| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. عدنان الظاهر
www.mars.com

 

 

 

الجمعة 26/9/ 2008



المنبطحون عرايا أمام أمريكا

عدنان الظاهر

سمعتُ اليومَ نغمة ً جديدة شدا بها كاتبٌ معروفٌ بغرامه المجنون بأمريكا وعولمتها الضاربة الأطناب وهوسه المشبوه بالترويج لإقامة القواعد العسكرية على أرض العراق والتعجيل بتوقيع الإتفاقيات الأمنية والعسكرية معها وإلى آخر تفصيلات بضاعته المعروفة عنه . النغمة الجديدة أو المقامة الحريرية الجديدة التي تفتقت عبقرية هذا الرجل أخيراً عنها تضيف صنفاً آخرَ إلى مجموعة الأصناف التي درج هو وأشباهه من أصدقائه ومعارفه المعولمين على تقسيمها إلى (( بعثي / قومي / موالٍ لإيران )) ممن عارض ولم يزلْ عقد إتفاقيات مشبوهة طويلة الأجل مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية الحالية . الصنف الجديد هو مجموعة (( الماركسيون المتحجرون )) الذين رضعوا كره أمريكا مع حليب رضاعتهم زمن الحرب الباردة ، كما تفضل وقال هذا المنظر المسكون بهوس بل بجنون الغرام الأمريكي !! ثم أضاف وأمره يثير الحيرة والعجب ، أنَّ هؤلاء الماركسيين المتحجرين يرفلون بنعيم بلدان الرأسمالية المتوحشة كما زعم متناسين بؤس العراق وسوء أحواله ... يقول هذا الكلام لكأنه لا يعرف أنه هو الأخر وبقية عناصر رهطه من المتنعمين بظلال هذه البلدان الغربية الوارفة تاركاً أمر العراق وشؤونه الساحنة لأهل العراق في الداخل . إذا كان (( الماركسيون المتحجرون )) كما يحلو لصاحبنا أن يسميهم مع الوطنية وسيادة العراق المطلقة على أراضيه وأجوائه ومياهه فإنهم هم لا سواهم الجديرون بالثقة والإحترام وتقدير العراق والعراقيين وإني رغم أني لستُ واحداً منهم ولا فيهم لأعتز بهم وبموقفهم الشجاع النبيل وأنحني إجلالا ً لهم وأتمنى أنْ أكونَ واحداً منهم . عقدة هذا الرجل المستعصية عليه هي موضوعة السيادة الوطنية فلطالما سخر منها وهزأ بالوطنية تماماً كما يفعل بهلوانية السركس ومهرجوه لإضحاك جمهور المتفرجين خالطين الجد بالهزل والضحك بالبكاء والنكتة بالحكمة ويظل هدفهم في النهاية هوهو : إضحاك الجمهور منهم وعليهم وعلى كل ما قالوا وما فعلوا . أطالب أخانا الدكتور قاسم حسين صالح أن يقومَ بدراسة نفسية هذا الصديق وتحليل سبب نفرته الشديدة وتحلله من مبدأي الوطنية والسيادة وهل من علاقة لذلك بالماسونية العالمية ولا أقول العمالة للأجنبي لأنه على حد علمي لم يزلْ طاهرَ الذيل بعيداً عن ذلك .
هل إنتهيتُ من عقدة ومصيبة أخينا هذا مع (( المتحجرين الماركسيين )) وأمره في هذا الشأن لا يختلف عن أمر غيره ممن غيروا جلودهم ووجوههم ومعتقداتهم ومبادئهم السابقة فإنقلبوا إلى متأمركين متطرفين ومتعولمين من الرأس إلى أخامص أقدامهم مسرفين بالظن أنهم بتطرفهم هذا إنما يتطهرون ويتبرأون ويمسحون [[ عاراً ]] لطخوا يوماً وجوههم به .
إذا ً فلأنتقلَ إلى أطروحة أخرى من أطروحات أخينا المتأمرك الأصلي حتى نخاع العظم . يدّعي صاحبنا أنَّ من شأن التوقيع على الإتفاقية الأمنية والعسكرية مع الإدارة الأمريكية ، إدارة بوش الحالية أو مَن سيأتي بعدها، ضمان إستتباب الأمن في العراق والقضاء على الإرهاب . هل يسمح لي أنْ أسأله بلطفٍ كبير : يا سيدَنا ، أفلم يأتِ العراقَ الإرهابُ الحالي مع إحتلال العراق ومَن الذي جلبه وإستدعاه للنزال على أرض العراق ؟ هل إستتبَ الأمنُ في ربوع العراق بوجود الجيوش الأمريكية الضاربة وقوات باقي حلفائها من القوات المتعددة الجنسية ؟ هل درّبت وسلحت أمريكا الجيشَ العراقي لكي يكونَ جاهزاً لمحاربة الإرهاب والإرهابيين ؟ هل نجحت أمريكا وجيوش حلفائها في ردع وإيقاف تدخلات الدول الأجنبية في شؤون العراق وقد مضى على إحتلالها للعراق أكثر من خمس سنوات ؟؟ إذا ً كيف تجوِّزُ لنفسك الإدعاء أنَّ الوجود الأمريكي وقواعده العسكرية في العراق ستقضي على الإرهاب وتضع حداً للتدخلات الخارجية ولم تذكرْ إلا دولة واحدة ً بعينها مثلا لهذه التدخلات كأنَّ تركيا لم تتدخل ولم تدخل أراضي العراق وكأن دولاً شرق أوسطية أخرى تعرفها جيدا ً لم تدخل العراق من شتى أبوابه الضيقة والعريضة السرية والعلنية ولم تحرقْ ولم تنهبْ وتدمر وتسرق الآثار والوثائق والكتب الرسمية ولم تقمْ أجهزتها السرية بإغتيال علماء وأطباء العراق والكثير من مثقفيه وأدبائه . وهذا أول الغيث فكيف إذا بقيت أمريكا جاثمة ً على صدور العراقيين بجيوشها وقواعدها ومواقعها العسكرية إلى آماد غير محدودة ؟ بهذا الصدد ينصحُ هذا الأخُ السيد نوري كامل المالكي حيناً ويغلظ له القول أحياناً زاعماً أنَّ رئيسَ الوزراء العراقي يرفضُ التوقيع على الإتفاقيات المطروحة للبحث مع أمريكا تحت تأثير إيران والخامنئي ّ!! عبقرية ... عبقرية لكنها مصابة بلوثة من جنون البشر لا البقر !! كأنَ العراق خلا من رجاله الوطنيين الغيورين الذين يرون مصالح العراق الآنية والبعيدة المدى في إستقلاله وسيادته على مقدراته ماءً وجوا ً وأرضا ً وما تحت الأرض من كنوز وذخائر ومصير القادم من أجياله . نعم لإتفاقيات ثقافية وإقتصادية وعلمية وتكنولوجية وغيرها الكثير سواءً مع أمريكا أو غيرها من بلدان المعمورة . لا نريد قواعدَ عسكرية أمريكية وإحتلالا ً يدوم آماداً بزعم حماية العراق من عدو وهمي إختلقته أمريكا وعرضت عليه العراق لمنازلته بدل أن تنازله على أراضيه أو أراضيها هي وهذه عقيدة عسكرية قديمة معروفة تقضي بوجوب مقاتلة العدو على أراضيه كأنَّ العراقَ في هذه الحالة عدوٌّ لا صديق ٌ لأمريكا فاستباحت أراضيه جبهة ًلقتال أعدائها الذين كانوا ذات يوم أصدقاءَها ومن صناعتها كما هو شأن القاعدة وطالبان في أفغانستان .
هل تستحقُ الردّ باقي النقاط التي عرضها كاتبنا المحترم في مقاله لهذا اليوم الذي قرأتُ في موقع صوت العراق ؟ كلا ، جميعها من قبيل ما يجد المرءُ في محتويات قوانة ( إسطوانة ) قديمة مشروخة أكل الدهرُ عليها وشربَ حتى التخمة فشرع يتقيأ .
الخلاصة التي يعرفها الصديق العزيز هذا لكنه يغفلها أو يتغافل عنها تحت ضغط إلتزاماته الجديدة لمقتضيات الإصطفاف الأعمى مع أمريكا وهوسه بالتأمرك لكأنَّ تاريخ البشر إنتهى بسيادة الإمبراطورية الأمريكية مرة ً واحدة ً وإلى أبد الآبدين . الخلاصة التي أعني هي أنْ ليس الذين يعارضون ذل التوقيع على الإتفاقيات الأمنية والعسكرية مع أمريكا هم إما بعثيون وقوميون أو من الموالين لإيران أومن الماركسيين المتحجرين . أسأله سؤالاً أخيراً ومذاقُ طعم ٍ شديد المرارة في فمي : إذا كان جميع هذه الفئات من العراقيين هم ضد هذه الإتفاقيات فمن ترى بقيَ من العراقيين مِن عشاق وعَبَدة أمريكا والساجدين لها قياما ً وقعوداً ليلا ً ونهاراً صيفا ً وشتاءً ؟
مع إعتذاري عما ورد في ردي هذا من ألفاظ ٍ قد تبدو شوكية الملمس تخدش أنامل ومشاعرَ بعض المتنعمين بوارف ظلال جنات عدن ٍ الغربية الرأسمالية التي تجري من تحتها أنهار اللبن والخمرة والعسل المصفى .


‏2008‏‏-‏09‏‏-‏26‏

free web counter