| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي فهد ياسين

 

 

 

                                                                                 الأحد 4/11/ 2012



سياسة الخنادق ..والعقم السياسي في العراق

علي فهد ياسين

منذ العرض المسرحي لساسة التغيير في العراق , الذي أداره سيئ الصيت بريمر , ووافق على تمثيله مناضلون عراقيون ضد دكتاتورية البعث , تأسست منهجية بغيضة على الهوى الأمريكي لأدارة العراق بعنوانِ ديمقراطي وأداءِ أقل مايقال عنه أنه لايفضي للاستقرار الذي هو أحد أهم شروط الديمقراطية.

الشعب الذي تحمل قسوة البعث لثلاثِ عقود ِ كانت سياسة القطيع فيها هي السائدة , أستبشر خيراً في ممثليه حتى لو أسطفوا على الطريقةِ الأمريكية , بأنتظارِ غدِ أفضل تكون فيه الديمقراطية القادمة من العم بوش بديلاَ لسنوات القهر والحرمان والقتل ,تأسيساَ على أدبيات المعارضة التي يفترض أنها تعمل على تعويضه عن سنوات القسوة التي تحملها ممهورةً بالدماء من أعز أبنائه وأشجعهم من بين صفوفه .

وأنتخب الشعب ممثليه في وقائع ممهورةُ بدمِ أبناءه , وتكررت محافل الدم في أنتخاب القادة حتى كأنها تكراراً لحفل الباغي الأمريكي بريمر , لأنها لم تفضي الى أوليات الديمقراطية التي يريدها الشعب توصل لكراسي المسؤولية شرفاء من ممثليه في الأدارات على مستوى القصبات والأقضية والمحافظات ومجلس نوابه , فقد أفرزت جميع أنتخابات العراق نماذج لاتختلف عن شخصيات المخرج بريمر , بعد أن اعتمدت القوى السياسية دهاليز الدكتاتوريات في قوانين الأنتخاب وكأنها أستطيبت الأساليب التي أعتمدها الدكتاتور الذي كانت تناضل ضده في الوصول الى مبتغاها المقيت .

بعد دورتين لأنتخابات مجلس النواب العراقي ومجالس المحافظات ,يكون واقع التغيير في العراق مراوحاً بين نظرية بريمر وتراث البعث الذي أذل العراقيين وأفقدهم حقوقهم الأنسانية , من خلال أصطفاف المنتخبين خلف قياداتهم السياسية في خنادق لاتخدم الشعب بقدر خدمتها لمجاميع تنتظم ضمن أحزابها التي رشحتها بعيداً عن الكفاءة والمقدرة على أداء خدماتها للناخبين في عموم العراق وليس في مناطقهم الأنتخابية .

الحصيلة النهائية الآن هي أن الأطراف التي منحها الأمريكيون صك الرضى والأستمرار في ترويض الشعب , لم تكتفي بما آلت اليه أوضاعها المرفوعة من أدنى الى أعلى , وعليه بدءت تختار أساليب للصراع مع بعضها تقرباً من كتلها الأنتخابية على أساس مصلحتهم ومصلحة العراق باساليب التسقيط السياسي المتنوعة الأشكال , كأن الشعب نائم وكأن وقائع عشرة أعوام خرساء ولايقرأئها العراقيون .

بعد مخاضات الدم والحرمان والخيبة التي يعيشها العراقيون في الداخل والخارج , يكون لزاماً على كل من يجلس على كرسي مذهباً أو مرصعاً بالألماز والرشا والسرقات , أن ينتظر غد العراقيين الرافض لسلوكه والمحاسب له ولمنظومته على خيانة الأمانة وسوء السلوك , وله ولغيره نصيحة أن لايستهينوا ببسطاء الناس لأنهم وقود الحريق وطافئيه .

خنادقكم المسرحية مكشوفة للاُميين قبل المتعلمين , وأساليبكم في العداء لبعظكم مفضوحه لأنكم فريق واحد تتخندقون معاً ضد شعبكم من أجل مصالحكم مذ مثلتم مسرحية مجلس الحكم , فلاهي أنتجت ولا أنتم أنتجتم , وتحولتم الى فرق تحفر الخنادق ولاتلتقي ونسيتم ناخبيكم وشعبكم الذي فوضكم لقيادته لغدِ أفضل للجميع , لكنكم سعيتم لثرواتِ أِن كانت مضمونة الآن فلا ضمانِ لها غداً , وأن كانت ضماناتكم حصينة الآن لن تكون كذلك غداً , لأن كل قطرة دمِ عراقي اليوم ستكون فيصلاً غداً بينكم وبين الشعب .

 

 

free web counter