| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي فهد ياسين

 

 

 

                                                                                 الثلاثاء  29 / 10 / 2013



في بابل .. مُجَسًر ( نادر ) ضد الزلازل ..!!

علي فهد ياسين

اذا كانت العلاقة بين المسؤول والمواطن تمثل أحد مؤشرات طبيعة النظام السياسي , فأن مستوى أيجابيتها أو سلبيتها يتحمل الجزء الأكبر فيها المسؤول الحكومي , بأعتباره ممثلاً للسلطة التي توفر له أدوات التنفيذ , والمفروض أنها تشترك مع المواطن في تقييم عمله وأتخاذ الأجراءات الضامنة لتنفيذه واجباته وصولاً الى تحقيق برامجها المعلنة لخدمة مواطنيها , لذلك تكون الخطوة الأولى لضمان النجاح هي صواب أختيار ( مسؤول يستحق موقعه ) , وهذا مالم يتحقق الى الآن في العراق مع الأستثناءات على قلتها هنا وهناك .

لاشك أن ( حُزمَة ) الوطنية التي تشتمل على الكفاءة والنزاهة والصدقيًة ( وأضف ماشئت من خصالِ أُخرى في هذا السياق ) , تُمثل أساساً لانختلف على أهمًيته في تجسير العلاقة بين المسؤول والمواطن , وهي منظومة لاتُعطي نتائج باهرة أذا تعَرًض أحد أركانها للأهتزاز , لكن ماحدثَ ولازال في المشهد العراقي يبتعدُ كثيراً عن هذه الحزمة الشافية لمُجمل الأمراض التي تتفاقم منذُ عشرة أعوام , والتي تسببت بطوفان الفساد بكل ألوانه .

لازال الكثير من المسؤولين في العراق يعتمدون على سياسة (التبشير بالأنجازات) التي تتبناها مكاتبهم الأعلامية وهم على يقين بأن المواطن سينتظر تلك الأنجازات ويشكرهم عليها , حتى وصلت الاوضاع الى تداخل وتقاطع أطراف التبشير مع بعضها وأنجلت الحقائق وباتت الأدانات لاتحتاج الى أجتهاد لأن أغلبها تأتي من أفواههم !, وهي صور تتوارد من كل مدن العراق .

تعالوا نفحص اليوم أحدى هذه الصور وننتظر رد المسؤولين على تفاصيلها :
في الأول من أمس , الأحد 27 /10 , أعلن رئيس مجلس محافظة بابل السيد (رعد حمزة ) أن نسب الأنجاز في مجسر ( نادر ) وصلت الى ( 92 % ) , بعد تأخر دام ( ثلاث سنوات ) , كان بسبب ( التعارضات والأستملاكات وتغيير التصميم الأساسي لمدينة الحلة ) , وأن وصول العمل الى هذه النسبة , جاء نتيجة ( المتابعة اليومية المستمرة من قبل الحكومة المحلية ) , وقد توصلنا الى اتفاق مع الجهة المنفذة على أفتتاح المشروع نهاية هذا العام.

المهندس المقيم السيد ( حسن حليم ) قال ان بدء العمل بالمشروع كان في ( 12/10/2010 )! ,أما ممثل الجهة المنفذة السيد ( حازم الجبوري ) فقد أشار الى أن العمل كان توقف لمدة قاربت العام , و(سنحاول !) تسليم المشروع نهاية العام الحالي , قبل أن يعلن أن المجسر تم تصميمه بطريقة ( ضد الزلازل والهزات الأرضية !) .

الآن أمامنا حصيلة لخبر صحفي تتضمن معلومات عن مشروع تقدم مثالاً واقعياً وبشهادة المسؤولين عنه , للتسويق الأعلامي التبشيري والمستهين بعقول المتلقين , التواريخ المعلنة متعارضة مع بعضها بشكل غريب , أضافة الى طرق وأساليب عمل غير كفوءة ولامهنية , وليس أدل على ذلك من أن المشروع تم احالته الى جهات التنفيذ قبل حل ماأسموه ( التعارضات والأستملاكات ) وقبل تغيير ( التصميم الأساسي لمدينة الحلة ) الذي يُفترض ان يُعتمد أولاً وعلى أساسه تتم دراسة الحاجة الى مجسرات , علماً أن في الحلة مجسرين آخرين هما (الطهمازية والثورة) , أضافة الى مُجَسر رابع هو مُجَسر ( الأم ) الذي وضع حجر الأساس له منذ عام ونصف ولم يبدء العمل به الى الآن , لكن المسؤول ( بَشًرنا !) بأن العمل به سيبدء خلال (الأيام القليلة القادمة! ) , وطبعا بعد تذليل الصعوبات التي تعترضه !!.

كل ماورد أعلاه نضعه في جانب حين نفاجئ بتصريح لممثل الشركتين المنفذتين لمجسر نادر , حين أعلن بأن تصميمه هو نقلة نوعية في تصميم المجسرات لأنه ( ضد الزلازل والهزات الأرضية ), ولأن أسماء الشركتين المنفذتين ( الحنان ) و ( أهل الوفاء ) فاننا نشكر حنانهم ونشيد بوفائهم لأنهم ينظرون الى مستقبل الأجيال القادمة التي ستستفيد من مجسر نادر لعدم تأثره بالزلازل والهزات الأرضية , طالما أن جميع المباني الخدمية والأحياء السكنية في بابل كانت قد صممت ضد الهزات الارضية والزلازل بفضل حكومتها المحلية والحكومة الاتحادية اللتان تعملان بانسجام قل مثيله بين مكوناتهما السياسية المتنوعة كماهو الحال في جميع المحافظات منذ عشرة أعوام مضحين بالغالي والنفيس لخدمة العراقيين !! .

اِن المعادلة الحاكمة للعلاقة بين المواطن والمسؤول يُعَضدها التأريخ ولاتُضعِفها الجغرافية , هي صالحة لكل البلدان , هي ( الواجبات والحقوق التي تُنظمها القوانين ) , وهي تَحتملُ الأضافات الخادمة لمضامينها وتُقاوم الأجتهادات الثالمة لأهدافها .
 

free web counter