| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي فهد ياسين

 

 

 

الأحد 22/8/ 2010

 

صرح القيادي س ورد عليه القيادي ص والشعب ينتظر !!!!

علي فهد ياسين
 
تتعرض البلدان للازمات في شتى المجالات فيتصدى لها السياسيون لان ذلك في صلب مهامهم التي على أساسها أنتخبتهم الجماهير كي يحتلوا مواقعهم التي توفر لهم ما لا يتوفر لعموم الناس من امتيازات, وتلك الامتيازات يعرف السياسيون قبل غيرهم انها من المال العام الذي يدفعه الشعب من ثرواته كي تدار دفة المسؤولية باتجاه مصالح الجميع , ودون ذلك يكون الامتياز المتوفر للسياسي عبئا على الشعب وخيانة للامانة الانتخابية التي أوجدته في موقعه الذي لم يحسن أداء مهامه فيه مما يرتب عليه عندها , ان كان وطنيا حقا , أن يتنحى ليفسح مجالا لبديل يستحق موقعه ليخدم ناخبيه .

في العراق لم نألف سلوكا سياسيا كهذا منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عشرينات القرن الماضي ,والاسباب في ذلك معروفة للجميع لاننا لم نشهد طوال تلك العقود ما نستطيع من خلاله محاججة السياسي على سوء أفعاله لاننا لم نكن مساهمين في اختياره فقد استعمرنا من بني جلدتنا بعد أغتيالهم لثورة تموز في شباط الاسود عام 1963 , وتنصيبهم لانفسهم زعماء للتجديد والبناء من أجل غد أفضل للشعب والامة قبل ان نكتشف أنهم يتفوقون على الاستعمار في القتل والدمار بكل الوانه , وحين أفقنا على سقوط الدكتاتورية في نيسان 2003 كان الامل في ترميم النفوس ولملمة الجراح وتعويض الالم هو الحافز على منح الثقة في الانتخابات للسياسيين الجدد لانهم ضحايا الدكتاتورية البغيضة التي لم تستثني طرفا ولا موقعا جغرافيا الا والقت عليه جورها ودمارها ,ولان هؤلاء القادمين من المنافي كانوا يضخون في اعلامهم الامل للشعب في بناء العراق على اسس العدل والمساواة والغد الافضل للجميع ومعهم سياسيو الداخل الذين كانوا يصطلون بنيران العصابة البعثية التي لم توفر أحدا ممن تشك في عدائه لبرامجها المنظمة في تحويل الشعب الى قطيع موالي لاهدافها .

لقد فجعنا منذ سقوط الدكتاتورية الصدامية القذرة والى اليوم ,ورغم كل ما قدمه الشعب من تضحيات تجاوزت الحسابات والتصورات وكل تجارب الشعوب, فجعنا بأستهتار السياسيين الذي أفضى الى أنهار الدم المراق من رقاب العراقيين لسبع سنين خلت كانت الانصال فيها تلمع في الشوارع بمستويات مرتبطة بتصريحات السياسيين وارتباطاتهم الخارجية بعيدا عن مصلحة العراق ,ولم يتعض الساسة الجدد من كل جولات الدم السابقة ولازالوا يستعدون لجولات جديدة يحركون أدواتها حسب أمزجتهم وكأنهم يتبارون في قاعة للالعاب الالكترونية.

بعد ما يقرب من ستة أشهر من الانتخابات الاخيرة التي فضحوا أنفسهم فيها أمام الشعب الذي هو أشجع منهم بكل المقاييس وأمام العالم ,لازالوا بعيدين عن الف باء السياسة التي تستلزم الانضباط الاعلامي كي تتوفر آرضية مناسبة للحوار من أجل عبور الازمة , نجدهم مطلقين العنان لما يسمى بالقياديين وأخرين من الصف الثاني والثالث وربما حتى الصفوف الخلفية من المنضوين تحت اسماء الائتلافات والاحزاب والكتل كي يصرحوا كيفما شاءوا لاجهزة الاعلام التي أغرقت العراقيين بتغطياتها الاعلامية التي تساهم في أغلب الاحيان باثارة الفتن والشقاق , ودون مسؤولية حتى أصبحت التصريحات سيوفا جاهزة للدمار بدلا من أن تلتزم الاطراف السياسية باختيار ناطق اعلامي رسمي يعلن عن تصوراتها ورؤاها بشكل منضبط كي نتفادى هذه الصدامات الاعلامية التي هي احدى أحجار الزاوية في تازيم الوضع وتعقيده .

قد يقول قائل أن ذلك هو أحد أسس الديمقراطية ,لكننا نقول أن لا خير في ديمقراطية لا ينتهي مجرى الدم فيها , وحين يخرج علينا يوميا عشرات ممن تسميهم وسائل الاعلام أنهم قياديون في كذا كتلة أو حزب ويصرحوا بفتاوى سياسية متقاطعة مع أخرين لتنتقل ذات القنوات الى الطرف الاخر لتحفيزه على الرد من أجل مشروعها الاعلامي المسموم ,تكون النتائج مزيدا من الفرقة وحمامات الدم التي يدفع فقراء الشعب فواتيرها لانهم وحدهم المستهدفون أمام الارهاب في خواصر المدن وأطرافها ومواضعها التي يختارها الارهاب بحرية مستفيدا من جولات المغامرات السياسية الفارغة التي اعتادت أطرافها كما يبدو على نشر غسيلها السياسي على حبال مربوطة باعناق العراقيين البسطاء ممن لا يجدوا قوت يومهم الا بالمغامرة بارواحهم المقدمة على أطباق من ذهب لعرابي الارهاب المحركين لادواته بالمال من دول الجوار والمحتل الامريكي الذي يراوح بمكانه ويتلاعب بالمارقين المنضوين تحت لواءه كي يحقق اهدافه بنفس طويل يدمر فيه ما يريد ويبني فيه ما يخدمه للمستقبل.






 

free web counter