عبدالباقي فرج

 

 

البعث وشرعية الدستور

عبد الباقي فــرج
 
[ هذا الدستور فاقد لشرعيته ... ] هذا ما أعلنه رجل حطّ على المنصة قادماً من زمن آخر ! رجل بشاربين حليقين ولحية طويلة يعتمر غترة بيضاء وجلباب أبيض قصير ، على كتفيه عباءة سوداء قصيرة ، خلته للوهلة الأولى من الصحابة أو ممن غيب ليظهر علينا مشرعاً سيفه ولم ينقصه سوى سيف لكنه خيب أملي فأخفى سيفه الذي لا يرى إلاً في أشرطة الفيديو التي تؤرخ للظلام وهي تنقض على رقاب مضيئة !.
القادم هذا من سماوات أخرى تستطيع أن تمنحه أسماء عديدة ! ، فهو يشبه بن لادن وصدام حسين والزرقاوي ووزير خارجية قطر والمرشد الأعلى لجمهورية إيران القومية وبشار الأسد و قذاف الدم والبشير و غيرهم من أمراء الموت والظلام ، إنه الرفيق الشيخ عبد الناصر الجنابي ! ، الذي خرج علينا صبيحة هذا اليوم ليعلن إن دستور العراق الذي سيبت به الشعب العراقي يوم 15 أكتوبر القادم [ دستور فاقد لشرعيته ! ] لإنه لم يكتب بالتوافق !! .
كلام جميل ولكن !
مع من وكيف يتم التوافق ؟
بالعراقي الفصيح ... أعلنها رفاق عبد الناصر ... بالتوافق معهم يجب أن يكتب الدستور ! ، ومع مايطمحون إليه وهو ما يتلخص بجملة واحدة ـــ إعادة الأعتبار لحزب البعث النازي !! ـــ ولا شئ غير ذلك ! .
بعيداً عن كونك تتفق أو تختلف مع صياغة الدستور العراقي وما تضمنه من سطور ومواد سيغيرها الشعب العراقي مستقبلاً لإنها كتبت حقاً بعقلية ملالي ولكن هذا هو الواقع السياسي الآن وهذا هو ميزان القوى وما عليك إلاّ أن تنصت لرأي الشعب حتى وإن أختلفت مع من كتب الدستور وبعض ما جاء فيه ومع رأي الأغلبية التي هي ليست على حق دائماً ! لا سيما في زمن أغبر كهذا الزمان ! ، عليك إذن أن، تنصت يوم الخامس عشر من أكتوبر القادم لحرفين أو أكثر حين يقول الناس .... نعم أو لا .