| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالباقي فرج

 

 

 

 

الأحد 18 /12/ 2005

 

 

 

الواقع العراقي الجديد
 


عبد الباقي فـرج

من أعتقدوا وأنا واحد منهم إن تذمر الناس من أداء حكومة الإئتلاف ــ رغم قصر عهدها ــ وممارسات ميليشياتها على الأرض ، سيفقدها الكثير من أصواتها السابقة ، لم يكونوا على خطأ كبير لكنهم حلقوا بعيداً ! حين ظنوا أو تمنوا إن هذا الواقع الإجتماعي والسياسي سيتغير بهذه السرعة متناسين إن هذا الواقع لم يتكون خلال السنتين المنصرمتين من عمر العراق الجديد بل هو نتاج طبيعي لعقود من محاولات البعثيين القتلة إنهاء القوى المعارضة بكل أشكالها ومشاربها وألوانها وتكريس الأمية السياسية .
 لا تستطع القوى العائدة من المنفى بالتأكيد إجتراح معجزات لكنها تستطيع إن أرادت تشخيص أولوياتها ! وهنا لا أتحدث عن القوى الدينية التي وجدت في الواقع الحالي الذي تمترس الناس فيه كل خلف طائفته وملته ، واقعاً صالحاً للإستمرار في ممارسة دورها الذي نشأت من أجله رغم إن هذه الحال غير دائمة فالمتمترسون ليسوا على ذات قناعات هذه القوى إنما هو تمترس إضطراري كنتيجة لممارسات سلطة البعثيين القتلة وإستمرار البعثيين بمقاومة بناء العراق الديمقراطي الجديد .
القوى اليسارية والعلمانية عجزت عن مجاراة الوضع لاسيما وإن بعضها يحمل عوامل عجزه في ثنايا تأدلجه وبعضها في تحليقه بعيداً عن الواقع وجميعها لا تريد ! تشخيص أولوياتها في إجتثاث عدو الشعب وعدوها الأول في هذه المرحلة والذي هو البعث القائد للإرهاب والإرهاب الوافد وليس غيره دون أن تسلّم بهذا الواقع الردئ ـــ تركة البعث ـــ بل تمارس دورها التنويري المفترض [ فالواقع لا يدحض إلاّ بواقع آخر ينبت على الأرض وليس في السماء أوفي بطون الكتب !] وتوجيه أقسى النقد لمن يريدون إمتطاء الديمقراطية وفضحهم والوقوف بإستماته من أجل إنتصار قضية الديمقراطية وإذاك سيقف الشعب معها فهذه هي قضية الشعب الأولى التي بها وبها فقط يحقق حريته وسعادته وهو ما تنادي به شعارات جميع هذه القوى دون إستثناء ! .
إن الواقع العراقي والعربي إلى حد بعيد يحتاج لعمل جبار ، شجاع ، جرئ وليس إلى وقفة ، من أجل إعادة توازنه فهو وبسبب تحكم أنظمة الإستبداد التي تشكل إمتداداً لأنظمة الإستبداد الشمولية الكبرى على مرّ التاريخ القديم والحديث و بسبب رفض القوى اليسارية التخلي عن فكرها الشمولي أيضاً وحداثة عهد قوى المجتمع المدني ، وفر وسيوفر الأرض الخصبة للقوى الظلامية كي تتسيد الساحة ومن خلال [ صناديق الإقتراع ! ] ! .
فهل من مجيب لدعاء شعوب لا تريد أن تستجير من الرمضاء بالنار ولكن ... ! ؟