| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالباقي فرج

 

 

 

 

الثلاثاء 20 /12/ 2005

 

 

 

المالكي ومنطق الإستعلاء !
 


عبد الباقي فـرج

لقد شعرت بالخوف حقاً وأنا أستمع لحديث تلفزيوني دار بين السادة إياد جمال الدين عن القائمة العراقية وجواد المالكي عن الإئتلاف الشيعي وفريد أيار عن المفوضية العراقية للإنتخابات فقد بدت آثار المعركة الإنتخابية على منطق المتحدثين رغم هدوء جمال الدين وإبتسامات أيار الحزينة !، بينما كان السيد المالكي ـــ للأسف الشديد ـــ يتحدث بإستعلاء لا يمت بصلة للعراق الجديد الذي نزعم إيماننا به وسوف لن أتناول كلّ ما جاد به وإنما سأركز على بعض أقواله ، ففي معرض رده على إعتقاد جمال الدين بفرص علاّوي الكبيرة لرئاسة الوزارة القادمة كونه محط قبول الكورد والعرب السنة وأوساط من الشيعة كما يعتقد السيد جمال الدين ، قال المالكي :
لسنا بحاجة للتشاور مع الكتل الصغيرة !
الكتلة العراقية لاشئ !
على الصغار أن يأتوا للبرلمان ويجلسوا كأعضاء عاديين !!
وهنا لا أتسائل عن مدى إحترام السيد المالكي للآخر ، إنما أسأل إن كانت تعاليم الإسلام التي تقيم وزناً حتى للنمل ، هي التعاليم التي ينطلق منها المالكي ؟
فحتى التجار يقولون : لا تهزء بأي زبون وإن أشترى القليل القليل ! والسياسيون وخصوصاً من يحتكمون لصناديق الإقتراع ، يحسبون حساب المقعد البرلماني الواحد ويقدرون فكر ورأي صاحب المقعد ! و إنْ شئت يا سيد فحتى العوائل تحسب حساباً لصغيرها أحياناً قبل كبيرها ! ، فكيف إذن بمن ستجالسهم تحت قبة البرلمان كممثلين للشعب سواء كانوا بمقعد واحد أو قائمة أو كتلة مهما كان حجمها ـــ والعدد يخالف المعدود كما تعرف ! ـــ فليس كل عدد يرفع من شأن معدوده كأن تقول عشرة كذابين وأن تقول صادق واحد ! .
إن منطق الإستعلاء الذي ظهر به السيد جواد المالكي والذي أتمنى أن يكون جزءاً من غبار المعركة الإنتخابية وإنه سيزول بعد أول حمـّام تفاوضي ، أخوي ، عراقي بين جميع من إنتخبهم شعبنا ليمثلوه بشكل حقيقي وليس ليجلسوا كأعضاء ـــ عاديين ـــ تحت قبة البرلمان وليشرّعوا ويدفعوا عن كل شعبنا.
هل ينطبق هذا المنطق على الأعضاء والقوائم التي هي بنظرك تمثل ـــ لا شئ ـــ ! .
أتمنى على السيد المالكي أن يعتذر لشعبنا عن إساءته لنفسه ولقائمته وللقوائم الأخرى ولشعبنا في نهاية الأمر .