| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي فهد ياسين

 

 

 

                                                                                 الأربعاء 21/9/ 2011



الجيش الأمريكي ( يُبخٍر ) حلبجة بخردل صدام !!

علي فهد ياسين

اعلنت بلدية قضاء حلبجة في محافظة السليمانية، في الـ14 أيلول الحالي، عن العثور على صاروخ كيماوي في طائرة سقطت في القضاء بعد قصفه بالأسلحة الكيماوية خلال العام 1988 , و قال قائمقام قضاء حلبجة كوران ادهم في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "القوة الأميركية التي وصلت، صباح اليوم، إلى منطقة باوكوجك في القضاء لمعالجة الصاروخ الكيماوي الذي عثر عليه يوم الأربعاء الماضي، فجرته بعد فشل محاولة إبطال مفعوله",وأضاف ادهم أن "القوة الأميركية طمئنتا بان التفجير لن يلوث هواء المدينة ولايشكل خطرا على السكان".!!!

وكان وزير الصحة في إقليم كردستان العراق طاهر هوراني قال في تصريحات صحافية لعدد من وسائل الاعلام إن الفحوصات المختبرية التي اجرتها وزارة الصحة أكدت احتواء الصاروخ على مادة الخردل الكيماوية.!!!

وأكدت حكومة كردستان العراق، أن المنطقة المحيطة بموقع الصاروخ "منطقة خطر"، وطالبت السكان بإخلائها، تحسباً من احتمال تسرب غازات سامة من الصاروخ، بعد أن سجلت ثمانية إصابات بالتلوث الكيماوي أدخلت إلى المستشفى لتلقي العلاج من أثار ضيق في التنفس وطفح جلدي شديد.!!!

نحن هنا أمام مشاهد ( سينمائية ) , بلدية حلبجة عثرت على هيكل طائرة تحمل صاروخ كيماوي ,مطمورة في موقع أرادت البلدية أن تحوٍله الى متنزه , أجرت وزارة الصحة في حكومة الأقليم فحوصاتها المختبرية على الصاروخ , وأعلنت بعدها حكومة الأقليم أن المنطقة خطرة و(طالبت ! ) السكان بأِخلائها بعد أن سجلت ثمانية أِصابات ضيق بالتنفس وطفح جلدي شديد .

حلبجة دفعت ثمناً باهضاً أمام البعث المجرم , وهي تصطف في مقدمة مدن العراق مع مواقعٍ عراقيةٍ معروفة , تبصق على جبين القتلة من دماء أبنائها ,وهي مدينةٌ لاتحتاج الى تعريف , فقد عُرٍفت بمأساة العراق وهو عٌرٍف بها في دهاليز السياسة وأوجاع الشعوب التي ناضلت ضد الدكتاتورية على خرائط العالم التي رُسمت بدمٍ أحمر في بيتٍ يُعرًف بالأبيض !!, وأنتصرت على القتلة وعادت فيها الحياة كالعنقاء بعد أن هُزِم قتلتها ولاذوا بالحُفَرٍ تحت الأرض وبعواصمٍ عاهرة تُستضافُ ساستها في أربيل لعقد صفقاتٍ نجسة تُقلِقُ راحة الشهداء !!.

الفريق الأمريكي فشل في أِبطال مفعول الصاروخ الكيماوي ! , فجًره ! , وطمئن أبناء حلبجة بأنه لن يلوٍث هواء المدينة ولا يشكل خطراً عليهم !! , وهو بهذا التفصيل الواثق يكون ضارباً عرض الحائط بنتائج فحوصات وزارة الصحة في الأقليم وبيانات حكومة أربيل ,والأخطر في ذلك أن اِعلانه بعدم تأثر المواطنين بعد تفجيره صاروخ كيماوي في طائرة عراقية , يعني أن حشوة صاروخ صدام غير قاتلة !!!, رغم أصابة المواطنين الثمانية حسب تقارير وزارة الصحة في الأقليم , وفي هذا تحديداً يكون الأمريكيون مستخفين بخمسة آلاف ضحية قتلها صدام بصواريخه القذرة التي هي من جنس وفصيلة هذا الصاروخ !!!.

اللُغز الأكثر خطورة هو فشل الفريق الأمريكي في أِبطال مفعول الصاروخ ! , هل فعلاً فشلَ الأمركيون في ذلك ؟ , أم أنهم أرادوا تفجيره بدلاً من أِبطال مفعوله الذي سيترتب عليه نقله الى مكان آخر لمعرفةِ جهة تصنيعه ؟! , فلو كان الفريق الأمريكي عاجزاً عن اِبطال مفعوله , وجب على قياداته أِستدعاء فريق آخر أكثر كفاءةٍ منه للوصول الى حقائق التصنيع التي تخدم الأمريكيين في أتهام صدام بأسلحته الكيميائية !, أم أن ذلك لا يصب في صالحهم لأن صاروخ حلبجة كان قد خرج من مصانع أمريكية أو أوربية بشهادة أمركية ؟!.

ملف صاروخ حلبجة سيأخذ طريقه الى الرفوف ضمن صفقات الظلام التي يعرف رجالاتها مواقع التوقيع عليها دون أن يحتاجوا الكهرباء الوطنية الخاذلة للفقراء , وسيعلوه الغبار السياسي المشحون بالرذيلة , وسيبقى مواطنو حلبجة متكفلين بعلاج آلامهم كما هم مواطنو مدن العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه , حتى ساعة قيامتهم التي يسقون بها الأراذر طعم الهوان !!!





 

free web counter