| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 

 

 

 

 

الأربعاء 23/11/ 2005

 

 

على طريق الانتخابات - 1
 


في الموقف من تحالفات الحزب الشيوعي العراقي
 


يوسف أبو الفوز

ربما يعترض زملاء ، خاصة من الاخوة اللغويين والاعلاميين ، على استخدام كلمة " مغالطة" في هذه السطور ، ومعاملتها ـ وربما تسويقها ـ كمفهوم او مصطلح سياسي ، لكن ما يدفعني الى ذلك ، هو حجم المغالطات اليومية ، التي نلمسها وتواجهنا كل يوم في عمل ونشاط رجال السياسة والاعلام ، سواء في وسائل الاعلام العراقية او العربية ، بحيث ان هذه الكلمة بالذات صارت تفرض نفسها علينا بقوة عند كل حديث وسجال في واقع العملية السياسية الجارية في العراق الجديد .
واقع المغالطة هنا صار يتجاوز معناها اللغوي ، الذي تبينه لنا قواميس اللغة العربية ، فهو ، ومن خلال الممارسات ، التي تواجهنا كل يوم ، صار يتجاوز ذلك المعنى الذي يقول بان المغالطة تعني عدم معرفة الصواب في الامر ، فالكثير من السياسيين والاعلاميين ، وبحجم تجاربهم العملية ، لا يمكن لهم عدم معرفة والالمام بصواب تفاصيل معينة ومحددة في الكثير من القضايا ذات الشأن ، وبعضها يعتبر الى حد ما بديهيات في المعلومات عن هذا الطرف السياسي او ذاك ، سواء تأريخه أو برامجه ، لكنك تجد فرسان المغالطة يتجاهلون ذلك ، ويتحدثون بطريقة تشير الى كونهم "يعرفون الصواب في الامر" ، لكنهم ولغاية في نفس يعقوب يتجاوزونه ويتجاهلونه . هنا ، يكون الامر مجرد مغالطة حقيقية ، مبنية على اهداف وغايات مدروسة تبتعد عن الاصول النزيهة في العمل الفكري والسياسي ، التي تستوجب التوقف عند الحقائق بموضوعية والتعامل معها بمسؤولية . ربما يعترض احد ما ويقول ، ان الامر عند هؤلاء قد يكون مجرد وجهات نظر ، او موقف اخر. لن نختلف في كون الفكر والثقافة والعمل السياسي ، يستوعب ـ بل ويستوجب ـ وجهات نظر الاخر المغاير، والتعايش معها من خلال الحوار الحضاري واحترام استقلالية كل طرف ، لكن فرسان المغالطة هنا ، ليس من علاقة تربطهم بكل هذه المفاهيم الحضارية . الاخر المغاير الحضاري يحترم وجهات نظرك ، ويجّلها ، ويحاول ابرازها وصقلها ، والاخذ بيدك لتقترب منه ، دون محاولة تكفيرك او فرض وجهة نظره عليك ، ولكن " المغالط " يقوم بنسفك وتكفيرك واعتبارك على ضلال ، ومن اجل ذلك فهو جاهز ـ ويتفنن ـ في ليّ عنق الحقائق واخفاء مما لا يمكنه الرد عليه ، وتجاهل الوقائع ، وتسليط الضوء على ثغرات يمكن تجاوزها ، او بمهارة يحسد عليها يفتح ملفات قديمة تجاوزها الدهر، والكارثة انها تخص قضايا تم تقيمها بالصواب او الخطأ وانُتهج بعدها خطا سياسيا اخر مغايرا ، او افضل استنادا للتجربة المستقاة منها . ان الهدف الاساس لمن يمارس المغالطة هنا ، ومن كل هذا التجاهل واخفاء الحائق والوقائع ليس التقليل فقط من شأن الطرف المقصود ، بل واسقاطه وتحطيمه ، وليس الوصول معه الى نقاط مشتركة تصلح ارضية للحوار والعمل المستقبلي .
عن حجم وعدد هذه المغالطات يمكن اعداد ملفات تحتاج الى مؤسسات كاملة لفرزها وتحليلها . التوقف عند بعضها ، وارتباطا بأسلوبها المغالط في التعامل مع الاخر والحقائق ، ربما يورطك في الشخصانية في الردود ، وعليه ـ باعتقادي ـ للخلاص من ورطة كهذه هو مناقشة الافكار دون الاشارة الى الاسماء . وبحكم بدء الحملة الانتخابية في وطننا العراق ، واعلان التحالفات السياسية ، والقوائم الانتخابية ، سنتناول بعض المواقف من تحالفات الحزب الشيوعي العراقي ، بأعتباره قوة سياسية عراقية ، تأريخية ، دخلت مؤخرا في تحالف انتخابي هو " القائمة الوطنية العراقية " ، التي ستشترك في الانتخابات تحت رقم 731 .
بدءا لنسأل : ما الذي يدفع الحزب الشيوعي العراقي ، وهو القوة السياسية العراقية ، التي كانت ولا تزال تعتبر تأريخيا ، الداينمو والعامل الاساس لنجاح اي تحالف وطني ديمقراطي ، للتحالف مع القوى المشتركة في " القائمة الوطنية العراقية " ؟
السيد حميد مجيد موسى ، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، تناول ذلك واجاب عنه بوضوح ، في مقابلات صحفية عديدة ، نشرت في اكثر من صحيفة . يقول في لقاء له مع " طريق الشعب " الجريدة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، والمنشور في عددها ليوم الاحد 20 تشرين الثاني 2005 :
ـ التحالف ضروري وحاجة تفرضها الاوضاع التي يعيشها البلد ، طبيعة المرحلة التي يمر بها البلد، وايضا المهمات التي تواجه الحركة الوطنية في اللحظة التاريخية المعينة. فنحن الآن، بعد سقوط النظام الدكتاتوري، نواجه مهمة بناء بديل، ونطمح أن يكون هذا البديل وطنيا ديمقراطيا، أي بديلا بملامح سياسية – اجتماعية – اقتصادية معينة. هذا المنطلق هو الذي يجعلنا نقترب من هذه المجموعة، أكثر مما تكون لنا علاقة تحالفية مع مجموعة ثانية تتبنى رؤية اخرى لا تتطابق مع رؤيتنا .
ويضيف السيد حميد مجيد موسى :
ـ اذا كان البلد يواجه "معمعة" الاستقطاب الطائفي فهل نكون مع تكريس الطائفية والمحاصصة الطائفية ، أم نسعى الى اعلاء مبدأ المواطنة وتأكيد اولوية الولاء للوطن ؟.
فكيف تناول الاخوة المغالطين هذا التحالف الانتخابي وسياسة الحزب الشيوعي العراقي في هذا التحالف ؟
مرة اخرى ، اقول للابتعاد عن الدخول في سجالات شخصانية ، سأتناول بعض الافكار للاخوة المغالطين في تناولهم لتحالفات الحزب الشيوعي العراقي وتصريحات السادة من قيادة الحزب . يعيب البعض ، في كتاباتهم واحاديثم ، على الحزب الشيوعي العراقي دخوله هذا التحالف الانتخابي ، معتبرين تحالفه مع " حركة الوفاق الوطني " بقيادة السيد اياد علاوي ، تحالفا مع البعثيين . الملفت للنظر بالنسبة لي ، ولكل المتابعين ، ان " القائمة الوطنية العراقية " تضم 15 كيانا سياسيا ـ حسب مصطلحات الحملة الانتخابية ـ ولكن الاخوة المغالطين يتناسون كل الاسماء الواردة في القائمة ( تفصيلها مثبت في اخر المقال ي . أ . ف ) ، وتوقفوا فقط عند دخول الحزب الشيوعي العراقي هذا التحالف الانتخابي ، مقلبين اوراقا قديمة في تحالف الحزب الشيوعي العراقي مع حزب البعث العراقي في اعوام ( 1973 ـ 1979 ) . اسباب هذا التوقف، وفتح الدفاتر القديمة ، يمكن ان نراها من اكثر من جانب ، منها اهمية الحزب الشيوعي العراقي على الساحة السياسية ، ولذلك لم يستطع تجاوزه من يقف بالضد من برنامج واهداف تحالف "القائمة الوطنية العراقية " ، وهناك من وجد ان " القائمة الوطنية العراقية " تشكل " خطرا " ـ لنقل باسلوب اهدأ ـ منافسا مهما وجديا لمشاريعه السياسية ووجود الحزب الشيوعي العراقي سيكون ثقلا سياسيا وانتخابيا لهذا التحالف ، ليس على صعيد مرحلي ، بل قد يتجاوز فترة الانتخابات ، ويكون اساسا لتحالف سياسي مستقبلي . من هنا تحرك الاخوة المغالطين ، وشمروا عن اسلحتهم ، وقلبوا دفاتر " الجبهة الوطنية والتقدمية " ولكنهم هنا ، وعامدين يتناسون وقائع تاريخية ، صارت معروفة لابن الشارع ، تشير الى ان تحالف سبعينات القرن الماضي ، الذي عقده الحزب الشيوعي العراقي بدوافع وطنية ، انفض بشكل دموي بعد ان دفع الحزب الشيوعي العراقي الثمن غاليا ، اذ بعد ان لمس حزب البعث العراقي ، ومع تنامي سيطرة صدام حسين على مؤسسات حزبه ، تنامي دورالشيوعيين السياسي والجماهيري ، وارتفاع سقف مطاليبهم السياسية (بيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في اذار 1978 ) تعرض الحزب الشيوعي الى حملة ارهابية شرسة ، قدم فيها العشرات من اعضاءه شهداءا ، وطورد وسجن وعذب المئات ، وهاجر الالاف منهم . وان الحزب الشيوعي العراقي ، وفور انفضاض التحالف ، رفع السلاح بوجه حكومة البعث الصدامي ، وخاض ثوار الحزب الشيوعي ، في منظمة الانصار الشيوعيين ، وعلى كل ارض كورستان الشماء ، عشرات المعارك البطولية قدموا فيها عشرات الشهداء ، وحموا حزبهم وكوادره وجماهيرهم ، وادخلوا الرعب في مؤسسات النظام وانهكوها ، ولقاء ذلك انتقم النظام الصدامي الفاشي من عشرات العوائل العراقية ، شمالا وجنوبا ، لان ابنائهم الشيوعيين في الجبل او خارج العراق . ايضا نجد ان المغالطين يتناسون تماما ان هناك مؤتمر للحزب الشيوعي العراقي ، هو المؤتمر الرابع ، عقد في ارض كوردستان العراق عام 1985 ، وبحماية بنادق الثوار الانصار الشيوعيين ، هذا المؤتمر قيم وانتقد الجوانب السلبية في تجربة التحالف مع حزب البعث ، وان قواعد وكوادر الحزب الشيوعي العراقي في مؤتمراته اللاحقة لم تجدد انتخاب اعضاء قيادة الحزب السابقة المسؤولة عن هذا التحالف . ان المغالطين ينسون ، الاصح يتناسون ـ مبادئ السياسة ، بكون التحالف هو من اسس العمل السياسي . وان هناك تحالف انتخابي ، وهناك تحالف سياسي ، وان هناك تحالف تكتيكتي وتحالف ستراتيجي . وان هناك توافق مصالح ، وهناك تطابق افكار ، وان هناك ... . وان الحزب الشيوعي العراقي كقوة ديمقراطية ، علمانية ، وكمؤسسة سياسية نظامها الداخلي يسمح بانضمام كل مواطن عراقي تشمله شروط العضوية ، بغض النظر عن قوميته ودينه وجنسه وطائفته ، ان هذا الحزب يبحث عن حلفاء له لاغراض سياسية وانتخابية في الفضاء السياسي الذي يشترك معه في اهداف وهناك تقارب في البرامج ، وليس في المريخ او الفضاء الخارجي . ينسى االاخوة المغالطين ان "القائمة الوطنية العراقية " ، هي تحالف انتخابي ، لقوى تشترك في منطلقات فكرية وسياسية ، وهناك توافق بينها ، فهي كما يؤكد السيد حميد مجيد موسى في نفس المقابلة المذكورة " قررنا ان نجتمع، نحن القوى الوطنية – الديمقراطية – اللبرالية على اساس مشروع واضح المعالم يجسد طموحات الشعب في اقامة نظام ديمقراطي ودولة قانون بعيدا عن الاستقطابات الطائفية" ، ومن مراجعة بسيطة لقائمة القوى المشتركة في القائمة الانتخابية المرقمة 731 ، سنجد انها في مجملها تشكل طيفا اجتماعيا سياسيا واسعا ، يعمل تحت مظلة واحدة تم الاتفاق على ان تحمل اسم " القائمة العراقية الوطنية " . والمتابع للنشاط الاعلامي الانتخابي وقراءة برنامج " القائمة الوطنية العراقية " ، سيجد انها تمثل تجمع القوى التي اتفقت على برنامج يدعو الى اعلاء شان المواطنة العراقية ويرفض المحاصصة والطائفية ، ولعمري ان هذه أهداف يسمو اليها الكثيرين ، وينادون بها ، حتى من خارج القائمة العراقية الوطنية . يا ترى ايعقل ان الاخوة المغالطين ، لم يطلعوا او يسمعوا احد من اعضاء " القائمة الوطنية العراقية " ، وعرفوا برامجهم المستقلة والمشتركة ؟ كيف استطاعوا بسهولة وبجرة قلم واحدة ، شطب تيار سياسي واجتماعي فاعل في المجتمع العراقي ، له في الجمعية الوطنية اكثر من 48 نائبا يمثلونه ويتحدثون بأسمه ؟ ويعيبون على الحزب الشيوعي العراقي ان يشارك في هذا التحالف ، وهو الحزب الوطني العراقي ، الذي وحتى قبل سقوط النظام الديكتاتوري كان يدعو في برامجه الى الوحدة الوطنية ، وقدم مشاريعا للعمل المشترك ؟
محاولة من المغالطين ، ولاغراض انتخابية ، ولوضع العصي ، في طريق تحالف الحزب الشيوعي واشتراكه في تحالف " القائمة الوطنية العراقية " ، يشيرون الى كون جماعة الوفاق الوطني ، هي امتداد لحزب البعث ، و بل وبعضهم يذكرنا بأن البعث كان " بؤرة للشر " ، وكأن الحزب الشيوعي العراقي ، لم يكتو بنيران وطغيان البعث العراقي ، ولا توجد دعوى قضائية بأسم شهداء الحزب الشيوعي العراقي ضد رموز النظام الديكتتاتوري المقبور الذين كانوا يشكلون قادة حزب البعث الصدامي . او يتحدثون بطريقة وكأن الحزب الشيوعي العراقي وقادته لا يعرفون تاريخ السيد اياد علاوي ، ولا ... ! لا ادري كيف يستسهل البعض ، ويسمح لنفسه باطلاق صفات ذات طابع تكفيري ضد معارضيه السياسيين ؟ السيد اياد علاوي ، لا يخفي ابدا انتماءه السابق لحزب البعث العراقي ، وتحدث الرجل عن هذا في برنامج تلفزيوني ، اعتبرها الكثير ايامها جزءا من حملته الانتخابية السابقة ، ولست هنا في معرض الدفاع عنه فهو قادر على الدفاع عن نفسه ، وسبق لي شخصيا ان اعلنت ، وبعدة مقالات ، مخاوفي من عودة البعث تحت عباءة السيد اياد علاوي . ولكن بناء الوطن من جديد ، والنهوض به من الخراب والدمار ، لا يتم بالعواطف ابدا . السيد اياد علاوي ، ناضل ضد نظام صدام حسين ، ونال حصته من هذا النظام من تشريد ومطاردات ومحاولات اغتيال ، والان يعلن برنامجا انتخابيا ، يلتقي في نقاط معينة مع برنامج الحزب الشيوعي العراقي ، من اجل بناء وطن ديمقراطي امن ، لا طائفي ، يسمو بروح المواطنة ، يكون فيه القانون هو السيد الاول . يمكن القول ان الحزب الشيوعي العراقي اختار برنامج " حركة الوفاق الوطني " ، ولم يختر شخص السيد اياد علاوي وان كان هو الشخص المتنفذ في حزبه. والسؤال : ما الذي يمنع حزب وطني ديمقراطي ، كالحزب الشيوعي العراقي او غيره من التحالف مع هذا البرنامج الوطني الديمقراطي ؟ هل يريد الاخوة المغالطين من الحزب الشيوعي العراقي ان يتحالف ـ مثلا ـ مع جماعة ضلت تصر على كون وجود سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ، السيد حميد مجيد موسى ، في مجلس الحكم السابق ، كان بسبب كونه شيعيا ، وليس لكونه سكرتير حزب وطني عريق ؟
ان الاخوة المغالطين ، ومن اجل اهدافهم الانتخابية والسياسية ، جاهزين لتناسي كل شئ ، حتى ذلك المثل ، الذي يعرفه القاصي والداني ، الداعي الى حفظ الانسان لبيته ان كان من الزجاج ، فللاخرين احجارهم !


سماوة القطب

تفصيل : قائمة بأسماء الكيانات المشتركة في ( القائمة العراقية الوطنية 731 ) :
الهيئة العراقية المستقلة
رابطة عشائر واعيان تركمان بغداد
الحزب الشيوعي العراقي
تجمع الديمقراطيين المستقلين
حزب الوحدة
التجمع القاسمي الديمقراطي
احرار
تجمع الوفاء للعراق
تجمع الفرات الاوسط
مجلس شيوخ العراق المستقل
القائمة الوطنية
الحركة الاشتراكية العربية
التجمع الجمهوري العراقي
عراقيون
حركة الوفاق الوطني