| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 
haddad.yousif@yahoo.com

 

 

 

الأحد 14/2/ 2010



دردشة (12) *

عزيزي المحرر الثقافي !

يوسف أبو الفوز

اثر حديث هاتفي شكا فيه احد الزملاء من محرر صفحة ثقافية ، في صحيفة عراقية ، صحت مع نفسي : "وجدتها"!، ورحت ادورـ مباشرة وهاتفيا ـ على بعض الزملاء ادردش معهم واسجل ما اسمع ، مع اخطارهم بأني ساوظف بعض ما سمعته منهم للكتابة ، لكن من دون الخوض في الاسماء، فالذي يعنيني هو بحث موضوع واقع الصفحات الثقافية ، في صحافتنا العراقية، وتسجيل الملاحظات الايجابية والنقدية التي تجتهد في الاشارة للخطأ من أجل تقويمه ، محاذرا ان تبدو الملاحظات وكأنها تصفية حسابات بين فلان وعلان ، فالأمر ـ عزيزي القاريء ـ ليس نزاعات واتهامات بقدر ما هو قضية تطوير وانعاش وتعزيز حياتنا الثقافية، بممارسات وأليات عمل وسياسة ثقافية سليمة تصب في مصلحة بناء هذا الوطن الذي نطمح جميعا لان ينفض عنه الغبار الثقيل لتركة سنوات الديكتاتورية واثار الاحتلال ونتائج وتاثيرات سياسات حكومات المحاصصة، وقبل ان نبدأ في تفاصيل الامثلة ، لابد من القول اننا لا يمكن أن نضع اللوم ومرة واحدة على محرري الصفحات الثقافية، اذ لابد لنا من الاقرار بأن امامهم ـ خصوصا الجادين والمتلزمين منهم ـ تقف العديد من العوائق التي يصعب اخفاءها والمرور عليها بسهولة ، نتيجة الظروف السياسية والاجتماعية ، التي يعيشها مجمل الوضع السياسي والثقافي ، ناهيك عن "التابوات" التي صارت تتوالد تحت مسميات مختلفة . بعض الزملاء ، من الذين دردشنا معهم ، ومن باب الشعور بالمسؤولية ، اشاروا الى ان ثمة صفحات ثقافية لا تبذل جهدا في تنقية وفرز ما يصلها من مواد ادبية للنشر، فمع هذه الكثرة الكاثرة في عدد الصحف اليومية والدورية الصادرة من بعد سقوط الصنم، فأن العمل بصيغة انجاز اصدار الصفحة ـ وبالتالي الصحيفة ـ بأي شكل كان ، يجعل الاساس في العمل عند البعض هو الحاجة لمواد تحشو الصفحة بغض النظر عن مستواها ومحتواها ، ومع هذا التساهل الكبير بالنشر في مثل هذه "النوع" من الصحف تشجع القاصي والداني ليكتب وينشر، وبالتالي جعلتنا هذه الصحف نتعرف الى كتاب اغرقونا بأفكار وموضوعات سطحية وتحليلات فوقية اثرها السلبي على حياتنا السياسية والثقافية أكثر من مردودها الايجابي . الاحاديث المتشعبة مع الزملاء قادت الى القاء نظرة على مجمل عمل محرري بعض الصحف اليومية وعلاقتهم المباشرة مع المثقف ، خصوصا محرري الصفحات الثقافية، فالعديد من الزملاء يجدون ان المحررالسياسي في صحيفة ما غالبا ما يكون اكثر تساهلا مع نشر المساهمات السياسية التي تصله من المثقف الفلاني، مهما كان مستواها وعمقها ، بل وان غالبية المساهمات السياسية تجد طريقها للنشر بسرعة قصوى، خصوصا اذا كانت تصب في باب الدعاية للافكار السياسية الذي تعبر عنه الصحيفة المعينة ، اما اذا كانت المساهمات نصوصا أدبية ابداعية مكتوبة من قبل ذات المثقف ومرسلة لذات الصحيفة ، فأن عليه الانتظار حتى يتفضل بنشرها المحرر الثقافي، الذي تجده بنفس الوقت كثير التساهل، وبكرم عجيب ، مع نصوص يمطرها به مثقف أخر، ليس لسبب له علاقة بالثقافة ولا بالسياسة ، بل لانه "أبن ولايته"ـ ومع سعة الشتات العراقي فأن "ولايته "هنا يمكن ان تكون ليس البصرة أوالديوانية بل يمكن ان تكون شيكاغو أو اي دولة في أوربا مثل سوميستان ـ أما اذا احتج المثقف المسكين ـ من البصرة او سوميستان ـ وتساءل عن سبب التساهل في نشر نصوصه السياسية على عكس التعامل مع نصوصه الادبية فان المحرر الجميل ـ ذاته ! ـ سيلجأ الى كل نظريات النقد التفكيكية والتركيبية ومعادلة أينشاين وشيفرة دافنشي والحلقات المفقودة لداروين واخر مبتكرات صابون الغسيل لتنصره وتدعمه ليثبت ان النص غير صالح وأن ـ تماسك عزيزي القاريء ـ ... " الأنبعاج المتشظي في التداخل النصي غير محسوس "!!، زميل اخر شاركنا الدردشة غاضبا : " ان الارتياحات وداء الشللية يسود في عمل بعض الصفحات الثقافية، وبسبب ذلك تنشر مساهمات ادبية ليس لمعايير الجودة الفنية ، بل لمصالح مشتركة تجمع الطرفين، كأن يكون أكلة باجة او طاولة شرب أو ... " وسجلت اعتراضي بهدوء ، من أجل لا نخلط الامور ونظلم الجميع بهذا الشكل من الكلام الحارق ـ خارق ، فرغم أن واقع كون الشللية والاخوانيات موجود ومحسوس ، ولابد من الاقرار بأنه موجود ليس في بعض الصفحات الثقافية العراقية فقط ، بل والصحف العربية ايضا، فهو يكاد يكون داء شرق اوسطي، لكن هذا لا يعني ان مسؤولي الصفحات الثقافية كلهم يعملون تحت باب تبادل المنافع والخدمات ، ورغم ان البعض من الزملاء اشار بهدوء الى انحياز بعض المحررين لمجموعة من الاسماء وتكريسهم لها من خلال النشر المستمر لاسباب اعتبروها فكرية او ايدلوجية ، وأحد الزملاء سماها : " تساهلية "! ، ويعني كلما تساهلت في نقد الطرف الفلاني وسياساته واساليب عمله كلما تساهل في نشر كتاباتك ، الا اننا يجب ان نشهد على ان هناك صفحات ثقافية في صحف رصينة تتحمل مسؤوليات جادة في النهوض بالواقع الثقافي ، وتعمل وفق معايير الجودة الفنية ، وتفتح بابها للاقلام الشابة ، وتمارس دورا بارعا في تسويق الروح النقدية الجادة والترويج لها ، من اجل رفعة ورخاء الثقافة العراقية ، وبالتالي الوطن .

وسنلتقي !
 

دردشة (11) ثقافة التواضع !
دردشة (10) سلة الثقافة وفاكهة الأعتذار !
دردشة (9) ليفرد طائر الثقافة جناحيه !
دردشة (8) في أنتظار المثقف "السيادي" !
دردشة (7) أصنع مستقبلك أيها النمر العراقي !
دردشة (6) من أجل أن يشج رأسك كتاب !!
دردشة (5) مثقف راهن !
دردشة (4) عَمود بالعرض !!
دردشة (3) خذ بالك من أنف الديمقراطية ؟!
دردشة (2) الكلاب المسعورة !!
دردشة (1) النكات الطائفية !
 


* الملحق الثقافي الاسبوعي لصحيفة المدى البغدادية / العدد 1723 الاحد 14 شباط 2010
 

 

 

free web counter