| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي فهد ياسين

 

 

 

                                                                                 الخميس 28/4/ 2011



جوائز الأبداع العراقي بعيدة عن السياسيين !

علي فهد ياسين

يواصل المبدعون العراقيون حصادهم للجوائز في شتى حقول التنافس داخل العراق وخارجه رغم ماتعرض له الوطن ومازال من أوضاع غير طبيعية منذ ثلاثة عقود ,كانت الحروب ودمارها أحد صورها البشعة والتي تتابعت منذ بداية ثمانينات القرن الماضي بأشكالها المختلفة ومازالت تشكل هاجسا في أذهان الجميع نتيجة لهول ماتعرضت له الحياة بكل تفاصيلها من خراب , وضعف اليقين في طي صفحاتها المرعبة , اذ لازالت الكثير من مخططاتها جاهزة لجولات جديدة كلما أختلف السياسيون على نسب توزيع مكاسبهم.

الأبداع العراقي ليس جديدا ولا طارئا ,بل هو مستند على تاريخ حضاري طويل قدم للبشرية أروع صفحات الأشراق المعرفي في كل المجالات ,ولازالت مقتنياته ولقاه تحتل مساحات مهمة في أشهر متاحف العالم , ولازال نهره متدفقا في صور متواصلة لابناء العراق من الأكاديميين والأدباء والفنانيين وكل المبدعين اللذين يساهمون في تقديم قيمة العراق المشرقة والحقيقية التي تختلف عن الصورة التي يقدمها السياسيون منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة .

الذي يدعو للفخر أكثر هو أن الأبداع العراقي منتج في الظروف غير الطبيعية التي يعمل تحت وطئتها المبدعون العراقيون ,وأقرب الأمثلة على ذلك واقع السينما في العراق بكل جوانبه فقد أغلقت دور العرض السينمائي ولم تتوفر اية مستلزمات متطورة للعمل وأجتاحت البلد موجات من الارهاب الفكري والنفسي أضافة الى ضعف الاهتمام بالمؤسسات التعليمية وخاصة الفنية وضعف الامكانات الخاصة وتخلي الدولة عن دعم العمل الفني بشكل عام والسينمائي بشكل خاص , ورغم كل ذلك تصدر العراقيون (وللسنة الرابعة على التوالي) قائمة جوائز الأبداع السينمائي في مهرجان الخليج , الذي أختتمت فعالياته في العشرين من هذا الشهر دبي , بعد أن حصدوا تسعة جوائز منها وسط أشادة من المختصيين العارفين بالظروف الصعبة التي عمل ويعمل في أجوائها هؤلاء المبدعون .

على الجانب الآخر من المشهد يقف السياسيون الذين لم يرتقوا في أدائهم الى اي من المستويات التي يحتلها مبدعوا العراق , فبدلا من أن يساهموا في بناء الوطن بعد خرابه ,تراهم منشغلين في بناء أمجادهم الشخصية ومصالحهم الذاتية المتقاطعة مع المصلحة العامة وخدمة الشعب الذي أنتخبهم في جولات من التضحيات بأرواح الكثير من أبنائه .

تحية لكل مبدع عراقي يساهم في تعويض العراقيين عن خيبتهم بالسياسيين ويضع بصمة عراقية على خارطة المعارف الانسانية المتجددة .


 

 

free web counter