كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

الجمعة 7/9/ 2012

قاسم مطرود .... الرحيل المضيئ !!!! علي فهد ياسين وحدهُ في وحشةٌ مستشفى وحدهُ آخر ساعاتِ اللًيل ونحنُ نائمون لم يحاول ايقاضنا وحدهُ نطقَ بكلماتِ اخيرة كان قالها لنا اكثَر من مرة ونحن نقهقهُ في حضرتِه علًنا نداوي جُرحهُ القاسي ولو لحين قال ساهزمهُ هذا الذي يقلقكم بي وسأنتصر عليه ! أنا أعرفكم تبكون في ممراتِ العودةِ من زيارتي أراكم! انتم واهمون ! ألم نتفق أن دموعنا هي عدساتنا في هذا الزمن الأغبر! أنسيتم كم مرةِ كشفنا بها الأدعياء والأغبياء والبلهاء والجلادون؟ موتي الذي تخشوه جاء أخيراً متقزماً أمامي ! عيونهُ حمراء قبيحة ! وسحنته وسخة ! وكماشاتهٌ قميئة ! ولغته بالية .... مجرد تمتماتِ ! قالَ لي .... أنتَ وحدك ؟ قلت بلى حرصاً عليكم وعلى وديعتي معكم ....! وأغمضت عيوني كي لا يراكم ! وداعاً أيها الأحباب وداعاً ايها الباقون وداعاً أيها الشرفاء لا تبكون ! وداعاً كلكم .... شرقيون .... غربيون وداعاً كلكم عندي عراقيون ! فأنا ناظرٌ منكم لطعم الله في الأرِض ِ لغضب الله في الأرضِ ! لأحبابي العراقيين من زرعوا بلا حصدِ ومن جاعوا ومن قُتلوا ومن تاهوا ومن غَرقوا ومن جَنًوا وووو بلا ذنبِ أودعكم ومني فيكم الذكرى ومنكم بيً أسرارٌ أقدسها وآخرها أن رحيلي في أنوار مستشفى أشد قساوةً عندي من رحيلي في وطني وداعاً كلكم عندي عراقيون!