| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. عدنان الظاهر
www.mars.com

 

 

 

الأربعاء 21/10/ 2009



قيامة البلاد * للشاعر سعد جاسم
( اقتناص اللحظات الحرجة ...والتلبس بالعراق )

د. عدنان الظاهر

عن أي بلاد يتكلم الشاعر وما معنى القيامة ؟
البلاد هي وطنه العراق الذي هرب منه بجلده وعائلته الصغيرة مطوِّفاَ في البلدان ملتمساً ركناً يلتجيء إليه ويحميه من بردٍ وحرٍّ وقرٍّ لا يهدده فيه بالموت جلاّدٌ ولا يلاحقه عنصرُ أمنٍ ومخابرات ولا يكتب عنه {{ زميل }} أو جارٌ تقاريرَ سريّة عقباها السجن أو الإغتيال بمسدسٍ مكتوم الصوت ، خجول ، يتكلم همساً وبالإشارات ! أما القيامة فأمرها معروف : يوم بعث الموتى من قبورهم وأيام الحساب إذْ يقومون أحياءً كرّةً ثانيةً للمثول أمام محكمة قاضي القضاة الأكبر رب الدينونة . فهل من قيامة للعراق بعد كل ذاك الخراب وذاك الموت والدمار وما عانى من حروب عبثية ومغامرات جنونية طائشة ؟ علامَ يحاسبُ أهلّهُ ربُّ البرية وسيد الدنيا وحاكم الآخرة ؟ على ما قدّمَ من تضحيات وقرابينَ بشرية لحاكم مجنون أهوج مريض بعلّة داء العَظَمة وهوس الخيلاء الخارق للعادة والمألوف والعابر لكافة الحدود المعروفة ؟ على رضوخه المُذّل الأعمى وسكوته على ما كان يجري أمام عينيه له حيث كان يمشي للمجزرة أو القصابخانة كما خراف المراعي وأنعام الحقول إلا من تمردَّ ورفض الذل والهوان وحمل السلاح في الأهوار والجبال الشامخة شعاره [[ هيهات منّا الذلّة ]] و [[ نموتُ ويحيا الوطن ]] أو من أجل [[ وطنٍ حرٍ وشعب سعيد والديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان ]] . أجل يا سعد جاسم ، قام العراق أخيراً يومَ التاسع من شهر نيسان عام 2003 وأنت تعرف كيف قام وكيف كانت قيامته تلك وإلامَ إنتهت تلك (( القومة أو القيامة )) !

سعد شاعر عراقي متسربلٌ بالعراق طولاً وعَرضاً شمالاً وجنوباً من قمة رأسه حتى أخامص قدميه اللتين أدماهما التعثر بين بلدان الشتات والسعي لتأمين ما يدفع الحرمان عن زوجه وابنتيه العزيزتين جداً عليه (( حمامتين ملوّثتين بالإنترنت /
صفحة 30 )) . متسربلٌ بالعراق الوطن حتى نخاع نخاع عظامه الناتيء منها والمخفي وراء ورم الأحزان . إنه مُختَرقٌ بهذا العراق من كافة أركانه وجوانبه حتى ليبدو كأنه غربيلٌ أو منخلٌ تمرُّ من خلاله الرياحُ العاتيةُ وتمرُّ من عيونه صغائر الأمور فلا يتبقى له من دنياه إلا الأمور الكبيرة التي يحتضنها بين ضلوعه وعيونه وفي صدره على رأسها عائلته الصغيرة فإنه لَنعمَ الزوج الوفي الشريف ولنعمَ الوالد الرؤوم الحاني . من أيِّ عراقٍ سعد الرجلُ ـ الشاعرُ هذا ؟ نكتشف أصوله وانتماءَه من بين سطور ديوانه : الديوانية [ محافظة القادسية ] مسقطُ رأسه والحلة [ محافظة بابل ] مقص أو مقصلة رأسه فالسيدة أم بناته حلاويّة ... سقطَ رأسُهُ في القادسيّةِ وفقدَ هذا الرأسَ في بابلَ مملكة حمورابي حيثُ (( كوكوكتي / كوكوكتي / وين أُختي / بالحلّة / وشتاكل / باجلةْ / وشتشربْ / ميّ اللهْ // وهي أغنية أطفال شائعة كثيراً في مدينة الحلة ... وقد أشار الشاعر لها من بين قضايا غيرها تخص عالم الطفولة . الصفحة 56 )). إنتصرنا في القادسية على جيراننا قبل الإسلام يوم سقوط رأس سعد ، وفقدنا الحلة وشوارعها ودرابينها بعد مصرع العم حمورابي واضع القوانين الشهير . ما الذي جمعك يا سعدُ بأرض هاتين المحافظتين ؟ نهر الفرات ، أجاب سعد رافعاً رأسه بفخر وكبرياء . هما شقيقتان أبوهما الفرات وماؤه العذب الفرات . وماذا عن تمور نخيل الحلة والديوانية يا سعد المساعيد ؟ تنهدَّ ثم قال : آخ ! لا تنكأ الجراح . طيب ، ومتى تسترد رأسك ؟ قال أيَّ رأس تقصد ، ذاك الذي سقط هناك أم ذاك الذي جُزَّ قريباً من الحلة في طف كربلاء ؟ أشرت إليه أنْ يقلبَ الحديثَ ولا يتدخل في السياسة ! طَيب يا سعد ، وماذا كتبتَ في ديوانك من أشعار ؟ العراق ! أجاب : لا شيء غير العراق صعوداً ونزولاً سيّما فترة السبعينيات من القرن المنصرم . وبالفعل ، قرأت ديوانَ < قيامة البلاد > فاحترتُ أين أضعُ هذا الشاعر وكيف أقوّم ما قد كتبَ ؟

لا من مشكلة في مسألة أين أضعه ...
ذاك لأنه هو أعرب عن إنتمائه لشعراء التفعيلة 
الصفحة 12 ] :

[[ فجرى بخطىً صاهلةْ
ـ من أين جاءت هذه القافية ؟
من عبقر الشيطان ... أم مضارب الهاوية
نطردها ... نهربُ من رويّها
تخلّصاً من تهمةِ البنيوي
والناقد الرؤيوي
بأننا لا نفهمُ الحداثةَ الآتية ...
ما ذنبُنا إنْ كانت القافيةْ
في دمِنا غافيةْ ؟
]].

هذا إذاً هو سعد ، من شعراء دولة أو مملكة القافية مع نسيج متواضع التماسك من إيقاعات الشعر الحر المعروف الذي طغى وتمدد واستكبر بعد الحرب العالمية الثانية حتى سقوط جدار برلين حيث برز من صلبه بقوةٍ إمتدادُهُ ومنافسهُ الأكبرُ المسمّى بقصيدة الشعر المنثور .

قلتُ إنَّ الشاعرَ متسربلٌ بالعراق متلبّسُ به وإنَّ العراق كذلك متسربلٌ ومتلبّس وملتبسٌ فيه وبه ، ثم إنه رجلٌ من نمط وطابع غريب : أراه ضاحكاً في لحظة بكائه وباكياً إذْ يضحك أي أنه لا يستقر على حال فالأحوال متداخلة فيه ولديه . لا سرورٌ دائمٌ ولا حزنٌ مُقيم ... هذا هو وهذا هو ميزانه وهذا هو سراطه المستقيم الذي يُجيد ضبطه وعبوره متوازناً عليه كما يفعلُ البهلوان في السيرك وهو يمشي على الحبال ماسكاً قضيبَ حديد أو خشب لإقامة التوازن الحرج .

ما مزايا شعر سعد جاسم الأخرى في هذا الديوان ؟
إلتصاقه المحُكم بتراب العراق وبالطبقات الشعبية الفقيرة فإنه رجل مؤدلجٌ ، كما أحسبُ ، ملتزمٌ بخط سياسي ومبدأي واضح لا يحيدُ عنه . إنه مع المسحوقين والمظلومين لا يفارقهم ولا يفارق لغتهم البسيطة المؤثّرة عميقاً في الوجدان . ففي ديوانه الكثير من نماذج هذه اللغة العراقية الشعبية التي كنا نتداولها في حياتنا اليومية في بيوتنا والمدارس والمقاهي ودوائر الحكومة وحتى خلال أعوام الدراسة الجامعية . أسوق بعض الأمثلة خاصةً تلك التي تأثّرتُ بها حدَّ الإختناق بالعبرات :

[[ ... يُمّهْ الوطنْ باكوه
مِن رحتو إنتو
طير بسجن حطّوهْ
زين وخلصتو
ـ
الصفحة 10 ]] .

هل هناك أحلى وأكثر تأثيراً من مخاطبة الأم لولدها الذي نجا من أحابيل الشيطان والجزّار الأكبر من قبيل (( يمّةْ الوطن باكوه )) ... ولعل الكثير من الأخوة العرب لا يفهمون معنى هذه الجملة وخاصةً فعل الماضي (( باكوه ... أي سرقوه )) . لا أظنُّ أنَّ أحداً يعرف أصل هذا الفعل وهل هو بابلي أم آرامي أم أعجمي ؟ سأسال بعض أصدقائي المندائيين . الوالدة فَرحة ـ رغم حرقة البين وفراق ولدها وفلذة كبدها ـ لأنَّ هذا الولد في مأمن أمين وحصنٍ حصين في منافيه خارج السجن الرهيب الأكبر زمان طغيان جبروت الطاغية الأهوج وإنفلات الضوابط والقوانين ودوس الأعراف وتجاوز التقاليد . يمة الوطن باكوه ... أحسنتَ يا سعد أحسنتَ يا سعد ... ما أروعك وأنت تتلفظ هذه الكلمات ثم تخطها بأناملك النبيلة . أقرأُ هذا المقطع فأتذكرُ حتى نزول الدمعة شعراً شعبياً حفظته منذ سنوات طفولتي المبكّرة يقول فيه قائله : [[ مالج يايمّةْ ليشْ / جبتيني للضيمْ / شوفي عليْ دنيايْ / تمطرْ بلا غيمْ ]] . أحسنتَ يا سعدَ السعود وسعد الصعود أيها العراقي الأبي إبن شعبك . كما أبدعَ سعدُ وأجادَ إذْ نظم شعراً شعبياً باللهجة العراقية الدارجة ، لهجة وسط وجنوب العراق خاصةً ، يُذكّرني ببعض نصوص الملا عبود الكرخي المبثوثة في ثنايا ديوانه المعروف حيث يمتزج الحزن العراقي بالسخرية اللاذعة بأساليبَ فنية بارعة . أنقلُ ما قرأتُ على الصفحة 65 من ديوان سعد :

[[ والمصيبةْ
بهاي دنيانهْ العجيبةْ
بهاي دورات الزمنْ
صرنا نبحثْ عن أمانْ
وعن خبزْ
لو بعمّان الفقيرةْ
ولو ابيبان اليمنْ
ترضه يالله
ترضه يالأسمك
وطنْ
]] ؟

كما لا يفوتني ذكر توظيفات الشاعر الناجحة لبعض مظاهر حياة العراقيين المتأصلة فينا منذ الزمن القديم ... توظيفات تتسمُ بالخلق الإبداعي الناجح في إقتناص اللحظة الحرجة التي تصهر الزمن بالمكان من قبيل إستخدامه فائق النجاح لألفاظٍ من قبيل :

[[ ... والبناتُ أُستبيحت دموعهنَّ وضحكاتهنَّ وسجادات صلاتهنَّ ... حليبُ أثدائهنَّ ... ضفائرهنَّ ... عصّاباتهنَّ وشيلهنَّ ... ]]

...

وأُستبيحت الضمائرُ والمصائرُ
اليشاميغ والعُكلْ
السدارات والعمائم ...
الصفحة 26 ]]

العصّابة والشيلة واليشاميغ والعُكل أسماء لا يعرفها إلا العراقيون ولا يتداولها بقية الأخوة العرب . لا يقحمها الشاعر إقحاماً متعسفاً في النص ولا يجعلها تبدو دخيلة مفتعلة إنما نجدها جزءاً هاماً من نسيج النص سداةً ولحمةً تتخلله وتنساب فيه يقرأها العراقي فيحسُّ بصميمة عراقيته وحقيقة إنتمائه لتراب وماء ونخيل وتأريخ العراق ، وهذا بعضٌ من رسالة الشاعر وفضلٌ منه علينا في شدّنا لوطنٍ أضاعنا حتى صرنا ـ مثل سعد ـ نردد ما قال عُقبة بن نافع ، أو رجلٌ غيره لعله محمد بن القاسم ، عزله الخليفةُ عمر قائداً لجحافل الفتح الإسلامي في آسيا الوسطى وما وراء النهر لأسباب تضاربت بشأنها الأخبارُ فقال القول الشهير الذي يتناقله الناسُ جيلاً إثرَ جيل [[ أضاعوني وأيَّ فتىً أضاعوا / ليومِ كريهةٍ وسدادِ ثغرِ ]] . لقد قال الشاعرُ سعد شيئاً قريباً من هذا في الصفحة 46 :

[[ يا بلادي التي ضيّعتني ...
ـ وأيَّ فتىً أضاعتْ ـ
ثم ضاعتْ
يا بلادي التي أمرضتني
وتداعيتُ ... تداعتْ
]] .

طبيعيٌّ جداً أنْ يضيعَ الوطنُ حين يضيّع ويشرّد ويقتل بنيه ، طبيعيٌّ جداً .

سعد الشاعر والسياسي القتيل قاسم عبد الأمير عجام
أهدى الشاعر قصيدة " أهذا كلُّ شيء ؟ / الصفحة 24 / إلى الفقيد الراحل قاسم عبد الأمير عجام . أغتيل قاسم بُعيد زوال كابوس حكم البعث وصدّامه جنكيزخان وكان بصحبته رجلٌ آخر من الحلة هو فارس نادر كريدي العزاوي لقي معه مصرعه ولم تُعرفْ هويةُ الجُناة ولا سببُ إغتيالهما وهما في الطريق إلى مشروع المسيب الكبير . أعرف الفقيد قاسم معرفة شخصية وهو من أهالي قضاء المسيب ... عرفته أواسط سبعينيات القرن الماضي رجلاً شهماً شجاعاً عالي الثقافة متنوّع الإهتمامات كثير الأدب عالي الهمّة السياسية . لعل الأستاذ سعد جاسم لا يعرف أنَّ الفقيدَ المرحومَ كان حتى صيف عام 1978 على صلة وثيقة بوكيل وزارة الزراعة اليوم الدكتور صبحي الجميلي . غادرتُ العراق في شهر تموز عام 1978 ولا أدري ما حلَّ بقاسم حتى سمعت خبرَ إغتياله بعد التاسع من نيسان 2003 ! كيف تعرفتَ على هذا الرجل النادر يا سعدُ وأنت من مدينة الديوانية بينما هو من المسيب ؟ أنت فنان شاعر وكان المرحوم مهندساً زراعياً.

لماذا أثرتَ يا سعدُ الشجون ونكأتَ الكثيرَ من الجراح ؟ أيكفي أنْ تُهدي {{ العريّس القاسم }} إحدى قصائد ديوانك وقد أُغتيلَ يوم كان وكان العراق في أسبوع عرس وشهر عسل ؟ هل قدمتَ له أغصانَ الياس والحناء والشموع كما كنا نفعلُ في ليلة القاسم في العراق في عاشوراء كل عام ؟

سعد الشاعر والمسرحي كريم جثير
كرّسَ سعد جاسم لصديقه كريم جثير 24 صفحةً من ديوانه في قصيدة أسماها [ الحداد لا يليق بكريم جثير ] . إنها أطول قصائد الديوان طرّاً فيها نفسٌ ملحميٌّ يعرفه أبناء وسط وجنوب العراق منذ تموز وعشتار وكلكامش وأنكيدو مروراً بطفِّ كربلاء حتى كوارث حقبة حكم حزب البعث الغارقة بالدم والحزن والسواد حيث الرايات السود تعلو سطوح بيوت أغلب العراقيين . أواصل قراءة هذه القصيدة فأتخيله البطل السومري الأسطوري كلكامش يُرثي صديقه أنكيدو . في الصفحات الأخيرة من هذه القصيدة يتنبأ الشاعر بسقوط نظام حكم المعتوه الجبّار فيعبّرُ عن فرحته الطاغية الكبرى بشعر شعبي يتبعه بكلمات مفعمة بروح الأمل والتفاؤل :

[[ ها ... أصدقائي
هذا حلمكم
هذه نبوءتي
ها " مو آني كلتْ
باجر حتماً يطيحْ ويشيع الخبرْ
وَيْ عاصف الريح وبروج الفراتْ ودم المجاتيلْ
تنزاح الصورْ
وكل التماثيل
/
الصفحات 75 ـ 76 ]] .

ويواصل تفاؤله الحالم كثيرا فيقول :

[[ الآنَ لو أموتُ
بين يديْ إلهي
على ثرى عراقي
لا تحزنوا لا ترحلوا
لمنفىً منافقٍ وباردٍ لئيمْ
اللهُ والعراقُ
كلاهما كريمٌ
و ... يا كريمْ
/
الصفحة 80 ]] .

يبدو أن الشاعر قال هذه القصيدة بعد زوال حكم النمرود مباشرةً . إذْ نراه في قصيدة لاحقة تحمل عنوان " عندما الغُزاة " يغيّر لهجته ومجمل مواقفه مما يُسمّى بحملة تحرير العراق . يسميهم بالإسم والنعت اللذين يستحقون : غزاة لا محررون ! قال في هذه القصيدة على سبيل المثال ما يلي :

[[ عندما دخلَ الغُزاةُ
بكت الأمّهاتُ
الأشجارُ والفراشاتُ احترقتْ
وماتت الحماماتُ
هرمَ الأطيفالُ والبناتُ
شاخت البناتُ
/
الصفخة 85 ]]

كما قال في ختام هذه القصيدة :

[[ عندما دخلوا
ظلّوا وما رحلوا
أيقنتُ أنَّ الغُزاةَ غُزاةُ
إنهم : ليسوا بالمنقذينْ
إنهم : ليسوا بالطيّبينْ
إنهم برابرةٌ وطغاةُ
/
الصفحة 87 ]] .

هكذا تدرّج الشاعر مع واقع ما يجري على أرض العراق وتابع التحوّلات الدرامية لكأنه شاهد عيانها اليقظ فالتقط عناصر الدراما دقيقة بحسه الفني وإعداده المسرحي فعبّر عمّا رأى ولم يزلْ يرى من كوارث ومآسٍ وفواجع حلّت بوطنه العراق الذي نُكب مظلوماً بنظام حكم قلَّت أشباهه في التأريخ المعاصر ليخلفه نظام حكم فُرضَ عليه بقوة نار محتل خبيث ذكي مُدججٍ بالأسلحة الفتاكة والخبرة وسوء النوايا ... إنهم غزاة ... برابرة طغاة ... جاءوا فظلّوا وسوف لن يرحلوا وإلا لماذا أتوا ؟!

سعد جاسم رجلٌ نادر مثاله في هذه الأيام . لم ينسَ أهلهَ ووطنه وناسه البسطاء الطيبين هناك في العراق . لم يتعالَ على اللهجة العراقية الدارجة ولا الألفاظ الشعبية اللصيقة بروح وتراث وتأريخ العراقيين وأكثر من ذلك : حافظ على لغته العربية السليمة الشفافة رغم أنَّ دراسته وتحصيله العالي هو الفن وليس الأدب .

 

20.10.2009


*
قيامة البلاد / ديوان شعر للشاعر سعد جاسم .
الناشر " إصدارات إتحاد أدباء بابل . الطبعة الثانية 2007 . العراق ، بابل .


 

 

 

free web counter