية الانصارية في الفصائل اوالسرايا المتحركة والمقرات ، والامسيات  الادبية والفكرية والسياسية وحيويتها . ويشير الكتاب الى  بروز لغة تخاطب متميزة عند الكتاب الانصار واستخدام مفردات "بايقاعاتها الخاصة ، لا يمكن استخدامها الا في اجواء الحياة الانصارية " ص 11 .

ويؤشر الكتاب  اسماء العديد من المبدعين الانصار ممن كتبوا القصة والشعر وتواصلوا في النشر حتى من بعد نهاية حركة الانصار، ومنهم من كانت بداياته بتأثيرالتجربة الانصارية . وتحدث الكتاب ايضا عن النشاط الفني في التشكيل والكاريكاتير والمسرح وكيف " ان الفقر في توفر المستلزمات صار سببا للتنافس في التفنن والابداع في استخدام كا ما هو متوفر من ادوات بسيطة في الحياة واالطبيعة " ص 14 ، وعن العوامل المعيقة للنشاط الابداعي الانصاري فهو يشير الى ان عسكرة كل جوانب حياة الانصار من قبل بعض القادة والمسؤولين جعلت من المثقف عندهم "علة على الحركة " ص 17، لكنه من جانب اخر يشير الى ان انه كان هناك بعض القيادين المتميز بدعمه المثقف النصير و " استوعب تلك الاهمية وساهم بدعم ونتنشيط هذا الوجه الهام من اوجه النشاط " ص 18 ويشيد الكاتب بمثابرة وجهاد المثقفين الانصار " وان ما تحقق من نتاجات ونشاطات كان في الغالب نتاج لمثابرة وجهادية غير عاديين للمبدعين والمثقفين الانصار " ص 18 .

ويرى الكتاب أيضا ان طابع التشكيلات الانصارية العسكرية وفهمها لمهمة الاعلام  " لم توفر المرونة الكافية والمناسبة لعمل الاعلاميين " ص 18 ، وتحدث عن تعرقل تشكيل رابطة الكتاب  والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين ـ الانصار ، " فبعض مكاتب الاعلام تعاملت  بحساسية عالية وبمنافسة غير مبررة لتحقيق هذا الانجاز المهم " ص 19 .

ويشيد الكتاب بالمثقفين الانصار ومساهمتهم في جوانب العمل الانصاري ومنها الاعمال العسكرية ، وفي الختام يؤكد الكتاب "ان الحديث سيبدو مبتورا ان تركز على ايراد السلب وهو قطع في سلسلة من حلقات مهمة وايجابية وتأريخية في في مسيرتها وانجازاتها" ص 19 ، فيعود ليؤكد بأن حركة الانصار" ماثرة نضالية ستبقى اجيال الوطنيين الشرفاء والشيوعيين والجماهير الشعبية تتذكرها كواحدة من انصع المراحل التاريخية في سجل نضال الشيوعيين والحركة الوطنية " ص 20 .

الصفحات 23 ــ 64 حوت نصوصا تحت عنوان " نصوص من سيرة انصارية " أشار الكاتب الى أنها "ليست شعرا ، لكنها تلامس ايقاع الشعر وتستعير بعض بناه " ص 23 ، وهي " لا تدخل تحت خيمة النثر بالوانه المعروفة تماما، رغم انها تتسم بسمة المباشرة منه " ص 23 ، فهذه النصوص المكتوبة خلال تجربة الانصار اراد لها الكاتب " تسجيل  احداث ووقائع مسيرة " ص 23 :

قاعة طينية وسط الصخور

والحالمون فيها ،

يتقاسمون المشاق،

يتعاونون

توحدهم المصاعب . ص 39 "فصيل"

وهكذا اذ نمر على العناوين يمكن تلمس شيئا من ايقاع حياة الانصار وعواطفهم وامالهم واحلامهم :  " الخطوة الاولى " ، " في الطريق " ، " نحو اللقاء " ، " اللقاء " ، " فجر اول" ، "الحراسة الاولى" ، " فصيل " ، "حطب" ، " مخلص" ، " نصيرات " ، " عملية " ، " انسان" ، " ساعة صمت " ، " الانصار " ، " ملحمتان في صورة واحدة " ، " نرنوه قرصا للشمس " ، " لقاء " ، "  شروع " ، " الختام " و " عن تلك الانحاء" . وثمة ستة نصوص افرد لها الكتاب عنوانا مشتركا " نصوص للهجرة الاضطرار " قال انها تنشد للشعر اكثر وهي تحاول تسليط الضوء معاناة هجرة ابناء الشعب الكوردي اثر عمليات الانفال وهذه النصوص كتبت في مخيمات اللجوء التركية :

لرجال مثقلين ...

بالسنين ... الجمر

لانصار ثبات...

لمن تاق الى الموت ...

وقوفا .

لكم مجد ... ،

رياض من الفخر

فضاءات اختيار  . ص 70 "لكم "

يذكر ان الكتاب حوى على سبعة  تخطيطات بالحبر للفنان والنصير ساطع هاشم "ابوغصون" تعود للسنوات 1980 ـ 1983اضفت حميمية لنصوص الكتاب . تحية لجهود الكاتب النصير عبد اللطيف السعدي ومحاولته في توثيق ايام بهية في حياة من عاشها ومفخرة لكل من جايلها !

 

* عن طريق الشعب العدد 93 الأثنين 24 كانون الأول‏ 2012

 

 

free web counter