| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 
haddad.yousif@yahoo.com

 

 

 

                                                            الأربعاء 16/1/ 2013


 

مكتبي في شيكاغو يقرأ ويكتب بثلاث لغات !

يوسف أبو الفوز

في نهار عاصف ، من نهارات شيكاغو مدينة العواصف ، خلال زيارتي لها في ايلول العام الماضي ، صحبتني بسيارتها الصديقة والكاتبة العراقية "ايلين قاصراني" الى محلة شعبية في المدينة التي كانت الريح تعصف بشوارعها ، وركنت سيارتها عند بناية متواضعة، هناك عرفت المفاجأة التي اخبرتني انها تعدها لي لذلك اليوم ، فها أنا وجها لوجه امام واجهة "مكتبة ألاتكال " لبيع الكتب العربية والاشورية وبالطبع الانكليزية ، واذا عرفنا ان هناك في المدينة عشرات ، بل ربما المئات من المطاعم التي يديرها عراقيون وعرب، فسنشعر بأهمية المكان اذا عرفنا انها المكتبة الوحيدة من نوعها في شيكاغو، بل وربما في امريكا ، بل أن باحثة من نيوزلندا تعتبرها في رسالة لها لصاحب المكتبة "الوحيدة في العالم في حجم توفيرها للكتب الاشورية" !. وتشكل احد الاماكن التي يزورها ويلتقي فيها بعض المثقفين العراقيين والعرب وتكون تكون محطة بريد لهم لتبادل الكتب والرسائل واخبار النشاطات .

أستقبلنا بحرارة  وبوجه بشوش صاحب المكتبة العراقي الاشوري السيد "ابراهيم يلدو ابراهيم" ، من مواليد بغداد 1943 ، ومقيم في شيكاغو منذ عام 1980 . حين قدمته لي الصديقة "ايلين قاصراني" كمكتبي وشاعر ومترجم ، أحتج وبتواضع شديد ، ولكنه أقر لنا كونه يكتب الشعر لنفسه ، وهو مقل عموما في النشر بالعربية ، وحصل ان كتب ونشر مرة عن تجربة  الشاعر والصحفي أنور الغساني (1937 ــ 2009) ، لأنه من شهود تجربته وتجربة جماعة كركوك الأدبية ، وشعر ان التجربة تحتاج الى الاشادة بها ، وعرفنا أنه يقرأ ويكتب بحرية بثلاث لغات ، العربية والاشورية والانكليزية ، وانه ينشر في مختلف الدوريات بعض الترجمات الى الانكليزية فيما يخص البحوث عن الاشوريات .  

ومع استكانات الشاي العراقي المهيل كانت لنا دردشة معه عن احوال المكتبة ، فعرفنا أنه أنشأها عام 2002 ، وأنه يشتري بنفسه الكتب خصيصا خلال رحلاته الى بعض البلدان العربية، ولا يوجد له تعامل مباشر مع دور النشر والتوزيع ، وهو يرى أنه في السنوات الاخيرة هناك أنحسارا شديدا في اقتناء الكتب بين عموم الناس ، وحين سألناه عن الاسباب قال لنا :

- انحسار اقتناء الكتاب عموما في مدينة شيكاغو من قبل ابناء الجالية العراقية ، له اسباب عديدة متداخلة ، منها انتشار الفضائيات والانترنيت ، وايضا انتشار الفكر الغيبي والطائفي أو ما يسمى عند البعض بالصحوة الدينية التي للاسف تحارب الكتاب ، فجبران خليل جبران صار يعد عند البعض كافرا فمن يشتري كتبه ؟ ويمكن القول ان السبب الاقتصادي قد يكون سببا اضافيا عند قطاع معين من الناس ، فأسعار الكتب بشكل عام من المنشا تكون مرتفعة ، هذا اذا ما اخذنا في الحسبان تكاليف النقل والشحن وهامش الربح رغم بساطته .  

ومن هم أهم زبائنك في اقتناء الكتب ؟

- زبائني أساسا هم من النخبة ، من المثقفين والسياسيين والمتعلمين والبعض من الطلبة والباحثين سواء يكونوا عربا أو أمريكين ، وهناك بعض الناس ممن يحب الاطلاع والتزود بالمعرفة وتوسيع خزينه الثقافي .

نلاحظ ان هناك قسما لبيع الاسطوانات الموسيقية و الاغاني ؟

- بسبب انحسار اقتناء الكتب لابد ان نجد مصدرا اضافيا للدخل ، فصرنا نبيع بعض الصحف العربية وبعض القرطاسية ، ثم انشانا قسم الموسيقى وهذا القسم له علاقة مباشرة بالثقافة ، فنحاول توفير أهم الاغاني والقطع الموسيقية التراثية والفلكلورية ، لفنانين من مختلف العالم ، وخصوصا الاغاني الجادة ،  وان كنت اعني كثيرا بالتراث العراقي عموما وخصوصا الاشوري .

وماذا عن فكرة تأسيس مطبعة او دار نشر ؟

- الفكرة قائمة منذ سنين ، لكن المصاعب ليست قليلة ، وحتى لو توفر رأس المال اللازم بطريقة ما ، فأي كتب نطبع ولمن نطبع ؟ هناك صعوبات جمة ، مرات عديدة كنت افكر باغلاق المكتبة ، لكن ما حققته المكتبة من سمعة ايجابية ، واعتماد شريحة معينة من الناس عليها تجعلني اتوقف امام مسؤولية الاستمرار ، وهنا يلعب الجانب الاقتصادي  الدور الاهم في صمود قرار المواصلة ، فأذا عجزنا عن تسديد تكاليف المكتبة من ايجار وما يرافقها سأكون مضطرا للاغلاق .

 

طريق الشعب العدد 105 الأربعاء 16 كانون الثاني‏ 2013

 

 

free web counter