| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالباقي فرج

 

 

 

 

الأربعاء 15/2/ 2006

 

 

 

الإساءة مرتين للرسول الكريم !

 

عبد الباقي فرج

** هذه إجاباتي على أسئلة صديق من العراق .

منذ ظهور رسوم الكاركتير في الصحيفة اليمينية الدنماركية [ يولاند بوست ] والتي عبرت بشكل واضح عن الصورة التي يحملها المواطن الدنماركي والأوربي عامة عن الدين الإسلامي ونبيه الكريم محمد ـــ ص ـــ بعد أن شوّه الإرهابيون تماماً صورة هذا الدين ورسموا صورة مغايرة له ألا وهي صورة [ المسلم ! ] المفخخ الذي لم يتوان عن تفخيخ البشر المعادين لطريقته في التفكير ولا سيما أبناء شعبنا العراقي الذين نالوا القسط الأوفر من هذا الإرهاب الذي ما زال مستمراً حتى يدحر ، وفي ضوء هذه الصورة المشوّهة وما يحمله اليمين الأوربي من صورة لا تقل بشاعة عما يحمله الإرهابيون الذين يدّعـون الإسلام والإسلام منهم براء ، في ضوء كل هذا لم يكن غريباً صدور مثل هذه الصور والمقالات والتصرفات التي لم تلفت إنتباه الكثيرين في البداية للأسباب المذكورة أعلاه ولكونها ليست المرة الأولى التي يساء فيها للإسلام واليهودية والمسيحية أيضاً [ القضية التي أثارها الفاتيكان ضد من شوّهوا صورة يسوع المسيح أمام المحاكم ... ] والعرب وشعوب أخرى ، ولكون الإعلام الدنماركي والأوربي عموماً إعلام حر لا يستأذن أحدا فيما ينشر ولا توجد جهة .. لا الحكومة ولا غيرها تستطيع فرض شئ عليه ... لهذه الأسباب توقعنا أن يحذو المسلمون حذو الفاتيكان بمقاضاة الصحيفة المسيئة [ وهذا رأي سماحة السيد السيستاني أيضاً ] ولكن أحداً لم يتحدث بالموضوع إلى أن أثارته بعض الأوساط ومنها على سبيل المثال لا الحصر كاتب رواية [ حراس البوابة الشرقية ] التي مجدت الحرب العراقية ــ الإيرانية ، المصري ، جمال الغيطاني وكتبتُ حينها ثلاثة مقالات بعنوان ـــ زرقاوي الثقافة العربية ، أحدها عن موقف الغيطاني من تلك الرسوم ، ذلك الموقف الذي تجاهل تماماً أسباب حمل هذا الرسام أو ذاك هذه الصورة المشوهة التي قدمها غلاة المتطرفين بإسم الإسلام ... قتلاً وتفخيخاً وذبحاً دون أن يدينهم أحد من مثقفي السلطان وشيوخه ! ، ثم بدأ موقع إيلاف والمملكة السعودية الحملة الدعائية التي تنادي بمقاطعة المنتجات الدنماركية و محاسبة الدنمارك ، شعباً وحكومة وصحيفة ثأراً للرسول الكريم !، بالطبع تحت ضغط الأوضاع التي تعيشها المملكة وأستياء القوى المتطرفة هناك من بعض التغييرات الحاصلة في المملكة
... تلك القوى التي تمثل قاعدة وخزين التطرف والإرهاب في العالم ، ثم تلقفها نظاما الحكم في إيران وسوريا وهما بأمسّ الحاجة لممارسة الهجوم على الغرب المعارض لنظاميهما والداعي لتغييرهما وقوى أخرى تابعة لهذه الأنظمة وغيرها ... في المحصلة النهائية أستفادت هذه الأنظمة من مهرجان الثأر للرسول الكريم دون أن تحرك هذه الأنظمة وغيرها ساكناً إزاء حوادث مشابهة كثيرة حدثت هنا وهناك سواء من قبل غربيين أو شرقيين ومنهم من يدعي الإسلام وليس أقلها كتابة المجرم صدام حسين القرآن الكريم بدمه النجس ! ، ولا أكثرها حين يقتل البشر في كل أرجاء الأرض بإسم الإسلام ولا حين تغتصب النساء ويقتل الأطفال وتجتز الرؤوس بإسم هذا الدين المختطف حقاً من قبل الإرهابيين وأسيادهم ممن يدعون أيضاً معاداة الإرهاب !! .
أنا أطلعت على الرسوم وإحداها ترسم صورة للرسول الكريم بهيئة خليفة إسلامي متجهم ويخرج من رأسه فتيل مشتعل لقنبلة ستنفجر بعد لحظات !! ، وهنا أود أن أسأل : ألیست هی ذات الصورة التی رسخها الإرهابیون في أذهان الشعوب خدمة لأعداء الإسلام والعرب والشعوب التي تبحث عن خلاصها من أسياد هؤلاء الإرهابيين ؟
إن المسلمين والشرقيين بشكل عام لم يتعرضوا لمخاطر وإساءات بسبب ما دبرته أنظمة أستغلت هذه الحالة بتأليب عامة الناس ضد الكنائس المسيحية والسفارات الدنماركية والنرويجية وغيرها وتأجيج حالة من العداء لشعوب تلك الدول ، بل بالعكس حدث هنا في الدنمارك حراك سياسي لدى الجالية المسلمة نتج منها تشكيل [تجمع إسلامي ديمقراطي ] يضم في قيادته برلمانيين ومدرسين وتجار وطلاب ومثقفين بلغ عدد أعضاءه في أيامه الأولى ألف عضو وثلاثة آلاف مؤازر والرقم آخذ بالأزدياد وربّ ضارة نافعة ! ، ثم أود أن أذكر إن الشعب الدنماركي بشكل عام وقواه السياسية ومنظماته المعادية لكل أشكال العنصرية وقف بوضوح مع مشاعر المسلمين المجروحة بسبب الإساءة التي وجهت للرسول الكريم وكذلك ضد أعمال العنف المنظمة ضد مواطني الدنمارك وسفاراته مما دعى الحكومة الدنماركية تحذير رعاياها من السفر لكل البلدان التي مورس فيها العنف المنظم من قبل السلطات أو المنظمات المتطرفة أو العفوي حفاضاً على سلامتهم ، كما أحب أن أذكر هنا ما قام به الإعلام الدنماركي من فضح لبعض شيوخ الإرهاب الذين يتحدثون بلسانين وأظهر تسجيلاً لتصريحاتهم المتناقضة للصحف العربية والدنماركية وأغلب هؤلاء يمارس الدعوة العلنية لتجنيد المراهقين من أبناء الجالية الإسلامية لصالح الإرهاب والقوى الإرهابية ! .
إن أوضاع الجالية المسلمة في الدنمارك بخير وخصوصاً الجالية العراقية المعادية للإرهاب والتطرف الذي مازال يعيث فساداً وقتلاً بالعراقيين والجالية المسلمة في الدنمارك عبرت عن رأيها بوضوح ضد الإساءة للرسول الكريم بشكل سلمي وحضاري بينما لاذ غلاة الإرهاب في كواليسهم المظلمة في محاولة دنيئة لصب الزيت على النار ولكن دون جدوى فالناس هنا تقرأ ثم ترى وتسمع فتميز بين الحق والباطل .
كم كنت أتمنى لو إن حملتهم الشعواء هذه أثيرت من أجل شعوبنا المسلمة المستضعفة تحت وطأة الحكام القتلة ؟ وكم كنت أتوقع أن تمنح هذه الصحيفة اليمينية المسيئة وغيرها الفرصة لهؤلاء الغلاة دائماً حين يكونون في حالات ضعف ... ولا غرابة في ذلك فكلاهما ينهل من معين واحد ، أما ما يخص إمكانية إعتذار رئيس وزراء الدنمارك عن هذه الإساءة فغير ممكن ، كون الحكومة لم ترتكب هذه الإساءة أولاً وكون الإعلام الدنماركي غير خاضع لسلطة معينة أما رئيس تحرير الصحيفة فقد أسف ثم أعتذر بلغة عربية أستخدمت فيها مفردات إسلامية ، فلم تقبل أنظمة الحملة المعادية للدنمارك والغرب بذلك وما زالت تصرّ على إعتذار رئيس الوزراء الدنماركي .
لقد تمت الإساءة مرتين للرسول الكريم ، مرة على يد الصحيفة الدنماركية المذكورة وأخرى على يد حارقي السفارات وقادتهم ! .