| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي فهد ياسين

 

 

 

الخميس 5/8/ 2010

 

الاصل هو أن الشعب لم ينتخب قادة سياسيون !!!!

علي فهد ياسين

في السياسة معروف أن الازمات وحدها هي التي تخلق القائد السياسي ,وهذه حقيقة أثبتها التراث السياسي للبشرية منذ الخليقة, ولازالت ذاكرة الشعوب وتاريخها معا تقدم أمثلة لقادة سياسيين استطاعوا بأفعالهم الشجاعة أن يحفروا اسمائهم بالذهب عندما قادوا الفعل السياسي لصالح شعوبهم بعيدا عن مصالحهم الشخصية ووصلوا بها الى بر الامان بالحرب او بالسلم فخلدت افعالهم لتكون مناهج مفيدة للبشرية جمعاء .

وفي العراق معروفة اسماء القيادات التي توالت على مراكز القرار ولم تستفد من تراث البشرية في مفهوم القيادة حتى وصلنا الى ما نحن عليه من مأسي وتضحيات مستمرة منذ عقود نتيجة للصراعات السياسية التي يتحمل اشعالها من يسمون انفسهم قادة ويتحمل اوزارها الشعب بأسره .

لقد بنيت السياسة في العراق وباقي دول العالم الثالث على أن الانتظام ضمن حزب سياسي يلزم العضو بتنفيذ سياسة الحزب التي ليس له مشاركة في رسمها , لا لشيئ الا لان راسموها هم قادة الحزب المنضوون اصلا تحت جناح القائد السياسي الاوحد تنفيذا لمركزية مقيته يبررها التنظيم السري الذي كان منهجا للاحزاب منذ تأسيس الدولة العراقية نتيجة لطبيعة الانظمة التي أنشأها الاستعمار تنفيذا لاجنداته و تمسكت بها القيادات السياسية التي تصدرت المشهد السياسي في المراحل اللاحقة بمفارقة سريالية مبنية على أن تلك الانظمة التي قادت الفعل السياسي ضد الاستعمار لتحرير الشعب من قيوده لم تفعل غير تبديل القيود بقيودها , حتى وصلت افعالها الجرمية الى مستويات لم يصلها الاستعمار بكل خبثه مما دفع البعض الى ان يعتبر تحرره من الاستعمار على ايدي الوطنيين لعنة جرت المآسي على العراق ,وليس أدل على ذلك ما خلفه البعث وقائده الضرورة من خراب لاربعة عقود من تاريخ العراق .

الان وبعد سبعة أعوام من تنفيذ درس الديمقراطية الذي جاء به المحتل الامريكي ,والذي انتظم في مدرسته من كانوا يكتبون المعلقات في جرائم الدكتاتورية الصدامية القذرة , لم يتبين في نتائج فحوصاتهم أن هناك قادة سياسيون في العراق استطاعوا أن يقلبوا الطاولة على المحتل بتكاتفهم من اجل شعبهم الذي فعل الكثير مما لم تفعله الشعوب لاسنادهم وتحمل ما لا يطاق من قتل وجوع وامراض لا تحصى بانتظار الفرج الذي وعدوه ,ولا زالوا يستخدمون ذات الخطاب الاعلامي المتهرئ الذي كانوا يهاجموه في زمن القتل البعثي الاسود بدعواتهم للشعب أن يصبر ويصبر ويتحمل وهم الغارقون بعطايا الدنيا من خلال فسادهم الذي شمل كل مظاهر الحياة بما فيها المحرم من قوت الفقراء ودمائهم , حتى وصلنا الى قاع اعمق من قيعان الاستعمار ودكتاتورية المقبور .

لقد انجز الشعب العراقي كل ما طلب منه في مناهج الديمقراطية التي بشروه بها , فقد زحف على صناديق الانتخابات موعودا بالدم من الارهاب وقدم الشهداء في ملاحم شهد لها العالم ليثبت اصالته وحبه للحياة تنفيذا لنداءات من يسمون انفسهم قادة الشعب الان ,وانتخبهم لانه الحليم الذي تجرع الهوان من الصداميين القتلة , وقدم التفويض للفرسان المدعين بناء العراق بعيدا عن الظلم , ولا زال ينتظر النتائج منذ خمسة اشهر متأملا صحوة العرابين الجدد في السياسة العراقية كي يقدموا له ما يمكن أن يبرر تضحياته ,ولكن الفرسان الجدد لا زالوا يتفاوصون على غنائمهم ونوعية نسيج الحبل الذي يقودون به هذا جمل العراقيين الحامل للغنائم قبل أن يطعموه ويرووه من ماء العراق .

بعد كل هذا سيكون لزاما علينا أن نفحص أصل الكارثة !!!! هل انتخب العراقيون قادة يعتمد عليهم لبناء بلد الحضارة والتضحيات والثروات والثقافة والحنين وكل ما يمت للانسانية بصلة .

 

 

free web counter