| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان فارس

adnanfares_1@hotmail.com

 

 

 

السبت 7/8/ 2010



ماهكذا يا مجلس الأمن الدولي!

عدنان فارس

تقرير السيد اد ميلكيرت رئيس بعثة الامم المتحدة للعراق والمكلف بمتابعة سير الاوضاع السياسية والانمائية والحقوقية في العراق اثار قبل عرضه على مجلس الامن الدولي في الرابع من هذا الشهر، حيث تم تسريب فقرات منه وعلى لسان اد ميلكيرت نفسه، اثارَ هذا التقرير الرعبَ في نفوس المسؤولين العراقيين عن تفشي الفساد وانعدام الخدمات وهدر المال العام من عوائد النفط وحتى تلك الاموال المستحصلة من الخارج على شكل منح لتفعيل برامج الاعمار وإعادة البناء وكذلك ماتصمنه التقرير حول التجاوزات الخطيرة على حقوق الانسان في العراق وعدم احترام البنود الدستورية الخاصة بتفعيل عمل مجلس النواب العراقي الجديد وكذلك الالتفاف والتآمر الطائفي ضد مسيرة ونتائج الانتخابات النيابية الاخيرة في مارس / آذار 2010 مما حدا برئيس حكومة مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي وتابعه على الدباغ ان يستبقوا جلسة مجلس الأمن الدولي بتصريحات تحذر مجلس الأمن من التدخل بالشأن الداخلي العراقي وعلى أنغام الاغنية العراقية المعروفة (وبويتنا ونلعب بيه وشلها غرض بينا الناس).
وبدلاً من ان يتخذ مجلس الأمن الدولي قرارات ملموسة وعلى ضوء ماوردَ في تقرير المبعوث الأممي الى العراق تساعد الشعب العراقي في وضع حدٍ لمحنته الشاملة نراه يلجأ الى توصيات انشائية غير مسؤولة وتعبيرات ضبابية ومنافقة طالما دأب الطائفيون والقوميون والمناطقيون الحاكمون الآن في العراق على ترديدها مثل (الحث على الاسراع في تشكيل حكومة شراكة وطنية).
توصيات مجلس الأمن الدولي الأخيرة التي ضربت عرض الحائط بمضمون تقرير المبعوث الأممي اد ميلكيرت تساهم في إطالة امد معاناة العراق وشعبه الممتدة منذ اكثر من خمس سنوات وضمن دورتين من الانتخابات النيابية والتي، هذه التوصيات، من شأنها تمديد المعاناة لأربع سنوات قادمة.
توصيات مجلس الأمن الدولي الأخيرة وغير المسؤولة ينبغي ان تضع السيد اد ميلكيرت صاحب التقرير المسؤول عن الاوضاع في العراق والذي أنذر وتوعّدَ بأنه سيقدم تقريراً يفاجيء به أعضاء مجلس الأمن عن سلبية الاوضاع في العراق تضعه أمام خيارٍ قد يكون صعباً ولكنه الخيار الصائب الذي يبرر صدق ونبلَ مهمته ألا وهو تقديم إستقالته ورفضه ان يكونَ مبعوثاً قرقوشياً.. احتراماً لمهمة السيد اد ميلكيرت وجهوده في إعداد وتقديم تقرير موضوعي وصادق عن سلبية الاوضاع في العراق أطالبه بتقديم استقالته إحتجاجاً واستنكاراً منه لتوصيات مجلس الأمن الدولي الاخيرة البائسة وغير المسؤولة أزاء الاوضاع الراهنة والمزرية في العراق.
لقد استقبل حكام العراق والمسؤولون عن تفشي الاوضاع الشائنة في العراق والذين عناهم وقصدهم تقرير اد ميلكيرت استقبلوا توصيات مجلس الأمن بالارتياح والترحاب.. هذه التوصيات التي خففت المسؤولية عن كاهلهم واعفتهم من التبعات.. ولكن هؤلاء المسؤولين عتبوا على مجلس الأمن الدولي كونه لم يرفع اسم العراق من طائلة البند السابع ويسمح للطائفيين بحرية التسلح الثقيل وفتح حدود الاستغلال والنهب الحر لأموال العراق... ليعلم هؤلاء ان استمرار بقاء العراق تحت طائلة البند السابع يعني شيئاً واحداً فقط ألا وهو ان العراق يحكمه أناس ليسوا اهلاً للثقة والاحترام.

اخيراً أُجدد احترامي للسيد اد ميلكيرت، وتقريره المنصف، مطالباً إياه بتقديم استقالته من منصبه كمبعوث أممي في العراق.


 

free web counter