| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالباقي فرج

abdulbakifaraj@hotmail.com

 

 

 

 

الأثنين 3/9/ 2006

 


 

كرنفال الثقافة العراقية في برلين

عبد الباقي فرج

بين الثاني والعشرين والسادس والعشرين من آب 2008 كانت للثقافة العراقية أياماً كرنفالية احتفاءاً بالشعر والمسرح والتشكيل والغـناء وتأريخ إبداع يتلظى عبر منفىً لم يزل قائماً !.

بإمكانات بسيطة وإصرار كبير أستطاع نادي الرافدين الثقافي العراقي في برلين وللمرة الثالثة احياء أيام الثقافة العراقية فمنذ أن دخلنا باحة الدار أحسسنا بألفة زهت وتفرعت فملأ عبقها المكان , إنها نخبة من مبدعي ومثقفي العراق أصرّت وبإمكانات لا تذكر على أن يكون للثقافة العراقية أيامها فكانت بحق كرنفالاً للثقافة العراقية ربما شابه قليلاً من سوء تنظيم للندوات وأختتام كان يمكن أن يتسق مع الأفتتاح إضافة إنه كان بالإمكان تخصيص جلسة خاصة بالشعر الشعبي لوجود أكثر من شاعر بين المدعوين كما يتوجب الإشارة إنه كان بالإمكان عقد بعض الندوات في مكان آخر حتى لو كان في محل الإقامة لإعطاء فرصة أكبر للحوار , لكن كل هذا لم يفسد رائحة الكرنفال الذي امتد إلى مكان إقامة الضيوف لنعيش ليالي زاهية بالألفة وصناعة الفرح الذي كان زادنا عبر منافٍ لم تنته بعد , فرح كان يجب أن يضمّه عراق خذله السياسيون وتجار الموت والطوائف وقراصنة الحرية وجوار جار علينا .
بموسيقى الجميل طه حسين ورفاقه أفتتحت الثقافة العراقية أيامها متوجة بكلمات قلّت فدلّت للجنة التحضيرية للمهرجان لتلوّن يومها الأول أنامل مبدعين عراقيين زهت القاعة بلوحاتهم وبما جادت به قريحة الناقد العزيز كفاح الحبيب وهو يتناول عناصر الإنشاء الفني في تجربة المبدع فائق حسن , لتأتلق الموسيقى ملوّنة فتأتي القصائد بأصوات مختلفة بين عبد الكريم كاصد الذي قرأ جديده وقرأ أيضا قصيدة الحقائب التي عنون بها ديوانه الأول الصادر منتصف السبعينات وكأنه كتبها للتو بجمالية عالية وعبد الباقي فرج وطارق حربي وبلقيس حميد حسن ورضا كريم وطه رشيد , قصائد تنشد وجعنا العراقي الذي حملناه بقلوب وحقائب لما تزل تسلسل أيدينا من منفىً إلى منفى ! .
بعد كل يوم جهيد بالإبداع نتأبط أوراقنا إلى حيث نقيم وحيث تصدح الحناجر بالغناء وتتسع البسمات لنكتة تنطلق من هنا وطرفة من هناك وعشرات الأحاديث والطرائف التي يطلقها الغرباء عادة دفعة واحدة ! فكان محل تعارف وتآلف ومحبة بحق بعيدا ــ نسبيا ــ عن السلطة وعلاقتها بالمثقف التي لم تعد كما كانت ــ إلى حد ما ـــ كما كانت عليه في عهد قطفت رؤوسه وما زال جسده ومخلفاته وــ خلفته ـــ تعيث بالبلاد قتلا ولصوصية بينما يكيل بعضنا البعض تهماً يعرف مطلقوها إنها غير صحيحة ! وفي المحور الثاني عن الأدب والمنفى حرمنا من شهادات أعدها الجميل الدكتور هاتف الجنابي و شاعرنا المبدع عبد الكريم كاصد ليستعيض عنها مدير الجلسة العزيز حسين الموزاني بأسئلة حول المنفى أستطاع المبدع كاصد أن يحتويها ليعيدنا إلى جو المحور الحقيقي . بعدها عدنا إلى ماض ٍ ياما تغنينا ومازلنا نتغنى به في متحف البرغامون حيث أجدادنا يرقدون خلف جداريتهم ولقاهم منفيين, لم يكن لنا أن نحملهم نحن أحفادهم المنفيين ايضاً فألتقطنا وإياهم الصور والأحاديث واعدين إياهم أن نعود وإياهم ذات يوم !
وكما في كل يوم نعود لبيتنا لنعيش أحتفالنا بمحبة رغم توهم البعض من إن الفرح أو سمّه اللهو حالة غير صحية !!! .
اليوم الثالث لم يغادر دائرة الأقتصاد التي يتمحور حولها كل شئ ... كل شئ فالإسلام السياسي لم يولد , نعم فالسياسي سواء كان متديناً أو غير ذلك لم يولد إلاّ بمسببه الأقتصادي بالتأكيد بعيداً عن الديباجات الروحية المصطبغة بالدم في أغلب الأحيان , فأجاد الدكاترة كاظم حبيب وبارق شبروقاسم عكايشي وعبد الأخوة التميمي الذي كان نجماً من نجوم المهرجان وله تحية محبة خاصة مني ,حيث قدمهم العزيز الدكتور علي إسماعيل جودة ــ أبو كمال ــ علي الذي توّج بياض المنفى شعره فقط بينما بقي قلبه أخضرا نابضا بالعمل الجاد الدؤوب وصحبه الرائعين علي ولي نجم الطيبة والعمل والمحبة والحبيب لطيف والوديع الجميل مصطفى والقريب من القلب دائماً ناصر الرائع وأبو جميلة وأبو فراس وهل يمكن نسيان الهادئ أبو لانا الذي قيل بحقه وهو ـــ يوصي بالشخط الواضح على كل ما يدفع بالآجل ـــ ( بقلمك شخطت الروح شخطك كتلني & أتحاسب اچندوب يمّك حشــرني ) .
وبعد أن نشّف افواهنا أقتصادنا ـــ الما محصلين منه شي ! ـــ نقلنا الأحبه المبدع علي رفيق والمبدع فاروق داوود ـــ المستشرق كما ظننته في البدء ليعرّق الجلسة فيما بعد ب ـــ ياخشوف التجي ... ! ـــ إلى العالم الأرحب عالم السينما حيث قدم علي فيلم دراسته الأول ـــ حذاء أبو القاسم الطنبوري ــ ليشيع فينا ضحكاً مرّاً لما آل إليه مصير أبي القاسم ثم قدم فاروق ـــ كوكب من بابل ـــ متحدثاً فيه عن الفنان الملحن كوكب حمزة ووطن كوكب وناسه ولو بلمحات سريعة تشي بذلك .
ثم جاء محور الإسلام السياسي في العراق ليصول ويجول فيه الجميل الدكتور ضياء الشكرجي واضعاً النقاط على الحروف في الوقت الذي تناول فيه الدكتور صادق أطيمش جانباً آخر ليضع الدكتور حميد الخاقاني يده على تناحر مذهبي لا مسوّ غ له سوى تأويل وليّ حقائق لتوسيع رقعة الدم ليس إلاّ .

السبت كان يوماً مسرحياً بأمتياز فقد أدلى المبدع الراشد أسعد بشهادته وحيداً غير مبال بلومة لائم ــ قدم مسرحية الشاهد كممثل وحيد وعلى مدار ساعة وهي من إخراج الفنان حسن هادي .
ثم جاء تكريم المبدع الكبير ــ أبوسلام ـــ الفنان منذر حلمي حيث أعتلى المنصة بعض رفاقه ومجايليه على مدى عقود فتحدث الفنانون علي فوزي وأسعد راشد وطه حسين والكاتب حميد الخاقاني وطه رشيد وفارس الماشطة والسيدة فخرية صالح , جاء التكريم إلتفاتة كريمة من هذا النادي ولجنته التحضيرية وأستحقاقا تأخر كثيراً.

في حفل الختام كان ثمة أطفال يجهدون أكفـّهم لترقيص أنفسهم أم الراقصة ؟
ولم ينته الحفل حيث أکملناه هناك في بيتنا ولكن هذه الليلة كانت برفقة الجميل أبو أحلام ـــ طه حسين ـــ ورفقته وسام الصوت الدافئ الجميل وزميله بأغان رائعة كان مسك ختامها أبوذيه ـــ الخوّه البيها منـّه ما نبيها * خباثه ما أعلمنك نبیها .... ألخ الأبوذیه ــ والتي أداها وسام بخباثة عالية .
وهنا أود أن أشير إلى مابذله الفنان الجميل فارس الماشطة ورفاقه صفاء وفرزاد من جهد نبيل في تغطية ايام المهرجان لصالح قناة الشرقية وكذلك تغطية موقع صوت العراق للمهرجان فوتوغرافياً إبتداءا من اليوم الثاني للمهرجان .
وفي السابع والعشرين كانت لنا جولة حرة وشواء عظيم في المساء ووداع أليم فحقاً نحن بحاجة إلى هكذا لقاءات لا إلى فراق !هل نقول شكراً للجنة نادي الرافدين التحضيرية والشكر قليل أم نقول لهم أنجزتم ما يفوق الشكر والأمتنان أيها الأحبة في نادي الرافدين الثقافي الغراقي متمنين أن تكون الأيام القادمة أبهى وأجمل .