كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الثلاثاء 3/8/ 2010

مسؤولية العصيان لا يتحملها المالكي وحده عدنان فارس انه اخطر انقلاب سياسي اقتصادي اجتماعي تتعرض له الدولة العراقية منذ تأسيسها عام 1921 وعلى وجه الخصوص انه حلقة مصيرية في مسلسل الانقلابات الذي افتتحته ثورة 14 تموز 1958 ضد مدنية ودستورية الدولة في العراق وهو يختلف عن بقية الانقلابات حتى في تاريخ وقوعه حيث لا يوم ولا شهر كما جرت العادة وحيث ان التحضير له بدأ منذ الايام الاولى لنجاح "حملة حرية العراق" التي نفذها تحالف دولي نبيل بقيادة الولايات الاميركية وعضوية دولة الكويت وبريطانيا وقوات بيشمركة كوردستان العراق الباسلة وغيرهم من اعضاء التحالف. هذه الحملة قد تكللت بالظفر والنجاح الباهرين في 9 ابريل 2003 عندما تمت الاطاحة بعرش الديكتاتورية البعثية في ظرف 21 يوماً وبأقل من مائة قتيل. ان الانقلاب الذي يرزح ويئن العراقيون وبلدهم تحت وطأته ومنذ دورتي الانتخابات الطائفية 2005 ــ 2006 يمكننا تسميته "انقلاب المالكي".. انه انقلابٌ قوامه العصيان الطائفي مدعومٌ من قبل كل التكتلات والتجمعات التي إدّعت تمثيل وقيادة وحتى ملكية الطائفة الشيعية في العراق.. هذه الانتخابات التي اراد لها الطائفيون ان تكون جسراً يركلونه في نهاية الطريق الى السلطة وهاهم ينفذون ارادتهم بانقلاب المالكي في العصيان بالسلطة حيث نرى ان دولة قانون المالكي وائتلاف الحكيم والتيار الصدري ورغم خلافاتهم وصراعاتهم، المعلنة والخفية، على السلطة والنفوذ والاستفراد بالعراق وبالشعب العراقي الأعزل من كل شيء إلا من طقوس دينية بالية وفعاليات طائفية مقيتة يبذلون فيها قصارى جهودهم ويتصرفون بأموال الدولة بلا قانون وبلا وازعٍ من ضمير لترسيخ النهج الطائفي وسيادة اخلاق الكراهية الطائفية وتفليش مُثل السلم الاجتماعي كأسلوب سهل ورخيص في التكسّب السياسي. علي الدباغ الناطق باسم حكومة مكتب رئيس الوزراء يستبق انعقاد جلسة مجلس الامن الدولي في 4 ـ 8 ـ 2010 لمناقشة الاوضاع المشينة في العراق بالقول: ان العراق غير مُلزَم بما يقرره مجلس الامن.. وهذا هو نفس ما صرح به بقية فصائل التكالب الطائفي "التحالف الوطني".. طيب يا سيد الدباغ لا تلتزمون بالدستور ولا بنتائج الانتخابات ولا تنوون الالتزام بما سيقرره مجلس الامن الذي اتت قراراته السابقة بك وبكل فصائل وجماعات "التحالف الوطني" الى السلطة.. بماذا تلتزمون اذن؟.. من اباحَ لكم الاصرار على ان يكون رئيس الوزراء من هذا التحالف الشيعي الذي لا وجود له ولم يدخل الانتخابات اصلاً ؟ انتخابات مارس 2010 التي كثيراً ما تحايل عليها الطائفيون بتأجيلات غير مُبَررة دستورياً وباجراءات تتنافى والاخلاق الديمقراطية بقصد تزييفها تم عقد هذه الانتخابات بمرشحين ينتمون الى كتل انتخابية وتمخّضت عن نواب ينتمون الى كتل نيابية، وليس كتل انتخابية، وتم اعلان ذلك دستوريا عن طريق المفوضية العليا للانتخابات وبمصادقة المحكمة الاتحادية وقد تم عقد الجلسة الاولى للبرلمان الجديد وفق هذه المعطيات الدستورية.. وبدلاً من ان يتم اتباع المواد الدستورية في انجاز مهمات الجلسة الاولى للبرلمان الجديد وفق المادة 76 من الدستور العراقي الدائم تم اللجوء ثانية الى التحايل والتلاعب بالالفاظ وفق اهواء الطائفيين والانتهازيين وتم تعطيل البند الدستوري القاضي بتكليف الكتلة النيابية الاكثر عدداً بمهمة تشكيل الحكومة ألا وهي كتلة القائمة العراقية بدعوى باطلة وغير دستورية ألا وهي دعوى انتظار تشكيل تحالف او تفاهم يضمن شيعية رئيس الوزارة ويوزع رئاسة البرلمان والجمهورية بين السنة والكورد وفق نهج المحاصصة الطائفية القومية السابق.. وبهذا توفرت لنوري المالكي فرصة العصيان بالسلطة وعرقلة الآلية الدستورية في تشكيل السلطات وتفعيلها دستورياً.. اذن عصيان المالكي بالسلطة يرتكز الى سيادة نهج محاصصاتي طائفي قومي بغيض. دعاة ما يسمى "التحالف الوطني" هؤلاء ومنذ فترة ليست بالقصيرة يتبادلون الاتهامات الخطيرة فيما بينهم، علناً وعلى الفضائيات، حول جرائم الفساد الاداري والمالي وحتى جرائم السطو على بنوك الدولة ومحلات المواطنين وجرائم التفجيرات والقتل التي عادة ما تُنسب الى "التكفيريين والصداميين".. باقر جبر وزير مالية المالكي يطالب المالكي بتقديم كشف حساب عن 300 مليار دولار اميركي وقع باقر جبر على صرفها الى حكومة المالكي ونفسه السيد باقر جبر يطالب المالكي بالكشف عن مصير 27 مليار دولار تم صرفها لوزير كهرباء المالكي كريم وحيد.. وقد وصل باقر جبر الى حد تهديد المالكي بالمحاسبة في الحكومة الجديدة! ولكن باقر جبر نفسه نسي ان يقدم تفسيراً عن سبب سكوته طيلة اربع سنوات عن مصير هذه الاموال التي وافق على صرفها دون ان يعرف اين تذهب! رئيس هيئة النزاهة في البرلمان السابق ينعت محافظة النجف بأنها المحافظة الأكثر فساداً في العراق.. على خطيب جمعة النجف، الطائفي رقم واحد، صدر القبانجي خطيب التهريج الطائفي والقائلُ نصاً " ان الشيعة خيرُ امة أخرجت للناس" عليه ان يرد على هذا التوصيف بدل محافط النجف عدنان الزرفي. ملايين العراقيين طالبوا المجتمع الدولي والولايات المتحدة على وجه الخصوص بالمساعدة على إسقاط نظام صدام وكانت عبارة عن طلب نجدة مفتوح وبدون شروط. والآن.. ما اشبه اليوم بالبارحة.. على مجلس الامن الدولي ان ينقذ العراق والعراقيين من حكومة مكتب رئيس الوزراء وممّن يتستر خلفها من الاشرار الطائفيين.