| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي فهد ياسين

 

 

 

                                                                                  الأثنين 14/2/ 2011



خرافة عدم الانحياز !!!!

علي فهد ياسين

أثقلونا قادة التغيير قبل خمسة عقود بمفهوم عدم الانحياز الذي أنعش فينا الامل في بناء أوطاننا بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها بسقوط الفاشية التي أشعلتها للسيطرة على العالم وأنكفأت أحلامها أمام أرادة الشعوب الطامحة لحياة جديدة سدت منافذ التسلط النازي بملايين الشهداء المدافعين عن حياة كريمة لشعوبهم ضد الاستعباد والتمايز بين الاعراق الذي تبنته جحافل هتلر التي أنهارت أمام دفاعات الجيش الاحمر الذي لاحقها الى برلين في واقعة لاينكرها أعتى أعداء الشعوب في منظومة الاستحواذ على التاريخ التي تقودها أمريكا منذ عقدين في أداء سياسي و أقتصادي هزيل أصبحت نتائجه كارثية على البشرية جمعاء .

في غمرة أفراح الشعوب بثوراتها التحررية التي كانت هي الامل في حياة كريمة بعد عقود من الالم والجوع والمرض وفي نشوة الشعوب بقادتها المدعين أنحيازهم للاوطان التي أنجبتهم بطون أمهاتهم فيها وأوصتهم الاخلاص الى منابعهم الدافقه بالامل لغد مشرق تأسيسا على ثرواتها الثرة ومواقعها الجغرافية التي تتحكم في فلك الاقتصاد العالمي التي هي قطعا شريان الحياة وداينمو حركتها الاقتصادية ظهر علينا القادة الجماهيريون ببدعة عدم الانحياز التي تبنوها وهم أعرف بأن الحياة تفرض الانحياز ولا تحييده !!!! أذ كيف تكون محايدا أمام عدوك وكيف تكون محايدا أمام صديقك !!!!.

لقد فعلوها بعيدا عن التفسير وكان فرسانها الاوائل جواهر لال نهرو وجوزيف بروز تيتو وجمال عبد الناصر ولقد حازت في وقتها على أعجاب شعوبهم المبهورة بهم والشعوب الاخرى التي أنظم قادتها الى ذلك التكوين الذي طغت أنواره على كل ساحات السياسة العالمية ليكون كما روج له فضاءا للتوازن بين القوتين المتنازعتين على قيادة العالم والمتصارعتين على الاستحواذ عليه ضمنا في معادلة ساذجة كلفت البشرية أقسى وأكبر خساراتها منذ نشأتها دون أن يرف جفنا لاحد في المعسكرين الذين خسرا الرهان بدلالة حجم المأسي والازمات الناتجة عن صراعهم طوال ستة عقود .

الان وقد قذف بتجربة عدم الانحياز الى الخلف ولم يعد أحدا يتجرأ بالحديث عنها من حق الشعوب أن تتساءل عن الاسباب الحقيقية وراء تبنيها ومسؤولية الترويج لها وصعود نجمها وظروف أنحسارها ونتائجها على شعوبنا التي لازالت تغوص في أوحال نظريات قادتها ونتائج أجتهاداتهم التي لم تجدي نفعا ومسؤولياتهم في كل الدمارالذي لحق بشعوبهم طوال تلك العقود بعد أن بدءت الاشارات تفصح عن الكثير من المخفي تحت طاولات السياسة غير المقدسة التي تتوزع أنشطتها بين عاليها وسافلها لتطيح بسمعة قادة كانوا الى وقت قريب يحلقون كالانبياء في عقول مناصريهم !!!!

لاشك أن البعض ممن يقود شعوبنا الان لازال يحلم بالوصول الى جماهيرية من سبقوه لانه كان ضمن مناصريهم او مخالفيهم لكنه لاينكر أنهم كانوا مبهرين بأسمائهم وسطوتهم التي يحلم بها الان لكنه وهو يسعى لتحقيق أحلامه في أن يكون لامعا كما كانوا عليه أن يعلم أن للحياة دواليبها ويومنا فيها لايمكن أن يكون مستنسخا عن أيامنا التي أشبعنا فيها القادة السابقين ضيما وقهرا ومأسي وعليه الان أن يكون منحازا لشعبه الذي عانى الامرين من خطابات القادة السابقين التي دعته للصبر والعمل والتضحية من أجلهم وليس من أجل الوطن وأن لايؤمن أبدا بمايسمى بعدم الانحياز بل لابد أن يكون منحازا لشعبه ومصلحة وطنه قبل أن يكون منحازا لحزبه ومنافعه الشخصية .

 

free web counter