| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. عدنان الظاهر
www.mars.com

 

 

 

الخميس 1/7/ 2010



قصص من بغداد العهد الملكي

عدنان الظاهر   

هذه قصة حقيقية قصّها عليَّ صديقٌ أثق به مرّت بخاطري في هذه الأيام ـ لأسباب أجهل مبعثها ـ فارتأيتُ أنْ أكتبها لطرافتها ولأنَّ جيلي والجيلين السابق لي واللاحق بي تعرف أماكن بغداد الأكثر شهرة في ذلك الزمان مثل شارع الرشيد ووزارة الدفاع وباب المعظّم ومنطقة الميدان وما جاورها وما كان فيها والملاهي التي كانت تقابلها مصطّفةً على شارع الرشيد . مسرح ما قصَّ عليَّ صديقي مقهى قريب من دور محلة أو منطقة الميدان حيث دور الدعارة وبنات الهوى البائسات من بائعات الجنس بالأجساد .

قال صديقي : دأبتُ على الجلوس في مقهى بعينها خاصة أيام الخميس والجمعة حيث عطلة نهاية الأسبوع . لاحظتُ أنَّ رجلاً ضريراً متين الجسم خشن الصوت يشغل مكاناً خاصاً ثابتاً لا يغيّرُهُ بين المقهى ورصيف الشارع مادّاً يده مستجدياً المارّة بقراءة ما يعرف من آيات القرآن الكريم التي لم يستطعْ ضبطها ومن قراءتها بشكلها الصحيح . كما لاحظتُ أنَّ هذا الرجل يتنصتُّ بين أونة وأخرى متلفتاً ذات اليمين وذات الشمال فإذا لم يسمعْ وقعَ خطواتِ بشرٍ قادمٍ توقف عن تلاوة القرآن وشرع يغني بصوت منخفض أغانيَ ريفية شجيّة ، ويستأنف القراءة ما أنْ يسمعَ صوتَ خطوات مقتربة منه . أثار هذا الرجل الكثير من فضولي فقررتُ التعرف عليه عن كثب وسبر أغوار نفسه وما تنطوي عليه من أسرار . أخذتُ أحد كراسي المقهى ووضعته قريباً جداً منه . حييته وأعطيته مبلغاً من المال فشكرني وحسبني أحد المارة من المُحسنين فكال لي الدعاء وعبارات الشكر والمجاملة . قدّمتُ له نفسي ومن أني أعرفه منذ سنوات دون أنْ يعرفني هو وأنني من رواد المقهى المزمنين. لم يُدهشه تقديمي نفسي له أو إعجابي به كأنه أمرٌ بَدَهيٌّ مفروغٌ منه . قال إنَّ له أصدقاء كثيرين من خيرة وعينة شباب ورجال بغداد من بينهم الرياضي البغدادي المعروف عباس الديكي . كان بعضهم ـ قال ـ يدعوه بين الفينة والفينة على العشاء في بيوتهم وخاصةً في مناسبات العرس أو الطهور أو عودة الحجيج من الديار المقدّسة . سألته يا عم : ما الذي يُغري وجوه بغداد فيك وانت ما أنت عليه من حال والناس كما تعلم درجات وفئات وطبقات ؟ قال ربما هم يعرفون قدري أكثر منك يا عمّي { بسمار قوي ! }. أنا أسلّيهم بما أسرد عليهم من قصص حقيقية أو خيالية من تأليفي وبما أقرأ من آي القرآن في مناسبات معينة أو بما أغني لهم من أغاني الريف وخاصة أغاني حضيري أبو عزيز وداخل حسن ومنيرة الهوزوز وغيرهم الكثير . سألته وماذا عن محمد الكبّنجي ؟ سارع للقول إنه لا يُجيد فن المقام لكنه يفضّلُ يوسف عمر على الكُبّنجي . وماذا كنتَ تقص من قصص ـ فضلاً عن كل ذلك ـ على مضيّفيك ؟ قال قصته مع بنت الحلال التي آوته وأكرمت مثواه سَكناً وطعاماً ودلالاً . حسبتُ أنه متزوج وزوجه هي بنت الحلال التي عناها . كان يُسهب في الإجابة عن أسئلتي وكلما سمع وقع خطوات مقتربة قطع حديثه وشرع يقرأ القرآن . سألته عمّا يأكل إذا جاع فقال : ما أن يسمع صوت آذان الظهر حتى يطلب من صاحب دكان مجاور للمقهى ستة أو سبعة أسياخ من التكة والكبدة المشوية مع رأس بصل وشيش طماطة مشوية مع صمونتين يأتي بعدها ستكان جاي ثقيل أو ستكانان . قلت له هذا كثير عليك يا عم ! أجابني متجشئاً بقوة [ دريوعة ] ضارباً صدره بقبضة يده اليمنى قائلاً : عمّك بطل كان يخشاني عبّاس الديكي ويحسب حسابي . العافية من الله يا إبن أخي . لهذا الجسد حقٌّ عليَّ وإلاّ فما مغزى وما جدوى تعبي وكدّي ومد يدي للناس صيفاً وشتاءً إنْ لم أعطِ جسدي حق أتعابه ؟ ثم خلاف ذلك لا أستطيعُ توفير حاجات بنت الحلال التي تنتظر عودتي إليها مساء بفارغ الصبر (تصورته ثانية رجلاً متزوجاً وله عائلة وأطفال)!. سمع صوت وقع خطى فتركني مع حيرتي في أمره ورفع صوته يتلو آياتِ ليس فيها ما يجمعها بما قرأنا في قرآننا. واصل حديثه قائلاً : شوف عمّي ، بعد أذان الظهر بساعتين لا أكثر أطلب تجديد وجبة الغداء ... ثم تجشأ بقوة وأردف : العافية من الله عمّو ... أنتم شباب اليوم لا خيرَ فيكم ولا نفعاً ... ضعاف الأبدان تقصم النسمة ظهوركم الخاوية لأنكم لا تأكلون حسب متطلبات أجسادكم إنما تتبعون أقوال الأطباء . وجدتُ هذا الرجل ذكياً بل وفيلسوفاً . ودّعتُهُ على أنْ نلتقي بعد ظهيرة اليوم التالي . وبالفعل جئتُ المقهى واتخذتُ مكاني جوارَهُ وقد حملتُ له كيساً مليئاً بالفاكهة وأعطيته مبلغاً من المال لعله يُفضي لي بالمزيد من قصصه ومغامراته وأسراره . ما زال الرجل غامضاً ولا بدَّ وأنَّ له أسراراً أخرى مُغرية يغطيها أو لعله يدرك أنْ أوانَ الكشف عنها لم يحُنْ بعدُ . الزمنُ سيكشفه ويكشف عنها فضلاً عن تمتين العلاقة به وزيادة ثقته بي ودوام الهدايا وبعض الفلوس . لم يسأل عمّن أكون ولا أين أسكنُ ومَن يكونُ أبي وما أزاول من أعمال . يكفيه أنه عرف صوتي وارتاح لصحبتي . سألته ذات يوم : أين تسكن يا عم وهل لديك عائلة وأولاد وبنات ؟ قال ليس له أولادٌ وبنات وإنه يسكن في أحد بيوت الميدان ليس بعيداً عن المقهى . إزداد فضولي فتجاسرتُ وسألته في أي بيت من بيوت الميدان وهي كثيرة وأغلبها { مشبوه } ؟ قال في واحد منها. في واحد من هذه الدور المشبوهة ! يا ستّار ! قلتُ لنفسي . أفلمْ يجد هذا الرجل الكفيف المسكين مكاناً آخر يأوي إليه غير البيوت المشبوهة ومن سمح له بذلك وكيف سمحوا ؟ تذكّرتُ ما قرأتُ يوماً أنَّ الشاعر الراحل المرحوم معروف الرصافي سكن فترةً من الزمن هناك في بعض بيوت الميدان المشبوهة مع واحدة من بائعات الهوى التي دللته وعرفت قدره وكانت تناديه [ يا أبتي ] . ولكن ما علاقة هذا الشحاذ المسكين بذاك العملاق الذي خانه في أواخر عمره زمانُهُ وناسُهُ والكثيرُ من خِلاّنه وأصدقائه ؟ ما الذي يجمع الرجلين وشتّان ما بينهما ؟ إنها الحاجة ... إنه الزمان ... تشابه الظروف أحيانا خلال بعض منعطفات التأريخ حيث تتلاقى أقدار وحظوظ الرجال وتتشابه أحوالهم والمقسوم لهم في الحياة . صديقي الجديد الشحّاذ الأعمى يسكن إذاً هناك كمعروف الرصافي مع مومس بصيرة وليست مومس السياب العمياء ... يكفي أنه هو البطل الأعمى . غرقتُ عميقاً في أفكاري وفي صروف الزمان وفي محنة الشاعر الرصافي أواخر أعوام حياته حيث مارس بيع التبغ والسجاير في الفلوجة إذْ حرمته حكومات العهد الملكي من حقوقه التقاعدية مقابل ما قدّم من خدمات تدريسية في دار المعلمين العالية وسواها من وظائف تدريسية . كما لم يحصل تقاعداً من عضوية مجلس النواب كما هو شأن أبطال مجالسنا النيابية الأشاوس في هذا اليوم وما يتقاضون من رواتب خيالية ( برمكية ) ومخصصات حماية ونثرية وضيافة وأخرى غيرها تأتيهم بعد التقاعد أو ترك البرلمان لأيِّ سبب كان . إنهضْ يا رصافيُّ بكامل قامتك العملاقة وطالب بحقوقك لعلك تنال بعضَها قبلي فاتّخذ منك مثالاً وإماما . قمْ يا ابن عبد الغني الرصافي من قبرك واصرخ عالياً :

عَلمٌ ودستورٌ ومجلسُ أُمّةٍ
كلٌّ عن المعنى الصحيح مُحرّفُ

ثم واصل صُراخَك العالي وأنت في تمثالك الشاخص في شارع الرشيد :

أما واللهِ لو كُنّا قروداً
لما قبلتْ قرابَتنا القرودُ

أفقتُ من سياحتي وسَرَحاني لأسمع صاحبي يرتّلُ آياتٍ كل ما فيها حشو ولحنٌ وغلط . هدأ الشارع قليلاً فالتفت برأسه نحوي وكانت هذه عادته كلّما التزمتُ الصمتَ ولم أكلّمه لكأنه يحثني على المزيد من الأسئلة والأحاديث ومعه كل الحق ... فإنه إنسانٌ معزول كل العزلة عن عالمه المحيط به . لا يرى شيئاً لذا فالسمع هو أداة وحاسة إتصاله بعالمه الخارجي الذي يتوق أبداً أنْ يتعرفَ عليه فأذنه مجسّته الأولى وهي أنتينا الإرتباط بالعالم الآخر الذي لا يراه . وجدتها فُرصة سانحة للتغلغل فيه إلى أكثر ما أستطيع ثم أردتُ مداعبته وقد وجدته إنساناً ذكياً يحب التنكيت والدعابة ويجيد السخرية ويفهم الألغاز والرموز . قلت له يا عم : قرّب رأسه مني أكثر وأجاب بسخرية طفيفة : لبيّك يا عم ! يا عم ، سأعطيك ديناراً أزرقَ مقابل أنْ تجيبني على بعض الأسئلة وفيها ما يُحرج . فرح بالعرض أيّما فرح ثم قال : ذلك سيفُرحُ لا شكَّ بنتَ الحلال صديقة عمك أكثر من فرحي . إنها تريد أنْ تبتاع بعض الملابس للعيد القادم لكي تبدو لي كعروس كما قالت . إنها تحلم بالعرس ومناسبات الأعراس وغالباً ما تقول ألمْ يخلقنا اللهُ نساءً كباقي نساء العالمين لنا ما لهنَّ وعلينا ما عليهنَّ ؟ أحرامٌ علينا أنْ نحلم بعرس وخطبة ومهر وهلاهل وحنّاء وطبول وزغاريد ؟ أكثيرٌ على الله ذلك ؟ تأثرتُ كثيراً بهذه الأقوال فلذتُ بالصمت خجلاً وحياءً . أحس الضريرُ بحقيقة موقفي فتركني ليمارس مهنته ومصدر رزقه . بعد فترة غير قصيرة عرضتُ عليه دينارين إنْ تجاوب معي واستجاب لطلبي . نهض بقامته الضخمة وصدره العريض قائلاً بصوت عالي النبرة : الله الله !! ما أحلى الدينارين يا ابن أخي . ستشتري صديقة عمك ملابس للعيد جيدة خاصة وإنها تدّخرُ ما أعطيها من كدّي وتعبي ورزقي كل يوم بعد إنتهاء دوامي الرسمي على رصيف مقهاي . إنها فتاة غير مُسرفة وتعرف قيمة الفلس الأبيض . لا تشتري لها شيئاً إلا واشترت لي دشداشة جديدة تخيطها بنفسها إذْ في حوزتها ماكنة خياطة ماركة سِنْجَرْ [ لفظها صُنْكُرْ وهي بالأصل إنكليزية  SINGER أي المُغنّي ] قديمة تُدار باليد بدل الرجل . هيا ... قال بصوت عالٍ ... هيا قلْ واسألْ ما تشاء فعمّك بايعْ ومخلّصْ لا يخشى شيئاً وما الذي يخشاه رجلٌ مثلي أعمى لا يعرف أهله ولا مَن أنجبه ... ولعلَّ عاهرة ولدته هنا في أحد الدور المشبوهة هذه . إني نغل لكني لستُ [ كوّاداً ] ... لا ... لم أمتهن التعريص والسمسرة والكوادة في حياتي . أستنكف يا عمي من ممارسة هذه الأعمال الدنيئة . لا ، حاشا لله ، أنا عمك حسّون رجلٌ شريف رغم أني لا أعرف أمّي وأبي ... أنا رجلٌ شريف أكدُّ وأكدحُ نهاراً وليلاً صيفاً وشتاءً وأساهم بإدامة حياة فتاة مثلي لقيطة ألجأها بؤسها أنْ تمارسَ الدعارة ولا تمارس الإستجداء لأنها ليست عمياء مثلي. عمّك حسّون رجلٌ شريف وليت لي عينين لرأيتَ منّي العجائب ... أنا الذي يخشاه أبطال العراق من عبّاس الديك إلى ما فوق من قبيل عوسي الأعظمي وسلمان فرس النبي وأضرابهم بل وحتى ربّاع الحديد الإيراني السيد جعفر سلماسي . هدأتْ سَورةُ صاحبي فجلس في ركنه مصغياً للحركة في الشارع . ولما لم يسمعْ حركة أو مصدراً للحركة طلب مني أنْ أسال سؤالي لأنه ـ قال ـ ربما يغيّر رأيه وموقفه غداً . قلت له يا عم حسون . نحن أصدقاء فعلّق فوراً : والنِعِمْ ، قولٌ وفعل . هيّا إسال قبل فوات الأوان . يا عم حسون : أنت تكدح طوال اليوم كدح الرجال الأبطال وتأكل جيداً طعاماً غنياً بالبروتينات والفيتامينات مع الخضروات الطازجة والمشوية ... قل لي يرحم والديك [ فعلّق بصوت خفيض : ووالديك ] ... قل لي : كيف أمورك الأخرى مع بنت الحلال ؟ فهم قصدي كأي رجل فحل قوي ذكي . قال اسألها هي ، حبيبة عمّك حسّون . سلها فالجواب لديها . أنا لا أعرفها يا عم إنما سألتك أنتَ فأجبْ إذا أحببتَ . قال لا أكذبُ عليك وأنت العزيز الغالي دفعتَ دينارين أو لم تدفعْ . لا أنامُ الليلَ ولا أدَعُها تنامه . نتقلّبُ متشبثين ببعضنا بالأيدي والأرجل والأسنان فتتهاوى اللحفان والمخاديد على الأرض حتى ساعات الفجر الأولى [مكالبْ ... وكيلك الله] . لم أصدّق قولَ ما قال العم . حيّرني أمرُهُ . هل حقاً ما قال أم أنه يبالغ ويكذب كما كان يكذب على أصدقائه من أغنياء ووجهاء بغداد ؟ إنه متين الجسم مفتول العضل عريض الصدر لكنه تجاوز الخمسين من العمر حسب تقديري . ناولته الدينارين كما وعدتُ وتجاسرتُ أكثر فمضيتُ أبعد من ذلك قليلاً خاصة وكان منسجماً مع دوره غاية الإنسجام بادي السرور . قلت له من باب الإستفزاز : يا عم ، إني في شكٍّ مما ادعيتَ ، فشغل الليل هذا الذي وصفتَ كثير على رجل في مثل سنّك . إعترض قائلاً : يبدو أنك لم تصادف رجالاً في حياتك . صدّقني لم تتعرف بعدُ على الرجال الحقيقيين من أمثالي . تجربتك متواضعة في الحياة يا ابن أخي . أدِمْ صحبتك لي لتتعلم وترى وتسمع وتتثقف . لا تتعلمون شيئاً ذا قيمة في مدارسكم . الرصيف هو المدرسة والشارع هو الكلية ... صدّقني يا بُني . تعال اليوم معي لأعرفك على زميلة وصديقة صاحبتي فإنك تليق بها وهي تليق بك . إنها بمسيس الحاجة لشاب تحبّهُ ويُحبّها خارجَ ساعات العمل الرسمية الروتينية التي تجرّدُ المرأة من إنسانيتها ومن أنوثتها وتحرمها من ممارسة حقوقها الطبيعية في مبادلة الحب مع رجل آخر يحترمها وتحترمه . المرأةُ هي إنسانٌ طبيعي أولاً وآخراً . أرعبني عرض العم حسّون . كيف أقع في هوى عاهر مومس وهل تحبُّ المومسُ أو في قلبها جذوة للحب ؟ أعوذ من الشيطان . أدرتُ الحديث إلى وجهته الصحيحة الأصل فبادرت العم بالطلب منه ـ إثباتاً لصحة دعواه ـ أنْ يكشف لي (( سلاح الرجولة في جسده )) . كنتُ حَذراً في طلبي وكنت أخشى أنْ يرفض تلبية هذا الطلب وأخسر دنانيري في صفقة بائسة غير محسوبة النتائج . خاب ظني ! سرعان ما نهض العم حسّون مادّاً قامته فوق الرصيف في زاوية ارتزاقه اليومية ثم وبسرعة خاطفة رفع ثوبه { الدشداشة } إلى الأعلى ، وما كان تحته ألبسة داخلية ، فذُهلتُ وحق الكعبة ! ذهلتُ مما رأيتُ. رأيتُ العجبَ العجاب . رأيت عمي حسون بسلاح لا تضاهيه طولاً وضخامةً إلا أسلحة الحمير ... أقول هذا صادقاً ولستُ مبالغاً . كيف ينتسبُ بعض البشر بأسلحتهم إلى عالم الحمير ؟ وهل في الحمير ما يجمعها بمثل هذا الصنف من البشر ؟ هل هذه طفرة بايولوجية يا عم جارلس دارون أم إرتداد من عالم الإنسان إلى عالم الحيوان ؟ وهل للعمى دورٌ في ذلك ؟

إنتهى صديقي من سرد قصته مع عمّه الضرير الشحّاذ حسون وتركني أضربُ أخماساً بأسداس متسائلاً مرتاباً هل حقيقة ما رأى وروى صديقي أم أنه هو الآخر وقع في حبائل الأعمى فرتّق ورقّع ورتّب أقصوصة تحاكي ما قصَّ عليه صاحبه الضرير من بطولات وأحاديث ومبالغات ؟ هل أصابته عدوى العميان فحاكاهم فيما قالوا وما حكوا ؟ جائز .

 


تموز ( يوليو ) 2010
 

 

free web counter