| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي فهد ياسين

 

 

 

                                                                                 الثلاثاء 1/1/ 2013



السياسيون يفسدون على الشعب بهجة العام الجديد

علي فهد ياسين

عمًت مظاهر الفرح أرجاء المعمورة إستقبالا للعام الجديد, وكان الطابع الغالب عليها كما في كل عام, المشاركات الواسعة لجموع المحتفلين في مواقع رمزية في العواصم والمدن الرئيسية وهي تحتفل بحلقات الرقص والغناء تحت الأضواء المبهرة للالعاب النارية, المصممة من قبل أسماء مشهورة على مستوى العالم, في تسابق لإضفاء البهجة والتمييز لكل عاصمة, وقد فرض إختلاف التوقيت تتابع العروض المنقولة على شاشات التلفاز, بدءاً من نيوزلندا وإنتهاءا بالغرب الأمريكي.

خلال الاستعداد لهذه الاحتفالات, ترفع مظاهر الزينة في مواقع داخل المدن قبل أسابيع من نهاية العام, فيما تطرح الاسواق الجديد والمناسب من الهدايا والمستلزمات المطلوبة للمناسبة, باسعار جديدة يفرضها التنافس على رغبات المستهلكين, فيما يتقدم السياسيون لشعوبهم بخظاباتِ خاصة بالمناسبة كباقات الورد لكنها لاتخلوا من أشواك السياسة, في منهجِ معتاد من المكاشفة بينهم وبين الشعب, تستعرض الإنجازات وتؤشر على الإخفاقات وتستدعي أساليب العمل المشترك بين الحكومات والشعب لمشاريع البرامج للعام الجديد.

في المشهد العراقي وبعد مرور عقد ِ على إسقاط الدكتاتورية, لازالت الأزمات السياسية تتوالد ( بحيوية !) وكأنها هي المنهج المعتمد خلافاً لقوانين السياسة وآلياتها, وإذا كانت أزمات السنوات السابقة مصممة كي تبقى تحت السيطرة, فان أزمات العام الماضي فقدت الكثير من (مزايا !) التصاميم السابقة وبات بعضها مرشحاً للخروج عن سيطرة الفرقاء وعرابيهم وستكون سبباً مباشراً لعودة الفوضى والدماء من جديد وتكون أثمانها مضاعفة على كاهل الشعب.

هكذا يستقبل العراقيون العام الجديد وهم يعيشون نتائج الاداء السياسي الهزيل لساستهم المنتخبين لمرات متكرره والملطخة سيرهم بالفضائح والفساد بأنواعه.

أن الازمات الجديدة التي يديرها السياسيون, كشفت هشاشة البرامج الانتخابية التي إعتمدت في الانتخابات, وأسقطت براقع سياسة المحاصصة البغيضة, وأعادت الكتل السياسية الى خنادقها القومية والطائفية التي دمرت البلاد وأراقت دماء الأبرياء خلال سنوات المواجهات الطائفية التي تحمًل الشعب أعبائها وجنى السياسيون ثمارها أرصدةً ومناصب لايستحقها أغلبهم لو كانت الاوضاع طبيعية وشغلت الكفاءات الوطنية مراكز القرار المسؤول عن التخطيط والتنفيذ في مواقع البناء والاعمار.

لقد أعاد السياسيون عقارب الزمن الى الوراء, غير مبالين بتضحيات الشعب خلال خمسة عقود سابقة , ولم يلمس الشعب جديداً يستحق المقارنة بين إدعاءاتهم والواقع الذي يعيشه, بالرغم من الامكانات الاقتصادية الكبيرة التي توفرت خلال العشرة أعوام المنصرمة, وعلى هذا كانت الأعوام تتوالى دون أن يستحق أحدها صفة العام الجديد, لأن الجديد هو المختلف عن سابقه في حصول المواطن على الخدمات والأمن وفرص العمل وسيادة القانون.

لقد شارك العراقيون في انتخاباتِ متتالية أفرزت مجاميع متناحرة في المناهج ومتوافقة على المكاسب, وهم يستعدون للانتخابات القادمة في نيسان القادم بنفس أساليب التضليل السابقة و بسيناريوهات متجددة تتغذى على الأزمات الرافعة لمناسيبهم الانتخابية.

أن المصلحة الوطنية تتطلب أستبعاد الفاسدين من خلال المشاركة الواسعة في الانتخابات القادمة , فمن إنتخبهم سابقاً لابد أنه أسف على ذلك ومطلوب منه خياراً جديداً لائقاً بطموحاته, ومن لم ينتخبهم وسرق قانون الانتخاب السابق صوته مطلوب منه تأكيد خياره السابق لأن القانون الجديد يضمن ذلك, أما من لم يشارك في الانتخابات السابقة تحت اي مبرر فعليه العدول عن عزوفه والمشاركة, لأنه ساهم في الدورات السابقة ضمناً في وصول هؤلاء دون غيرهم ممن هم الأجدر لتمثيله في مؤسسات الدولة , من أجل غدِ أفضل يكون فيه للبهجة مكاناً في حياة العراقيين بعد سنوات طويلة أجتهد السياسيون على إفسادها على الشعب والتمتع بها منفردين .

free web counter