| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي فهد ياسين

 

 

 

                                                                                 الأحد 15/5/ 2011



جمعة الجواهري في ساحة التحرير !

علي فهد ياسين

في بيان لنخبة من المبدعين العراقيين على موقع الحوار المتمدن موجه للرئاسات الثلاث في العراق ووزير الثقافة تحت عنوان ( نداء لوقف هدم دار الجواهري ) أُطلق أمس , ناشدوا فيه أصحاب القراراتخاذ الأجراءات اللازمة لايقاف بيع البيت والمباشرة بتحويله الى متحف يليق بتاريخ الشاعر والعراق أُسوة ً بماهو حاصل في بلدان العالم التي تفتخربالاستثنائيين من أبنائها على مر العصور .

النداء لازال يستقطب الموقعين من العراقيين والعرب من داخل العراق وخارجه , وهو لحد كتابة هذا المقال يقترب من ثلاث مائة موُقٍع وسيرتفع العدد الى بضع مئات أو آلاف من المتابعين لهذا الحدث عبر الانترنت والصحافة المقروءة , وسوف يلف الحدث مالف غيره من من نسيان نتيجة لأحداث جسام تحيق بالعراقيين وتترصدهم يوميا دون أجراءات من حكومتهم المنتخبة !.

نحن هنا لانحتاج الى التعريف بشخص الجواهري ومنجزه الابداعي فهو غنيُ عن التعريف ,لكننا ملزمون بالتعريف بمواقف الاطراف المساهمة بهذه ( المصيبة ! ) التي تشغلنا الآن وهم الحكومة والورثة , الحكومة لانها مفوًضة من الشعب في رعاية وحماية تاريخه و تراثه بكل مصنفاته , والورثة الملزمون أمام أنفسهم وتاريخ الجواهري وشعبهم بالوفاء لقامة كانت ولازالت وستبقى هي الواهبة لهم وللكثيرين غيرهم من شرف الانتماء لفنارٍ لاتنطفئ أنواره.

فأما الحكومة , نحن نعرفُ أن ما تنتجه من فساد ليس أقلٌه هدم بيت الجواهري ! , لكننا نتوجًه الى الورثة الذين سمحوا لأنفسهم بالتفريط بهذا البيت الكريم لسبب واه كانت قد أعلنته السيدة خيال الجواهري كريمة شاعرنا الكبير حين صرحت لموقع الجزيرة نت ! ( أن الورثة مضطرين لبيع البيت للضائقة المالية التي يمرون بها )! وكأن ورثة الشاعر محسوبين على النسبة التي أعلنتها الأمم المتحدة لجموع العراقيين الذين يعيشون دون خط الفقر !.

الآن الحكومة والورثة في صف والجواهري والشعب في صف آخر , فهل يتخلى الشعب عن الجواهري لصالح فساد الحكومة ورغبات الورثة التي تقايض ثراء المجد بثروة الورق ؟

من هنا ندعو الى جمعة الجواهري في ساحة التحرير , لان نداءات العراقيين الموجهة الى مربع السلطة ( الرئاسات ووزير الثقافة ) , مع كامل احترامنا لجهد القائمين عليها , لن تجدي نفعا في حماية العلاقة بين الجواهري والشعب ,ممثلةً هذه المرة بالحفاظ على بيته , لسبب بسيط هو أن أطراف الهدم سيتمسكون ب ( بالقانون ! ) الذي يجيز للورثة التصرف بممتلكاتهم ! بغض النظر عن القيمة المعنوية للممتلكات التي هي هنا واحده من مدارس القيم العراقية الاصيلة التي يمثلها الجواهري الكبير , متناسين كل خروقاتهم للقوانين التي تكاد تطبع سلوكهم اليومي على طول البلاد وعرضها .

ان الدعوة لتخصيص جمعة ( لحماية بيت الجواهري ) ليس من باب فرض الراي على المتظاهرين في ساحة التحرير , بقدر ماهو الأجراء الأكثر واقعية لتحقيق ما نطالب به , لاننا على يقين بأن ملايين التواقيع لن تكون بمستوى تأثير المشاركة الحية من العراقيين في بغداد وكافة مدن العراق , لدفع الحكومة باتجاه تحويل البيت , وبيوت المبدعين الافذاذ من العراقيين , الى بؤر اشعاع للأجيال وما أحوجنا الى ذلك في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ العراق .

 

 

free web counter