| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عباس داخل حسن

altnoor62@gmail.com  

 

 

 

                                                                                       الجمعة 28/10/ 2011

     

كُلوا بإنصاف !!!

عباس داخل حسن  
altnoor62@gmail.com  

لا توجد امة على مر التاريخ اكثر اختلافا وخلافا كالشعب العراقي . الا انه لا يوجد شخصين يختلفان على نزاهة المرحوم عبد الكريم قاسم . الرجل اعدم دون محاكمة . وفي جيبه دينار واحد ولا يملك دارا ولا عقارا في حين بنى الاف المساكن والمدارس والمستشفيات ودور السينما والمسرح بما يعرف (البهو) بوقت قياسي لينتفع منها فقراء وبسطاء العراقيين وهي شاهدة ليومنا هذا بكل مدن العراق دون استثناء وساهمت انجازاته في تطور المجتمع العراقي ونقله الى افاق ارحب في مجالات متعددة كالتعليم والاسكان والصحة .

اليوم ما يجري في العراق بدأ الاكل اشبه باكل نار جهنم كلما زدتها قالت هل من مزيد ، ويبدو الانصاف كلمة غريبة في القاموس العراقي والعدل بعيد عن الوجدان الانساني والكل يحلم كيف يصبح رقما اي (مليونيرا) ، بدءا من موظفي الحكومات المحلية وانتهاءا برأس السلطة ، وبدأ الكل يجري ويجري خلف اقتسام العراق وكأنه تركة او ورث لاصحاب النفوذ وزبانيتهم ، وليس وطن وشعب وامة لها تاريخها ووجودها ومقدساتها . ان عمليات الفساد لا يمكن ايقافها بلجان نزاهة وهيئات لا تمتلك الكلمة الفصل في الادانة بل من خلال قضاء رفيع ومهني ومحمي لا يفرق بين متهم وزير او مواطن بسيط فالسرقة سرقة والتزوير تزوير والرشوة رشوة وبغياب تطبيق القانون في ظل قضاء نزيه وصارم سنبقى ندور في حلقة مفرغة ، وبات كل من هب ودب ، من بعيد او قريب يتطاول على العراق وثرواته واراضيه ومياهه .

اليوم المؤسسات العراقية مضرب مثل في الفساد المستشري بقوة من دون توقف . ومن اخطر الاسباب في انهيار الدولة والمجتمع هو المزاوجة بين السلطة والمال فتصبح المفسدة عظيمة لا تورث الا الرذيلة والانحطاط والفوضى التي يسعى لها اصحاب النفوذ للتستر على سرقاتهم بأرقام فلكية وغير مسبوقة في النهب والسلب للمال العام والتحايل بعقود وهمية.

العراق يحتل ثاني اكبر ميزانة سنوية في الوطن العربي بعد العربية السعودية وضعفي ميزانية كثير من الدول الاسكندنافية والاوربية ووجه المقارنة بين ما يحصل عليه مواطني تلك الدول من ضمان اجتماعي وصحي وتعليم يبدو خيالي مقارنة مع ما يحصل عليه المواطن العراقي ، علاوة على ذلك باتت الرشوة مشرعنة في رسوم اضافية يدفعها المواطن لكل مؤسسة او دائرة حكومية لابسط خدمة يريد الحصول عليها .

مما حدا بالفئات المسحوقة والمهمشة من العراقيين ان تصرخ بيأس وتستنجد بأعلى صوتها  :

اذا سرقتم ، اسرقوا بإنصاف !!!!!!!!!!

 

الدستور العراقية
 

free web counter