| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي فهد ياسين

 

 

 

                                                                                 الأحد 11/9/ 2011



كٌتلة حسن العلوي ( بيضاء!) ..أِنما الأعمال بالألوان !!

علي فهد ياسين

لم يكن أمراً مفاجئاً , ما أعلنته عالية نصيف احدى عضوات كتلة حسن العلوي المنشقة عن القائمة العراقية في تصريحها اليوم بتحول الكتلة الى معارضة في البرلمان , فقد أعتاد العراقيون على غرائب وعجائب السياسيين التي أفضت الى كل هذا الخراب الذي يعيشون تفاصيلة يومياً , ولم يعد اي تصريح سياسي على الساحة العراقية يوفر ادنى مستوىً من الثقة اللازمة للاطمئنان لنتائجه سلبية ً كانت أم ايجابية, بعد فوضى التصريحات غير المنضبطة التي تزخر بها وسائل الأعلام عراقيةً كانت أم أجنبية طوال السنوات الماضية ,وكأن الديمقراطية تعني التحرر من مسؤولية الكلمة والموقف !.

جاء التصريح هكذا:
قالت المتحدثة باسم الكتلة عالية نصيف لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز)، إن "الكتلة العراقية البيضاء كانت في السابق ممثلة في السلطة التنفيذية من خلال وزيرها جمال البطيخ الذي ألغيت وزارته وفقا للترشيق الحكومي"، مبينة أنها "تحولت رسميا إلى كتلة معارضة سياسية وحيدة في مجلس النواب".
اِنتهى الأقتباس

كتلة حسن العلوي ( البيضاء ) توافقت مع الأداء السياسي الهش منذُ عام ونصف رغم جميع علله وأمراضه وما أفرزه من خرابٍ وتقاطعات عرقلت البناء الدستوري والأقتصادي المفترض انه يخدم الشعب ويخفف من معاناته المستمرة منذُ عقود , واليوم تطلع علينا هذه الكتلة ( لتؤكد بياضها !) بلونٍ جديد يهمها فيه أن تدعي أنها أول كتلة للمعارضة داخل البرلمان , بعد دعواتٍ ومناشداتٍ من اطراف كثيرة خارج الحكومة كانت ولا زالت تدعو لتقويم العملية السياسية من خلال فض ما يسمى ( بحكومة الشراكة ) التي تحولت الى حكومةٍ مواجهه للشعب وليست خادمة له , وبناء منهجية سياسية تعتمد فريقاً للحكومة يؤدي سياساتها وفريقاً للمعارضة يراقب الأداء خدمةً للشعب الذي انتخب الفريق السياسي الذي يجب ان يكون عمله في الحكومة والمعارضة منصباً على أحترام الدستور وتنفيذ القوانين التي تقترحها الحكومة ويصادق عليها البرلمان , لا أن تكون الكتل وتحالفاتها خادمة لمصالح أفرادها وأحزابها خارج القانون .!

ما أعلنته الكتلة البيضاء اليوم على لسان عضوتها عالية نصيف يتضمن السبب الرئيسي لتحولها الى كتلة معارضة ,وهو خروج عضو الكتلة جمال البطيخ من الوزارة بعد المصادقة على قرار ترشيق الحكومة ,اي أن ( بياض الكتلة ) سقط في أول أختبارٍ كانت نتائجه في غير مصالحها الذاتية وليس مصالح الشعب ,وتكون بذلك كتلة حسن العلوي معلنة ( لسعرها ) في الحكومة وهو منافع وزير ! , أي أن الحكومة تستطيع تغيير لون الكتلة أِن هي أعادت الوزير لتعود (بيضاء) في صف الحكومة بدلاً من لونها الجديد الذي تقول أنه في خدمةً الشعب !.

أمام هذا ( التسعير !) الجديد لذمم السياسيين , يكون العراق في مرحلةٍ جديدة عنوانها العمل عالمكشوف في مفاوضات المنافع والمصالح , وتكون فيها قطرة ( الحياء السياسي !) التي يدعيها البعض ,مشكوكٌ في نقائها , فشتان بين من تعرق جبهته من أجل أبناء شعبه وبين من يصعُ طاقمه الخاص ( بمكياجه ) قطرةً صناعيةً على جبينه تجف بعد أن تُطفئ أنوار التصوير .!


 

 

 

free web counter