| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالباقي فرج

 

 

 

 

الخميس 23/2/ 2006

 

 

 

الفتنة الكبرى ... !

 

عبد الباقي فرج

هل دار بخلد المعتز العباسي إن الناس ستهيم غراماً بأبي الحسن علي الهادي الذي مات مسموماً على يديه وإن ضريحه سيكون مزاراً لكل المسلمين سوى أنصار المعتز ، وهل دار بخلد القاتل إن أشباهه من القتلة القادمين من طوائف وملل وبلدان مختلفة سيستهدفون ضريح هذا الإمام الجليل ليفجروا قبته علّهم يحققون ما يصبون إليه بإغراق العراق بنيران الدم الطائفية فيحترق أخضرنا ويابسهم !
هل يمكن توجيه أصابع الإتهام للإرهابيين الوافدين ومن يدعمهم أم للإرهابيين من العراقيين ومن يدعمهم أيضاً ؟ ، أم لحكومتنا الغارقة في تفصيل كرسي الحكم ومن يدعمها رغم إن هذا الدعم من الضعف ما أضعفها زيادة على ضعفها الكامن فيها ولا أعتقد إن عراقياً يجهل ذلك ، أم للقوات المتعددة الجنسيات التي باتت تصل ــ كما في واقعنا المنقول على أشرطة الأفلام العربية بعد إنتهاء الجريمة لتحيط المكان بحثاً ... عماذا ؟
قبل وقوع الجرائم الكبرى في عراقنا المسلوب من قبل الجميع ، يلعب ــ المحررون ــ لعبتهم المحببة بمناصرة هذا الطرف أو ذاك وفي كل مرّة يناصرون فيها طرفاً ما على حساب الطرف الآخر تحدث أحداثاً لا تهدف إلاّ لزعزعة الوضع المزعزع أصلاً وسوق البلاد إلى حرب لا تبقي ولا تذر ! ، حتى لم يعد المرء بقادر على تحليل الوضع العراقي إلاّ بإستخدام اللامنطق والجنوح إلى عقلية المؤامرة في التحليل وإلاّ ماذا نسمي ما يحدث سواء في سامراء أو البصرة أو بغداد ؟
أليست هذه هي الحرب الطائفية أم ماذا ؟
على حدودنا غير المحسودين عليها يقف جيراننا وهم يحملون كل أنواع السوائل المساعدة على الإشتعال لصبّها على نار تحرق قلوب وعقول وثروات ومستقبل العراقيين !.

إنها حقاً لفتنة كبرى إن لم يقف لها شعبنا ـــ ولا أقول قواه االتي خيبت آماله ومازالت في خيبتها ـــ إن لم نقف كإخوة وشركاء في هذا الوطن الواحد ، وقفة شجاعة وصريحة مع النفس ومع القوى السياسية التي أنتخبناها ومع القوات المتعددة الجنسيات ومع الواقفين عند جهات حدودنا الأربع ... نعم إن لم نقف وقفة توقف كل هؤلاء عند حدودهم ! سيغرق العراق في إتون حرب قذرة ستدمر كلّ شئ .

إنّ أيتام البعث وغلاة الطوائف والإرهاب الوافد المدعوم من دول سوء الجوار وغيرها والقوات المتعددة الجنسيات التي تظن إن في إنحيازها لهذا الطرف أو ذاك ستخلق توازناً يكفل لها تنفيذ ما تصبو إليه ، على وهم كبير لإن النار التي يريد كل أعداء الديمقراطية في العراق إشعالها ستحرق كل من يقف على أرض العراق دون تمييز .
أما القوى السياسية العراقية التي تتصارع على حكم غير أبدي فلن يكون مصيرها بأفضل ! ، إن لم تعود إلى منطق العقل مغلبة إياه على حسابات الربح والخسارة ، وليتهم كانوا تجار سياسسة مهرة ، لكانوا حسبوها جيداً لكنهم حتى في التجارة يجانبهم الذكاء ! .
نتمنى لشعبنا وقفة تليق بتاريخه وبأرض سومر التي تعايش عليها منذ فجر التاريخ ليفوّت على القتلة ... كل القتلة دون إستثناء ، فرصتهم الأخيرة في إحراق العراق وإغراقه في طوفان دم كما وعد كل أعداء العراق .