| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي فهد ياسين

 

 

 

                                                                                 الثلاثاء 10/5/ 2011



شكرا للسيد الرئيس .. الذي يرافقنا من المهد الى اللحد !!

علي فهد ياسين

كشفت ثورات العرب التي تجتاح المنطقة منذ شهورالكثير من عورات الأنظمة المتسلطة على رقاب الشعوب منذ عقود , لعل أكثرها مأساوية وفداحة هي جرائم القتل المنظم للمعارضين بمختلف الوسائل التي لا تقرها القوانين المنظمة للعلاقة بين السلطة والشعب تحت أي ظرف بما فيها ظروف الحروب .

ان منظومة التسلط المعتمدة في أدارة شؤون البلاد والعباد تستند في فلسفتها على تمييز الرئيس في كل شيئ ! مما يوفر له القبول من شعبه ليقوده الى بر الأمان الذي ينتظره منذ عقود , والذي أكتشف أخيرا أن بوصلة الرئيس تؤشر باتجاه معاكس يخدمه مع جوقته التي توفر له أكبر قدر من الحماية للبقاء أطول زمن في السلطة .

ومن أجل أن يبقى الرئيس حاضرا في ذهن المواطن كانت صور سيادته منتشرة في كل مكان وبأشكال وألوان تتناسب مع ذوقه وبأزياء تشير الى التزام سيادته بوظائفه التي لا تعد ولا تحصى ! , لكن ما يوحدها نظرة سيادته الثاقبة لمكنونات المواطن ونواياه ! فعيون الرئيس ليست اية عيون وهي أحدى وسائله في معرفة ما يفكر به المواطن أختصارا للوقت وتلافيا لتدهور العلاقة بين السلطة والشعب !

لقد كشف اعلام الدكتاتوريات العربية هزالته وضعفه في الاحداث الجارية في المنطقة ,رغم ضخامة التخصيصات التي يعتمدها من ميزانية الدولة , للحد الذي بات فيه مساهما في تدهورالاوضاع بدلا من تهدئتها ! وهو بذلك أصبح عبئا على نظامه وليس مسوقا له .

ولعل أفضل مثالا على ذلك ما يقدمه الاعلام السوري هذه الأيام من صور فاضحة لمنهجه البائس حين يعرض مشاهدا من تشييع ضحايا الأجهزة الأمنية الى المقابر مترافقة مع صور الرئيس ليكون شاهدا على الدفن بعد أن كان شاهدا على أستصدار بيانات الولادة في دوائر الصحة لان صور سيادته تتصدر كل مكتب حكومي في طول البلاد وعرضها !!.

وزيادة في المأساة ومن أجل أن يكمل الأعلام دوره المرسوم في دعم الرئيس , يكون لزاما على عوائل المقتولين أظهار سعادتهم بفقدان أبنائهم من أجل الوطن الذي يقوده سيادته , في سادية مقززه لا يجيد فصولها ألا قتلة من طراز توفره الانظمة الدكتاتورية التي أبتلت الشعوب بها والتي تسعى لاسقاطها الان .

فمن يعفي الرئيس (أي رئيس) من مسؤوليته في اراقة دماء شعبه ؟ وهل ينتظر منا سيادته أن نقول له شكرا لانه يرافقنا من المهد الى اللحد ؟.

 

 

free web counter