|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت 28/4/ 2012                                 د. عدنان الظاهر                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

سياحات عشوائية

د. عدنان الظاهر

1 ـ تحليقٌ خاطئ

الرجعةُ سِيّانِ

حلّقتُ وإيّاها تحليقَ جناحٍ مبتورِ

قالتْ سأُحلِّقُ وحدي بين القُربِ وبين البُعْدِ

البعدُ غيابُ مكانِ الترتيبِ الآتي ضدّاً في الضدِّ

نجمٌ يهوي في القُطبِ الأسفلِ والقطبِ الأعلى

الوضعُ يُخالفني أصلا

تيّاراً سيّارا

مرئيّاً جزئيّاً ـ لا مرئيّا

يتقلّدُ دَرْباً أُفقيّا

أيّاً ما كانتْ أنوارُ عُبورِ شراراتِ خطوطِ الإنذارِ

مهما كانتْ رشقاتُ الطلّقِ الناري

البعدُ يُقّربُني منّي آناً آنا

شاءتْ أم لا أطواري

موجاتُ التصويبِ تُخالفُ طبعَ معادنِ أجراسي

في بابِ الرحمةِ سقّاطٌ لقّاطٌ منّاعٌ للخير

وسواسُ وساطةِ جبّارٍ ذي بأسِ

مُلتبسٍ يترصّدُ في بوّاباتِ التدليسِ :

دربُ الصدِّ عسيرُ

" فيتو " .. قالَ البوّابُ

لا تبحثْ عنها !
 

2 ـ نوروز

هيئةُ إنسانٍ مُثلى

قدّمَ للحَيرةِ أوزانا

في رأسِ القامةِ مِتراسُ مليكةِ عرشِ النورِ

نوروزُ ذكورةُ مخدعها

ما بين الفرثِ وبين الشهدِ

أعيادُ التصعيدِ الأقدمِ والأعلى

عادتْ في العودةِ شانُ

يتدّرجُ عاماً عاما

حالاً في حالٍ كالآنِ

قَمرٌ في الصمتِ الدوني والعالي

صرخةُ مِطرقةٍ معدنها آذارٌ جيفارُ .
 

3 ـ ليلةُ باريسية في براغ

قرّبتُ وسامَتها مني تقريبا

 جَسَداً في كأسِ النشوةِ مشطوباً ـ مكتوباً شمّا :

ديباجةَ مشروبٍ قوقاسي

[ لا أهلاً بكَ سرْقوزي ]

تأتي باريسَ ولا يأتي ميرابو ؟

الجو غرامٌ رومنسي

وترٌ يعزفهُ قيثارُ

الحبُّ العذريُّ وسيلتُها للغدرِ

بغدادُ تُشاركُ في الطقسِ المتمددِ بُعْداً ميتافيزيقيَا

البهجةُ ما زالتْ فيها تتشبّثُ عَرْضاً طولا

وجهاً سَمْحاً وقواماً مفتولا مصقولاً مختوما

بغدادُ تُشاركُ أجواءَ الطاعنِ إفراطاً في السُكرِ

شفتاها أقواسُ مواكبِ ساحاتٍ للنصرِ

تعبرها فوقَ صليبٍ محمولٍ مكسورا

ألثُمُها تقبيلَ زُجاجةِ خمرةِ فنِ التجنيسِ

أدخُلها جسداً مدخولاً منخولا

طاووسَ عصابةِ فكِّ الأختامِ المُلسِ

من بابٍ مطموغٍ بالشمعِ لبابٍ تَرَكتهُ مفتوحا
 

4 ـ النجمُ هوى

لا حبٌّ سريٌّ يُخفى جَهرا

العاشقُ أحْوَلُ مختلُّ شروطِ الرؤيا

يتشكّلُ في مركزِ مرآةِ أبيهِ كمّا ـ نوعا

الحبُّ رحاةٌ تطحَنهُ طَحْنا

 مِقبضُها يتغيّرُ تلقائيّا 

يَبعُدُ في الدورةِ يدنو ينأى

ويلٌ للطاحنِ مغلوبا

يتسَرّبُ من ثُقبٍ في الدنيا تسريبا

يحكي الأسودَ في ظُلمةِ ليلتهِ كُحلا

يا قاضيَ حاجاتي مَهلا

أصطادُ الصفْقَةَ قافلةً بعدَ الأخرى

لا تُسرفْ في المدِّ وفي العدِّ صعوداً عكسيّا

دربُ الآلامِ طويلُ

صِفرٌ في العُملةِ منقوشُ

عاهَدَني كيلاً ما أوفى

خانَ وأتلفَ أوراقي حِبراً مغسولا

طبُّ الأيامِ ثقيلُ

أتقطّعُ فيها إربْاً أوصالاً إرْبا

جرّبتُ عُقارَ صناعةِ أقواسٍ للنصرِ

مرّرتُ أصابعَ صوتي في سُلّمِ خلطِ الأوتارِ

أبحثُ عن بُرجٍ للمِعزى والعقربِ والعُزّى

طالتْ طُرُقاتُ مشيئةِ أقدامي في نقشِ الأثارِ  

مالتْ أبراجي .
 

5 ـ  تمرّد

لا منكمْ ..

البعضُ يُناقضُ بعضَ الكُلِّ مرايا سودا

اليمُّ نهايةُ خطِّ أنابيبِ الضخِّ العالي ميلاً ميلا

قاماتِ خطوطٍ تتوازى طولاً حظّا

جرّبتُ تقاطعَ موجاتي فيها

زَبَدٌ في البحرِ ونورُ فنارِ مصدورٍ دوّارِ

النورسُ في الساحلِ بوليسٌ سرّيُّ

لا منكمْ .. عفواً .. لا فيكمْ .. لا منكمْ أحبابي

ضؤلتْ جمراتُ دِلالِ السُمّارِ

أطفأتُ قناديلَ الباحةِ والمُدخَلِ والدارِ

هيّأتُ المرفأَ والمرسى

سُفُنٌ قبلي سَبَقتني ... ما عادتْ !
 

6 ـ الحكيم / الطودُ مُسجّى

هل ينفعُ طبُّ حكيمٍ في فكِّ مغاليقِ الألغازِ؟

جرّبتُ الطبَّ وقرّاءَ النجمِ الطالعِ والخافي

زادوني إبهاما

زادوني أَسقاما

وزني يهبطُ في كفِّةِ ميزاني

اللونُ شحوبُ غروبِ

حَدَقاتُ العينِ تضيقُ تضيقُ وخطُّ الإبصارِ قصيرُ  

ريشُ الطاووسِ المغرورِ تُرابُ

لا تكسرْ ضلعاً لا تطرُقْ باب الجُهدِ العالي

إحذرْ .. خلفكَ هيروشيما !

الخيلُ تمرُّ مِرارا

السهمُ يُكسّرُ قضبانَ التشكيلِ الراخي  

يخترقُ المُقلةَ والرأسَ الخالي

جَسَدي في الجوِّ شآمُ

شَفَقاً دَمويّاً مسفوحا

رُمحي مكسورٌ في صدري يا صبري  

قَدَري أذرعهُ بالقامةِ شِبْراً شِبْرا

أصواتٌ أسمَعُها لا تحمي ظهرا

الغيبةُ كبرى

الغائبُ مجهولٌ ـ معلومُ

حاضرهُ فينا مغلوبُ

العِبرةُ والعَبْرةُ سيّانِ .. رحيلُ

الهوّةُ في الغُربةِ أخطرُ ما فيها يُشجيها

العُدّةُ ما زالتْ في عدّادِ التسجيلِ العكسي

الرقمُ الثابتُ مقلوبٌ أُسّا

يتنقّلُ من قطبٍ قصويٍّ للقطبِ الأقصى

شرقاً ماسيّاً ـ غرباً يأسا

( براها ) كانت مأوى.

 

ملاحظات لا بدَّ منها :

في المقطع الأخير إشارات قوية فيها رثاء للفنان الراحل محمود صبري الذي لم يُدفن بعدُ وسيوارى جثمانه الثرى في السابع والعشرين من هذا الشهر ، نيسان .

براها هو إسم العاصمة الجيكية بلغة أهلها وتكتب هكذا :

Praha

وتكتب بالإنكليزية :

Prague

ونلفظها ونكتبها بلغتنا " براغ " . أمضى الراحلُ فيها عقوداً عدّة

1963 ـ 2009 .

 

22/4/ 20123

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter