| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 

 

 

 

 

الخميس 14/6/ 2007

 


 

مؤتمر الحزب الشيوعي الفنلندي


هلسنكي ـ يوسف أبو الفوز ـ طريق الشعب

في العاصمة الفنلندية ، هلسنكي ، وللايام 9 –10 حزيران ، عقد الحزب الشيوعي الفنلندي مؤتمره الدوري ، الذي يعقد كل ثلاث سنوات ، وبحضور ممثلين لخمسة عشر حزبا شيوعيا ويساريا ، ومنها وفد منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فنلندا ، الذي ضم الرفيقين رياض مثنى ويوسف أبو الفوز ، و تلقى المؤتمر برقيات ورسائل تهنئة من العديد من الاحزاب الشيوعية واليسارية من مختلف دول العالم ، ومنها رسالة تهنئة من اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي .
ساهم في اعمال المؤتمر 144 مندوبا و34 مندوب مراقب مثلوا اكثر من مئة منظمة اساسية للحزب الشيوعي الفنلندي وتضم في عضويتها ، حسب احصاءات المؤتمر ، اكثر من ثلاثة الاف عضو حزبي ، وكانت نسبة الشباب الغالبة بينهم .

ابتدأ المؤتمر اعماله بالاغاني الثورية ، وتم اقرار شرعية المؤتمر وثم انتخاب هيئة الرئاسة وبقية اللجان العاملة ، وتم اقرار وتشكيل لجان ورش العمل المقترحة ، والتي روعي في تشكيلها ان تضم في عضويتها مندوبين ممثلين عن مختلف المدن الفنلندية ، وناقشت ورش العمل برنامج الحزب والتقرير السياسي للجنة المركزية ووثيقة حول التغيرات في حياة الطبقة العاملة ، والحالة ما بعد نتائج الانتخابات البرلمانية الفنلندية التي عقدت في اذار 2007 ، والتي مني فيها اليسار الفنلندي بالخسارة حيث تقدمت احزاب اليمين بالشكل الذي مكنها من تشكيل حكومة يمينية وصفها المؤتمر بالحكومة البرجوازية . وقد استأثر موضوع نتائج الانتخابات باهتمام المندوبين وتوقفوا مطولا عند هزيمة اليسار الذي انتقل الى صفوف المعارضة البرلمانية ، وناقش المؤتمر اساليب عمل الحزب الشيوعي الفنلندي واداء منظماته خلال الحملات الانتخابية البرلمانية . واشاد المندوبين بالنجاحات التي حققها الحزب الشيوعي الفنلندي في الانتخابات المحلية ووجدوا ان من اسباب ذلك هو التحالفات الانتخابية المحلية التي عقدها الحزب مع بعض الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني .
واشارت نقاشات المندوبين الى ان العالم يعيش فترة التغيرات والتطورات السريعة ، والى جانب التطورات والازدهار يمكن ملاحظة الكثير من البؤس والعنف ، وهذا يجعل فنلندا واوربا تواجه اختيارات حاسمة في ظل ظروف العولمة . وجددت نقاشات المندوبين الثقة بقدرات الانسان والاحزاب الشيوعية لبناء عالم افضل خال من سلطة المال والفوارق الطبقية والبطالة والحروب والاخطار البيئية ، وبناء مجتمعات رفاهية ديمقراطية . ووجد المؤتمر ان الراسمالية تطورت وغيرت من حياة الناس بشكل كبير الا انها واذ اخضعت الانسان الى الارادة الربحية ، بقت عاجزة ان تقدم له حاجاته الاساسية ، بل وساهمت في خلق العنف والدمار للانسان .
وفي الوقت الذي حيا المؤتمر نضال الشعب الفنلندي والطبقة العاملة الفنلندية ، حيث تطورت البلاد في مجالات عديدة ، لكن المؤتمر يرى ان سياسات الحكومات البراجوازية ادت الى ان وسائل الانتاج والجزء الاكبر من الثروات اخضعت الى الارادة الربحية وسيطرة الشركات الكبرى ، التي صارت مصدر القرار في حياة البلاد بحيث ان دور البرلمان صار اعطاء الموافقة على هذه القرارات . وطالب المؤتمر بتحديد ساعات العمل لتكون 30 ساعة في الاسبوع من اجل ان يضمن ذلك توفير المزيد من فرص العمل للاخرين وخفض معدلات البطالة في البلاد ، وكي يتمكن ابناء الطبقة العاملة من مواصلة تعليمهم وتثقيف انفسهم واعطاء المزيد من الوقت لهواياتهم وعوائلهم . وطالب المؤتمر الحكومة الفنلندية ان تبقى بعيدا عن سياسات حلف الناتو وان تحافظ على السلام في المنطقة والعالم . وطالب مندوبي المؤتمر بضرورة الاستفادة من تجارب الاخرين في العمل السياسي والفكري من اجل النهوض بعمل الحزب . واشار المؤتمر الى ان برنامج الحزب الشيوعي الفنلندي ليس للشيوعيين وحدهم بل يجب ان يكون لكل اليسار الفنلندي . وطالب مندوبي المؤتمر بتعزيز صلات الحزب الشيوعي الفنلندي مع اتحادات العمال ومنظمات المجتمع المدني ، وايلاء موضوع التحالف مع القوى اليسارية اهتماما اكبر للتصدي لهجمات حكومة اليمين البرجوازية على ما حققه الشعب الفنلندي من انجازات في بناء مجتمع الرفاه الديمقراطي.
في اليوم الثاني من اعمال المؤتمر القيت رسالة تحية حزبنا الشيوعي العراقي الى المؤتمر ، التي حملت تحيات اللجنة المركزية لحزبنا الى رفاق الحزب الشيوعي الفنلندي الشقيق ، والتمنيات بنجاح اعمال المؤتمر ، واشارت الى مواصلة الشيوعيين العراقيين لنضالهم في ظل ظروف صعبة ومعقدة من اجل تقوية الوحدة الوطنية والحاق الهزيمة بقوى الارهاب والطائفية ومعالجة مخلفات النظام الديكتاتوري المقبور ، وانهاء الاحتلال واعادة الاستقلال الوطني الكامل وبناء عراق ديمقراطي اتحادي موحد ، ودعت رسالة الحزب الى التضامن والتعاون مع كل القوى المحبة للسلام في العالم ، وقوبلت رسالة الحزب بالتصفيق الحار من قبل الحضور في قاعة المؤتمر. وقام وفد حزبنا الى مؤتمر الحزب الشيوعي الفنلندي ، وعلى هامش اعمال المؤتمر ، باللقاء مع وفود الاحزاب الشيوعية الضيوف للحديث عن نتائج المؤتمرالثامن لحزبنا واخر التطورات على الساحة السياسية ، واستاثرت موضوعة الاحتلال ومشاركة الحزب في الحكومة العراقية والعملية السياسية باسئلة الضيوف ، ومن الوفود التي تم اللقاء بها وفد الحزب الشيوعي الالماني ، الحزب الشيوعي النرويجي ، الحزب الشيوعي الكوبي، حزب اليسار الاستوني ، الحزب الشيوعي الروسي ، الحزب الشيوعي الهندي ، حزب اليسار الالماني ، حزب اليسار الاوربي ، الحزب الشيوعي اليوناني ، واضافة الى ممثلي العديد من منظمات المجتمع المدني الفنلندية .
واقر المؤتمر الوثائق المقدمة للمناقشة بعد اجراءالتعديلات واقرارها ، وتم انتخاب اللجنة المركزية الجديدة ، حيث كانت نسبة الاعضاء الجدد فيها 50% ، وتم انتخاب المكتب السياسي الذي كانت نسبة الوجوه الجديدة فيه 60% ، وكانت نسبة الشباب الغالبة في ذلك ، ومن جديد تم انتخاب الرفيق (اوريو هاكنين ) رئيسا للحزب ، الذي اعتلى المنصة ليرتجل كلمة الختام ويشير ان نسب التغيير في قيادة الحزب خضعت لحاجة الحزب الى دماء جديدة تجلب الى مؤسسة الحزب افكارا وتجارب عمل جديدة وكان المؤتمر قد وجه الدعوة للحضور والمساهمة في اعماله الى العديد من اعضاء الحزب من المناضلين القدامى ، ومن بينهم المناضل الاسطوري " فيكو بوركالا " ، الذي عاشر نضال الحزب في ايام الحرب العالمية الثانية ، وايام كان الحزب محضورا من العمل وتعرض فيها للملاحقة والاعتقال ، وقد قوبل بعاصفة من التصفيق الحار من المشاركين في اعمال المؤتمر . واختم المؤتمر اعمال بالنشيد الاممي . يذكر ان الحزب الشيوعي الفنلندي تأسس في التاسع والعشرونِ من آب 1918، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي تعرض الحزب للانشقاق والتشرذم ، وتم اعادة التاسيس في شباط 1997 .


عن طريق الشعب