د. عدنان الظاهر
الثلاثاء 29 /5/ 2006
رويدك يا هذا / توضيح لسوء فهم
عدنان الظاهر
كتب أحد [ الأخوان ] ونشر هذا اليوم في موقع ( صوت العراق ) مقالة يحاجج فيها (( البعض )) ممن حاول توضيح بعض الإلتباسات الخاصة بالشاعر السيد سعدي يوسف ... أعني الفروق الهائلة بين وضعه الحالي وسلوكه وبين وضع ومسلك الشاعر عزرا باوند الذي خدم موسوليني ونظام حكمه الفاشي زمن الحرب العالمية الثانية وربما قبلها . كتبت أنا حول هذا الموضوع ونشرتُ صباح هذا اليوم ما كتبت في موقع صوت العراق . من حق هذا [ الأخ ] أن يناقش ويرد ويحاجج ولكنْ ، أن يخلط الماش بالعدس فذلك أمر مرفوض أو يصعب قبوله . لقد خصني هذا [ الأخ ] بفقرة كاملة من مقالته آنفة الذكر . تناول فيها ما كتبتُ وما نشرتُ حول مؤتمر عمان بدون روية ولا إنصاف بل ، وبسوء فهم ولا أقول سوء قصد . يعلم الجميع أني كتبت أربع مقالات حول مؤتمر عمان وأسميته { مؤامرة عمان } . وجهتُ في مقالي الثالث نداءً للمثقفين العراقيين / سيداتٍ وسادة رجوتهم فيه مناقشة ثلاثة أمور حول مؤامرة عمان .
1 ــ إختيار رئيس المجلس الثقافي العراقي وهل هو الشخص المناسب لرئاسة هذا المجلس ؟
2 ــ الأسس والحيثيات التي تمت بموجبها عملية توجيه الدعوات للسادة للمشاركة في أعمال المؤتمر . ذكرتُ في هذه الفقرة أسماء عدد قليل من بين مَن أعرف من شباب المبدعبن والمبدعات قصاصين وروائيين وشواعر وشعراء ، وكان من بينهم إسم شاعرة شابة من العراق تبين َّ فيما بعد أنها كانت هناك معهم في عمان ... وقد نبهني على الفور أحد الإخوان مشكوراً . يا أخانا العزيز : وقعتُ في هذا الخطأ الوحيد لأنني ــ وشأني كشأنك وشأن الأكثرية من المثقفين العراقيين ــ لا أعرف أسماء الذين دُعوا وحضروا المؤتمر الذي دعوته مؤتمر إبراهيم ــ شمالي . كذلك لا أحد يعرف أسماء الذين إعتذروا أو رفضوا الحضور . ولولا مقالة الدكتور كامل الشطري الرائعة لما كنتُ عرفت أنَّ 127 عضواً من أعضاء مؤتمر عمان لم يصوتوا أو قاطعوا جلسة التصويت أصلاً ... وأن الذين صوتوا هم 102 شخصاً فقط ... ما معنى هذا ؟ معناه أن التصويت غير قانوني ويفتقر إلى الشرعية لأن َّ النصاب المطلوب لم يكن مكتملاً ... أي أنَّ الرئيس والأمين العام وأعضاء الهيئة التنفيذية لا يمتلكون الغطاء القانوني ... أي عليهم أن يتخلوا عن المسؤليات والمناصب التي جاءتهم في عملية تشابه إلى حد كبير عملية ولادة سِفاح !! المهم ، تساءلت وما كنت الوحيد الذي تساءل ، عن الكيفية التي تمت وفقها عملية توجيه الدعوات والأسس التي إعتمدتها اللجنة التحضيرية في إختيار المدعوين .
كما أفاد الأخ الدكتور كامل الشطري أن عدداً كبيراً من المدعوين بقيت أسماؤهم طي الكتمان ... لا أحدَ يعرف مّن هم ؟ أليس من حقك وحقي أن نتساءل وأن نلحف في السؤال عن الأسس التي إعتمدها أعضاء اللجنة التحضيرية في إختيار المدعوين لحضور المؤتمر ؟ أليس من حقي وحقك أن نستفسر عن سبب غياب العديد من شباب المبدعين والمبدعات خارج وداخل العراق ؟ ولقد عددتُ بعض أسماء مّن أعرف دفاعاً عن حقهم لا عن حقي ... كما إشتط بك الخيال عزيزي فقلت عني (( ... وكان من الواضح جداً فهم مغزى الإنزعاج في نهاية الأمر : لكون " الأخ " لم يُدعَ إلى الحضور !! وإذا دُعي فلا عتاب ولا ملام ، أليس هذا السلوك ضرب ٌ من الإزدواجية المزمنة ؟؟! )) . هذا ما خصّني به مشكوراً هذا [[ الأخ ]] . كيف عرفتَ عزيزي أني منزعج ٌ لأنني لم أُدع َ لحضور إجتماع عمان وإني أنهج نهجاً مزدوجاً مزمناً ؟ واضح جداً أنك لا تعرفني ولا تعرف تأريخي ... وإلا لما ورطت نفسك بهذه الورطة الكبيرة ولما إتهمتني بهذه التهم الشنيعة : الإزدواجية المزمنة + وإذا دُعي فلا عتاب ولا ملام . كيف سوّلت لك نفسك أن توجه هذه الإتـهامات لرجل مثلي لا تعرفه ولا يعرفك ؟ كيف ستدّعي لاحقاً أنك موضوعي فيما تكتب وتنشر على الملأ ؟ أقول لك عزيزي أني في واحدة من مقالاتي الأربع ذات العلاقة بمؤتمر عمان قلت وبالحرف الواحد ((( إني زاهد ٌ في هذه المؤتمرات والتجمعات والندوات والمنظمات ولا رغبة لي في حضورها وإني غسلتُ يدي من العراق وما فيه ومّن فيه ))) !! إني إعتزلت الحياة مذ أن ْ غادرت وعائلتي العراق في التاسع من شهر تموز عام 1978 ... لم أساهم ولم أشارك ولم أُبد ِ أية رغبة في أيما فعالية جماعية لا سياسية ولا ثقافية ولا غيرهما . واني زاهدُ زاهدٌ في الحياة نفسها ، زاهدٌ لكني لست درويشاً ولا متصوفاً ... مستقلاً لكني لست محايداً بين الخير والشر . آرائي ومواقفي منشورة في كتبي وفي العديد من المواقع وبعض الصحف والمجلات وبعض وسائل الإعلام الأخرى .
3 ــ نأينا كثيراً عن الفقرة الثالثة التي رجوت فيها إخوتي وأخواتي من المثقفين العراقيين الإطلاع عليها وإبداء الرأي فيها . أعني موقف مجلس الثقافة العراقي من مسألة إنهاء الإحتلال .
يتضح من هذا الرد على [[ الأخ ]] الذي أعطى نفسه حق تصنيف وتوصيف العراقيين حسب رؤية ضيقة خاصة به أني لم أركز على موضوعة واحدة هي (( ... أني منزعج من طبيعة الدعوات الموجهة لفلان بدلاً من العلاّن أو لفلانة بدلاً من علانة )) . ثم (( ... لكون " الأخ " لم يُدعَ إلى الحضور )) . أراك بائساً في مقالتك هذه أيها السيد ، مجانفاً للحقيقة وقصير النظر .
هل قرأتَ رسالتي التي وجهتها إلى السيد أياد علاوي ؟ هل قرأتها جيداً ؟ أفلمْ أحمله مسؤولية مهزلة مهرجان عمان هو وقائمته العراقية وأسميت ما وقع في عمان خلال الفترة ( 14 ــ 16 مايس ) مؤامرة شقت صفوف المثقفين العراقيين ؟ أفلم أعترض وبالصوت العالي لا على الكيفية التي تمت بموجبها عملية توجيه الدعوات وإختيار المدعوين حسب ُ ... ولكن إعترضتُ على إختيار الأمين العام ورئيس المجلس ؟ ما تفسيرك لقولي المنشور أن َّ ما حصل في عمان هو مؤامرة تخريبية وعمل إنشقاقي ؟ هل تفهم من هذا القول أني كنتُ راغباً في المشاركة فيه ؟ أفلم ْ أوجه العتب إلى من حضر من الأخوة الأكاديميين والصحافيين المرموقين كيف وافقوا أو زكوا ترشيح الأمين العام ورئيس المجلس ؟ أفلم ْ أنتقد زعماء إتحاد الأدباء العراقيين نقداً حاداً لاذعا ً لأنهم إرتضوا شخصاً نصف أمي لا يمت بأيما صلة للأدب والصحافة ... إرتضوه رئيسا ً لمجلس الثقافة ؟
إتقِ اللهَ يا رجل وحاول أن تعرف كيف تتعامل مع مّن تود التعامل معه أو توجيه خطاب له . أنصحك وأنتَ أخي ، و رغم كل شئ تبقى أخاً ، أن تقرأ جيداً ما يكتب غيرك ... تقرأ جيداً وتتفهم ما تقرأ جيداً ثم تكتب ما تكتب ... لئلا تشرّق وتغرّب وتوزع تهماً باطلة ً لا من مصداقية لها أبداً من قبيل ما وجهتَ لي مشكوراً : الإزدواجية ثم الرغبة في حضور مؤتمر عمان !!
28.05.2007