| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي فهد ياسين

 

 

 

                                                                                 الأثنين 27/5/ 2013



مهندس عراقي يروي الأرض بالماء .. والأرهابيون يلوثونها بالدماء !!

علي فهد ياسين

من بين الكم اليومي لاخبار العراق المفزعة , يأتي الخبر المعادل والموازن للصراع من أجل غدِ أفضل للعراقيين , بجهد وعرق ومثابرة مهندس عراقي ساهم بشكل فاعل في اِنعاش الأهوار , بعد تأسيسه منظمة ( طبيعة العراق ) الخيرية في العام 2004 , ليحصد اليوم جائزة موسسة (غولدمان العالمية ) ممثلا عن قارة آسيا , من بين ستة فائزين يمثلون قارات العالم .

جائزة مؤسسة ( غولدمان العالمية ) , كان أُعلن عنها في العام 1989 في سان فرانسيسكوا في الولايات المتحدة الأمريكية , من قبل الزعيمان البارزان في الأعمال الخيرية السيد ريتشارد غولدمان وزوجته السيدة رودا غولدمان , وهي تدعم جهود الأشخاص الذين يحققون أِ نتصارات تعتبر ( مستحيلة ) على الصعيد البيئي ,ويحرضون عامة الناس عليها لحماية العالم !.

اليوم أعلنت المؤسسة منح جوائزها لستة فرسان يمثلون قارات العالم , وكان فارس قارة آسيا المهندس العراقي (عزام علوش) لنجاحه في اِنعاش مايقرب من نصف مساحة أهوار العراق , وعن قارة أفريقيا فازالجنوب افريقي (جونثال ديل) , لحمايته طبقات الأرض من التكسير في منطقة ( كاروشبة ) الصحراوية , وعن قارة أوربا فاز الايطالي ( روسانو ايركوليني ) لقيامه بحملة وطنية ضد حرق النفايات , وعن استراليا فازت ( اليتا باون ) لنجاحها في ايقاف تدميرغابة جبل موتس المقدس في جزيرة تيمور , وعن أمريكا الشماليا فازت الامريكية ( كمبرلي واسرمان ) لنجاحها في اغلاق اقدم واوسخ معمل للفحم , وعن أمريكا الجنوبية فازت الكولمبية ( نوهرا باديلا ) لقيامها بحملات ناجحة لجمع النفايات .

المهندس العراقي ( عزام علوش ) المولود في الكوت , كان أمضى فترة شبابه في الناصرية حيث عمل والده مهندساً للري , ليغادر الى أمريكا في العام 1978 , ويكمل دراسته الجامعية والمتقدمة فيها , ويحصل على شهادة الدكتوراة من جامعة ( ساذرن ) في كالفورنيا , بعدها خاض غمار العمل في شركة متخصصة في الخدمات الجيلوجية والبيئية , قبل أن يؤسس مع زوجته عالمة الجيلوجيا ( سوزان علوش ) مشروع ( عدن الجديدة ) في العام 1998 , للفت الأنتباه العالمي لكارثة تجفيف الاهوار العراقية .

لقد اختارت مؤسسة ( غولدمان العالمية ) هذا العراقي المجتهد ممثلاً لأكبر قارات العالم , ممثلاً لنصف سكان العالم , وهو وزوجته السانده لجهده الانساني , شرفا الشعب العراقي في أختيارهم الماء نسغاً لاعادة الحياة , ولم يفزعهم الرصاص الاعمى الذي تعرض له مقر منظمتهم في بغداد , واصلوا العمل بعزيمةِ الوفاء لجذورهم النبيلة التي أثمرت , مع جهود المعنيين بأعادة الحياة لاهوار العراق , في تحقيق نصف المناسيب الطبيعية قبل جريمة تجفيف الاهوار , وقد حصدوا وهم يستحقون هذه الجائزة , الانسانية في مدياتها والمعبرة في آفاقها عن قدرة (الفرد!) على التأثير والتحريض والتغيير , أذا كان الهدف نبيلا ولمصلحة الانسان .

اليوم تستحق عائلة هذا العراقي الاصيل منا الشكر والامتنان , ويحق لنا مطالبة السياسيين المتقاطعين على مصالحهم المقارنه بين جهده الشخصي والمجرد , وبين أدائهم الجمعي مدفوع الثمن من خيرات العراق , ونتائج الجهدين المثمر أولهما حياة للناس والمفضي ثانيهما ايغالاً بدماء الناس نتيجة الاعمال الارهابية التي ترتفع وتنخفض مناسيبها بأجنداتهم .


 

free web counter