| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي فهد ياسين

 

 

 

                                                                                 الخميس  29 / 5 / 2014



مقابلة مع القنصل ..!

علي فهد ياسين

حين تتابع الفضائيات العراقية المزدحمة برامجها بالسياسة , تلتقط الكثير مما يلتقي مع خواطرك , من اللقاءات مع المواطنين البسطاء الذين يعبرون بصدق عما يجول بخواطرهم من أمنيات بغدِ أفضل لعموم العراقيين في ظل وضع أمني مستقر, مثلما تشعر بالألم والقنوط وأنت تستمع لآخرين يعبرون عن معاناتهم من الضيم المتواصل عبر زمنين , وهم يستعرضون فصولاً لاتنتهي من خيباتهم بأداء السياسيين الذين أنتخبوهم في كل مرة , وعلى الجانب الآخر , ربما تمتلئ غيضاً من استعراض السياسيين الذين لازالوا يقودون البلاد منذ سقوط الدكتاتورية (انجازاتهم) التي لم تصل الى عموم المواطنين , لكنها بالتأكيد كانت وصلت الى الصفوة القيادية لأحزابهم والبطانات الساندة لهم .

الغالب في هذه البرامج , هو تفوق السياسي على المواطن البسيط في القدرة على مواجهة الكاميرا , بعد مراس أمتد على مدى عقد من السنين , وهو أمر مفهوم , لكن المواطن يتفوق على السياسي في موضوعة قبول المشاهد لمايقوله , بعد فقدان الثقة بأداء السياسيين بشكل عام , وتكرار نفس الوجوه ونفس السيناريوهات التبريرية التي يعرضونها منذ سنوات , حتى تحول الأمر الى مايشبه الأسطوانات المشروخة لكل الأطراف وليس لطرفِ بعينه , بينما يكون هناك دائماً ماهو جديد , تلتقطه من أفواه المواطنين في عموم مدن العراق .

على الجانب الآخر , يأتي دور الصحافة المكتوبة وفضاء الأنترنت الهائل في قدرته على اشراك اعداد هائلة من المتلقين للأخبار وصناعها , في تداول يزيح نسبة كبيرة من الأسلاك الشائكة التي كانت تحدد وضوح المشهد وتتدخل في مساحاته وألوانه ومدياته وسرعة أعلانه , ونقصد هنا المستقلة منها عن جهات التمويل التي تفرض أجنداتها , كما في حال الفضائيات التي توزعت على خرائط سياسية يعرفها العراقيون .

وأذا كان كل هذا ( الخليط ) مما يسوقه الأعلام بمصنفاته المختلفة , مفهوم في عراق اليوم , فأن من غير المفهوم أن يكون أداء بعض الدبلوماسيين العاملين في العراق , على نفس منهج الساسة العراقيين الذين يفتقدون للمعلومة الدقيقة التي هي جوهر الخبر الصحفي الذي تتداوله وسائل الأعلام , فقد نشرت وكالة ( شفق نيوز ) العراقية اليوم , مقابلة مع القنصل المصري في أربيل ,جاءت بعض أجاباته فيها غير معبرة عن وظيفته على رأس نافذة دبلوماسية يفترض أن تكون على مستوى مهامها المعروفة , فقد أجاب على سؤال حول عدد الشركات المصرية العاملة في اقليم كردستان بـ ( هذا صعب , صعب جداً ..!! ) , وعن سؤال حول أحصائية للتأشيرات الممنوحة لرجال الأعمال الأكراد أجاب ( الاحصائية ربما صعبة ..!! ) , وعن سؤال حول عدد الطلبة الكرد في الجامعات المصرية , أجاب ( من الصعب اعطاء رقم دقيق ..!! ) .

في الوقت الذي لا يسرنا أن يكون هناك قنصل عراقي على شاكلة القنصل المصري في أربيل ونتمنى أن لا يكون ذلك , نتساءل عن وظائفه الاخرى اذا كانت على نفس هذه الوتيرة , وهل أن هناك مستويات لكفاءة الدبلوماسيين يجري على أساسها توزيعهم على البلدان ؟ , أم أن هناك مغزى وراء اجاباته , خاصةً وأن هناك لغط كبير على أنشطة الدبلوماسية المصرية خلال حكم تنظيم الأخوان المسلمين , وما قامت به الكثير من البعثات الدبلوماسية المصرية من تسهيلات ساندة تخدم أجندات التنظيم في بلدان متفرقة لا نستبعد العراق منها , وأذا كان القنصل المصري لا يعرف أعداد الذين حصلوا على فيزا بتوقيعه , فأن ذلك ليس مثاراً للاستغراب فقط انما للريبة كذلك , ولابد للجهات العراقية ذات الاختصاص متابعته والاحتراز من تداعياته .
 

نص المقابلة
http://www.shafaaq.com/sh2/index.php/interviews/81-interviews/77722-------------100--.html
 

 

 

free web counter