| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالباقي فرج

 

 

 

 

الأحد 28 /8/ 2005

 

 

 

الفرقاء والدستور
 


عبد الباقي فـرج

منذ سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان 2003 والفرقاء الإسلاميون من قوى شيعية وسنية في عجالة من أمرهم ، فقوى الإسلام الشيعي كسرت الرقم القياسي في الجري نحو إنتخابات الفرصة الذهبية بأمتياز لعدم ثقتها إطلاقاً بفوز ـــ ساحق ـــ لو إن أبسط ظروف العمل السياسي والإنتخابي قد توفرت بعراق يجمع الكل إنه الأكثر توتراً وفساداً إدارياً في العالم ، ولم يخف قادة وقواعد الإسلام الشيعي ذلك حتى تناقل عوام الناس لهفتهم للتربع على الكرسي ، أما قوى الإسلام السني فقد تمترست خلف فلول البعث الساقط والإرهاب الوافد !! ، بينما كان ومازال أداء القوى العلمانية مرتبكاً ، ضعيفاً والغريب إنها خاضت الإنتخابات مشتتة ـــ ربما لتعرف كل قوة حجمها !! ـــ فحصدت الخسران في مواجهة الأغلبية المستغلة بوضوح لهفة الأمريكان في تحقيق توافق سني ـ شيعي ـ كردي لعزل الإرهاب البعثي العراقي و الإرهاب السلفي العربي والقضاء عليه فيما بعد إما بترحيل الوافد منه لجوار كان حاضنته الدائمة [كما يشاع هذه الأيام ويبدو إنه يتمتع بحقه في تلبية وصيته الأخيرة قبل تنفيذ الإعدام في أن يحكم حديثة وغيرها جهاراً !!! ] وإما بتصفيته ، أما الإرهاب البعثي فستتم تصفية الرافضين منه ألقاء سلاحهم ودمج البقية في الهياكل السياسية والدينية التي لم تنف ماضيها ولا حتى حاضرها المغرم بالبعث ودفاعها عنه ومطالبتها علناً بعدم ذكر تحريم حمل فكر البعث في الدستور الجديد ، والأكتفاء بتحريم الأفكار الشوفينية والعنصرية وهي كلمة حق يراد بها باطل ! ، في حين يصرّ الإسلام الشيعي على تثبيت ذلك بينما يستثنون من ذلك ـ عملياً ـ البعث الشيعي !.
وبين عملية الشد والجذب هذه حول أجتثاث البعث وتقنين وتفعيل آليات الفدرالية لكل العراق التي لا يحبذها الإئتلاف الشيعي أبداً في الحاضنة إيران ولا في أدبياتهم الأسلامية إلاّ في وسط و جنوب العراق !، و ما يجري على الأرض من أعمال وهيكلة وتصفيات وأصطفافات ! تؤكد إنهم يسعون لإقامة دولة دينية تحت مسمّى الفدرالية ! فهم كقوى وميليشيات لا يختلفون إلاّ بمقدار ما يحصل عليه كل طرف منهم ، من نفط وهيمنة !! ، غير آبهين بفشلهم الذريع والمدوّي في حكم العراق خلال الشهور المنصرمة فالهدف واضح لديهم كما هو واضح عند الأعدقاء من قوى الإسلام السني ، وهو في أن يحكم كل منهم منطقته بما يحلو له [ وما تغييرهم لقانون الإنتخابات من دائرة واحدة إلى نظام الدوائر المتعددة إلاّ لضمان فوز كل منهم في مناطقه وهذ ما دعا إليه المرجع الأعلى السيد السيستاني بالحرف الواحد !! ].
إن من يدعون تمثيل السنة يعلنون حاجتهم للتريث لألتقاط أنفاسهم وإعادة تنظيم أنفسهم حزبياً وإدارياً وتفعيل دور رفاقهم الموجودين أصلاً في كل مفاصل الدولة العراقية ، بينما نرى قوى الإسلام الشيعي التي تزعم كذلك إنها تمثل كل أطياف الطائفة ، في عجالة دائمة من أمرها فهي حديثة عهد في الحكم واللغف وفي كل شئ تقريباً ! ـ المضحك إن السيد رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري يقول [ لم يكتب دستور في العالم بمثل هذه العجالة ـ وكأن أحداً غيره وغير رفاقه أكثر عجالة منهم ، اللهم إلاّ الأمريكان الذين يريدون إحراز أي نصر سياسي لعزل الإرهاب كما يدعون ! .
إن عجالة الإئتلافيين في كل الخطوات وتريث قوى الإسلام السني المراهنة على إرهاق الأميركيين عسكرياً وسياسياً وعلى فشل الإئتلافيين في تحقيق أي شئ من وعودهم البرقية والبراقة وعدم أكتراث الإخوة في التحالف الكردستاني لأي شئ سوى تحقيق أماني شعبهم الكوردستاني رغم إن ذلك لايتم ـ على الأقل في المدى المنظور ـ إلاّ بعراق ديمقراطي وليس بعراق تريد له قوى الإسلام الشيعي والسني على السواء أن يحتكم لأحكام الشريعة وإن زايد أحدهما على الآخر في درجة الإحتكام بأستخدام عصا ـ أل التعريف ! ـ ، وإن أبدوا حسن النية وتشدقوا بأي منطق وبأي شعار فهذه ـ تقية ـ درجوا عليها وإلاّ فمن أجل ماذا نثرت إيران والسعودية وسوريا ودول الخليج ودول أخرى مليارات الدولارات عليهما !، اللهم إلاّ إذاكان جيل الشباب بقيادة السيدعمار الحكيم أو عدي الحكيم كما يلقبه العراقيون هذه الأيام ! سيقود التجديد في المؤسسة الدينية الشيعية وربما لهذا السبب أوفده السيد القائد الوالد [ الذي بات عاجزاً حتى عن وضع عباءته الشريفة على كتفيه الشريفتين وهو يخاطب أنصاره رضي الله عنه وعنهم] لواشنطن لـ ـ يقنع أو يبلغ ! البيت الأبيض ـ بما يمتلك من حنكة ودراية وباع طويل في السياسة والتجارة والنجارة ربما ! .
إلى أن نصل منتصف أكتوبر وحتى نبلغ ديسمبر ..... ترى أي سيناريو سيرى النور ؟
وأي عراق سيتمخض من حمل بهذا التشوه وبهؤلاء الفحول ؟