| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 

 

 

 

 

الخميس 10/5/ 2007

 

 

لقاء مع صحيفة آلاي آزادي الأسبوعية

من اجل ان ينال كل المجرمين المشتركين في جرائم الانفال جزائهم العادل


يوسف ابو الفوز

صحيفة آلاي آزادي الأسبوعية الصادرة في كوردستان العراق قامت بأستفتاء اراء العديد من المثقفين العراقيين حول موضوعة " جرئم الانفال " والمحاكمات الجارية بصددها ، ونشر الاستفتاء في العدد 706 من الصحيفة وذلك في 16 نيسان 2007 ، وباللغة الكوردية ، ادناه الاسئلة التي تلقيتها شخصيا وأجاباتي عنها .
***
نأمل من حضرتكم التفضل بالاجابة على هذه الأسئلة المطروحة من قبلنا – نحن صحيفة آلاي آزادي الأسبوعية التي تصدر في مدينة السليمانية – وكلنا أمل في أن نتلقى الرد بما يليق بوقتكم ، لما لهذه القضية من أهمية وضرورة في راهننا الحالي ، خاصة في العهد الجديد لعراقنا جميعاً ، وتفضلوا بقبول أحترامنا .

سؤال1 : قراءتكم لقضية الأنفال بعد كل هذه الجلسات المستمرة بشأنها ، لا سيما وأن صور الجرائم الفظيعة باتت تتكشف على الملأ ، من خلال الشهادت والأدلة التي قدمت للمحكمة ؟ .
ـ بدءا لا يمكن الاختلاف على حقيقة ان جريمة الانفال ، هي واحدة من ابشع الجرائم في العصر الحديث التي ارتكبها نظام سياسي بحق مواطنيه ، والمفترض به حمايتهم ، وهي جريمة تطهير عرقي واسعة تخضع للقوانين الدولية فيما يخص جرائم الابادة الجماعية (جينوسيد ) ، وهي مرتكبة من قبل نظام ديكتاتوري شوفيني عمل بشعارات قومية ديماغوجية ، وان وجود ممثلي عن هذا النظام في قفص الاتهام امر عادل جدا . وشخصيا كتبت مرارا عن اهمية وفائدة المحكمة للمتهمين بجرائم الانفال ، وكنت الى جانب ان تطول جلسات المحكمة ، وذلك لاكثر من سبب ، منها حتى " يتشبع " المشاهد العراقي وايضا من العالم العربي والاسلامي والعالم بموضوعة "الانفال " وتفاصيلها ، وربما يدفعه ذلك للبحث عن الحقيقية ، ومنها وجود وحقوق الشعب الكوردي التأريخية ، وايضا يتم من خلال جلسات المحاكمة الكشف عن مسؤولية النظام الديكتاتوري الشوفيني وحقيقة رموزه ، خصوصا وانهم محبين للكاميرات والثرثرة ، ومن خلال ذلك يمكن اكتشاف ضحالة مستوياتهم الفكرية والثقافية ، ويمكن ان نسمع الكثير من التفاصيل التي ستكون مادة جيدة ليس بين يدي اعضاء المحكمة ، بل وبين يدي الباحثين الموضوعيين لاعادة كتابة الاحداث ، ومع كل هذا فأن جلوس المتهمين في قفص الاتهام ، ومناداة القاضي عليهم كل مرة بلقب " المتهم " وحدها كافية لاذلالهم ولكسر الكبرياء الفارغة لهولاء المجرمين الذين اذاقوا اهل العراق وابناء شعبنا الكوردي الموت والعذاب .

سؤال 2 : إصدار حكم الإعدام بحق صدام حسين ومن ثم تنفيذه على قضية الدجيل دون غيرها ، برأيكم هل أثر ذلك الحكم على التقليل من أهمية قضية الأنفال إقيليماً ودولياً .
ـ ان جريمة بشعة بحجم وسعة جريمة الانفال ، لا يمكن ان يسقط فيها حق المتهمين بموت المتهم او بتنفيذ حكم الاعدام بحقه ، وهنا ومن وجهة نظري يبرز دور اكبر لرجال الاعلام والمثقفين ومؤسسات المجتمع المدني المتضامنة مع الشعب الكوردي في متابعة القضية والتثقيف بها ، وحتى اجراء محاكمات صورية وان بغياب المتهمين من اجل تثبيت الجريمة وفضح حجمها . ان المحاكمة يجب ان توجه ليس لاشخاص فقط بقدر ما توجه لنظام حكم ديكتاتوري ومنظومة فكرية شوفينية مارست سياسة التطهير العراقي ، وبهذا لا يهم من هو الشخص الجالس في قفص الاتهام ، وبهذا يمكن ان نحفظ شيئا من حقوق الشعب الكوردي وحقوق الضحايا .

سؤال 3 : بعد صدور الحكم على المدانيين ، وتنفيذها وإرجاء بعض الأحكام الأخرى ومن ثم استمرار جلسات المحاكمة ، فهل سيكون القانون الدولي رادعاً لمضطهدي الكرد ، وحماية الكرد في الأجزاء الأخرى من كردستان التي مازالت تعاني من سياسات الاضطهاد والقوانين الاستثنائية وتطمس حقوقهم على مرأى القانون الدولي ؟ .
ـ اعتقد ان من ايجابيات محاكمات الانفال انها خلقت وعيا عاما بوجود الشعب الكوردي وبحقوقه، وهنا ليس القانون الدولي وحده ، بل وان التطور القانوني والمعرفي على المستو العالمي والطموحات السياسية للبلدان التي تضم بين جوانبها اعداد من ابناء الشعب الكوردي كل هذا يجعل من الانظمة المعنية تفكر الف مرة قبل الاقدام بشئ كارثي ضد ابناء الشعب الكوردي . لا اعتقد بامكانية تكرار تجربة مثل " الانفال" من جديد ضد ابناء الشعب الكوردي في اي منطقة اخرى وان استمرت سياسات التمييز القومي والاضطهاد الطبقي . وان على ابناء الشعب الكوردي تطوير مستويات نضالهم وتوحيد صفوفهم عبر مؤسسات حديثة متطورة وبما يتناسب والاوضاع العالمية التي صارت تقف بحماس الى جانب حقوق ابناء الشعب الكوردي في كل اجزاء كورستان . ان حقوق الشعب الكوردي لا تمنح كهدية من قبل نظام او رجال سياسة ، انها يجب ان تنتزع بالنضال المتواصل .

سؤال 4 : إذا انتهت جلسات المحكمة التي تنظر في قضية الانفال ، بعد كل أولئك الضحايا الكورد الذين بلغ تعدادهم ماءة وأثنين وثمانين الفاً بين تشريد وقتل وواد ، هل سيكون حكم الإعدام كافياً بحق أولئك المتهمين الستة فقط ، أم أن على العدالة أن تطال مسؤولين وأشخاص آخرين كانوا من أصحاب القرار في تنفيذ جرائم الأنفال ؟.
ـ شخصيا اتمنى وانتظر احكاما شديدة بحق كل المتهمين المشتركين في جريمة الانفال ، سواء الحاليين او غيرهم ، ليكون ذلك عبرة لكل مجرم شوفيني ، وايضا لان هذه الاحكام اعتبرها موجهة الى منظومة فكرية شوفينية لا يمكن الرأفة بها وبافكارها ، بل ويجب تحريمها ومنعها من اي نشاط مستقبلي . وبنفس الوقت كنت اتمنى ـ وكتبت عن ذلك مرارا ـ ان يكون قفص الاتهام اكبر ليضم بين صفوفه مجرمين اخرين لا يزالوا خارج القفص ، وكل من كانت له يد في تنفيذ الجريمة البشعة ، وخصوصا من رؤوساء الجحوش وما يسمون بالمستشارين الذين لهم علاقة مباشرة بتنفيذ الجريمة . ان جرائم الانفال لم ترتكب من قبل قومية ضد اخرى ، الجريمة تمت من قبل نظام ديكتاتوري شوفيني ديماغوجي حوى بين صفوفه جلاوزة مجرمين من مختلف القوميات ، ومنهم للاسف من ابناء الشعب الكوردي ، ويهمني كمواطن عراقي من جنوب العراق، وكنت لسنوات طويلة اقاوم النظام الديكتاتوري في صفوف البيشمه ركه في كوردستان ان ارى كل المجرمين المشتركين في جرائم الانفال ان ينالوا جزائهم العادل .

ـ سؤال 5 : كلمة اخرى ؟
ـ شخصيا اؤمن بحق الشعوب بتقرير مصيرها ، وانا واثق من ان الشعب الكوردي له حقوق تاريخية يجب ان ينالها . وكان لي الشرف المشاركة في صفوف البيشمه ركة لسنوات طويلة ، فتعمد انتمائي لهذا الشعب بالدم والنضال ، وكتبت الكثير الذي يرتبط بثقافة ونضال واحلام هذا الشعب . املي ان تبقى كوردستان حرة ابدا ، وان ينعم شعبها بالسعادة والسلام . وشكرا لكم .