| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي فهد ياسين

 

 

 

                                                                                 الثلاثاء 7/6/ 2011



الشيخة القطرية تتبرع لمحو الامية في العراق !!

علي فهد ياسين

السومرية نيوز) بغداد - أعلنت وزارة التربية، الاثنين، أن العراق تلقى منحة مالية من قطر تتجاوز ستة ملايين دولار بهدف فتح مراكز لمحو الأمية بإشراف الأمم المتحدة، وفي حين اشارت الى أن أعداد الأميين في البلاد تبدو مخيفة، دعت الى تضافر الجهود لمعالجة المشكلة.

وقال مدير التعليم العام في وزارة التربية عادل عبد الرحيم في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "هناك دعماً ومنحاً من جهات متعددة لدعم المشاريع التربوية في العراق، بما في ذلك اليونسكو واليونسيف والبنك الدولي، كما تبرعت الشيخة القطرية موزة بمبلغ يزيد على ستة ملايين دولار لدعم محو الأمية في البلاد".

لا اٍعتراض على تضافر الجهود لمعالجة آفة الأمية المتزايدة في العراق منذ عقدين , والتي ضربت أرقامها كل التوقعات حتى اضحت تهدد مستقبل البلاد الذي يفترض أنه يستند على تأهيل أبنائه علميا للمشاركة في اٍعادة البناء بعد عقود من الدكتاتورية التي دمرت كل شيئ في حروبها الداخلية والخارجية وفتحت البلاد أمام الاحتلال الذي أتى على المتبقي بسياساته الرعناء خدمةً لمصالحه دون مصالح العراقيين,حين ساهم وشجع على الاٍنقسام الطائفي الذي أفرز الفساد بكل تصنيفاته وترك الوضع يراوح في مكانه منذ سقوط الصنم , ليجد العراقيون أنفسهم في أوضاعٍٍٍ اقتصادية متردية , تزايدت فيها البطالة وشظف العيش الذي أجبرالعوائل على دفع ابنائها الى ترك مدارسهم والنزول الى سوق العمل البائس لتوفير لقمة العيش بدلا من تكملة دراستهم التي لاتوفر لهم ضمان الحصول على وظيفة بعد ان تضاعفت أعداد الخريجيين العاطلين عن العمل من ضحايا فوضى سياسات التخطيط المتخلفة في الماضي والحاضر على السواء .

كل تبريرات السياسيين لا تلامس جوهر الاٍستعصاء الذي خلقته مناهجهم المتصارعة على المكاسب ,والمنفذة لاجنداتٍ لاتخدم العراقيين بقدر خدمتها للأطراف الخارجية التي تخطط لادامة الفوضى في العراق , ولا أدل على ذلك من هذا الكم من الخراب الشامل والمضاف الى قوافل الشهداء وضحايا الصراعات الذي فاق التصور ومازال مشرًع الابواب على جولات قادمة منه تعيدنا الى الفوضى من جديد خدمة لنزق السياسيين الذي وضعهم في سفبنةٍ خاصة بهم تتوفر فيها كل مصالحهم تاركين سفن الشعب تبحر الى المجهول !.

اٍن أحد أهم أسباب ضعف المعالجات الحكومية لمشكلة الأمية في العراق , كما في المشاكل الاخرى , هو ضعف الأداء السياسي الذي افرز حكومةً غير قادرة على تنفيذ برامجها , ان كانت هناك برامج اصلا ! , رغم تصاعد وتائر الموارد التي اوصلت الميزانية الى مايقرب من ثمانين مليارا ً توفر امكاناتٍ لحلول معقولة اٍن كان لبرامج محو الأمية أو للمشاكل الأخرى التي يعاني منها المواطن , لكن ماحصل ويحصل هو مزيدا من الفساد الذي ينخر في جسد الحكومة التي أعتمدت , مثلما أعتمدت الحكومات التي سبقتها , على نفس منهج البعث في اٍستحواذ رجالات احزابها على المناصب بعيدا عن الكفاءة والمهنية حتى تحولت الأٍدارات الى خلايا حزبية ليس لها علاقة بالعمل الوظيفي , وكان الناتج النهائي ضياعُ في الجهد والوقت والثروات .

كل هذا والسياسيون يؤكدون في كل مناسبة أنهم يعملون كل مافي وسعهم لخدمة الشعب !, ويناضلون من أجل الوصول الى عراقية قرارهم السياسي بعيدا عن التدخلات الخارجية , ويتبارون في الأٍتهامات لبعضهم علنا , رغم صفاء أجواء المنطقة الخضراء وهم يستمتعون بحياتهم اليومية في فلل وقصور تتوافر فيها المستلزمات بمستوياتٍ الخمس نجوم !,

دون ان يعوا أن هناك مياهٍ آسنة تتسرب الى مكاتبهم لاتليق بأنتمائهم الى الشعب , اذ ليس من المعقول أن يغفل السياسيون عن أنشطةٍ تستهدف كرامة العراقيين حتى لو كانت تحت لافتات الامم المتحدة ! , والمثال هنا هو تبرع الشيخة القطرية لبرنامج ( محو الأمية في العراق ) بستة ملايين ونصف المليون دولار , لتساهم في جهود الحكومة الموقرة وكأن ميزانية العراق بحاجة الى ذلك !.

الشعب العراقي لا ينسى دور حكومة قطر ( العالمية !) في مأساته المستمرة , اٍن كان في الذراع الأعلامي للمحتلين (قناة الجزيرة) او في ذراعهم التكفيري المتمثل بشيخهم القرضاوي وشلته المستضافة على المنصة القطرية الطائفية التي كانت تضخ مبيداتها الفاعلة لغسل ادمغة الحمير المحشويين بالمتفجرات التي اخذت من العراقيين فلذات اكبادهم في حفلات الدم التي لازالت مستمرة لثني العراقيين عن ايمانهم بالحرية , وبدلا من أن تتبرع لنا شيخة قطر تحت لافتة محو الاُمية , كان حري بها ان تبني مركزاً لمحو اُمية ضيوفها في الدوحة ممن هم اولى باٍعادة غسل الأدمغة السابحة بالدم كي يفهموا معنى الأنسانية والتسامح .

أٍننا نحترم الجهد المساند للعراق من المؤسسات العالمية ضمن برنامج الأمم المتحدة اٍن كان في العراق او في اي بلدٍ في العالم يحتاج الى ذلك , لكننا نرفض أن يتسلل اشخاص ( كالشيخة القطرية ) لأي برنامج يخص العراقيين وتحت أي عنوان ( ليضاف الى سجلاتهم الاٍنسانية ! ) لان مآسي العراقيين ليست للمتاجرة , وامكانات العراق وكرامة شعبه أرفع من أن يدنسها أمثال هؤلاء , وعلى الحكومة العراقية ممثلة بوزير التربية أو برئيس الوزراء أن تتفحص برامج الامم المتحدة وتفصيلاتها , وأن ترفض مالايتناسب مع مصالح شعبها , حتى اذا لم تتوفر الأمكانات التي تغطي طموحها في تنفيذ برامج محو الامية بكافة مستوياتها الان , بدلا من أن تسمح بتلك الافعال المشينة لان التاريخ لايرحم وهو فاضحُ لكل دنس يستهدف الشعوب طال زمانه ام قصر .

 

free web counter