| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عباس داخل حسن

altnoor62@gmail.com  

 

 

 

                                                                                       السبت 26/2/ 2011

     

العراقييون في الامتحان

عباس داخل حسن
altnoor62@gmail.com  

مظاهرات العراقييون في يوم الجمعة 25 شباط 2011 عدت اكبر مظاهرات في تاريخ العراق ودخلنا مرحلة جديدة من الانقسامات ومرحلة جديدة من الدمار والتعقيد بسبب الاحباط من معالجة التخريب الذي لحق بالعراق والنخب على مختلف مشاربها واطيافها ورغم نيل بعض المحافظات قسط من مطالبها كما حدث في البصرة اغنى مدينة في العراق وتعيش فقر مدقع الا انه لم يعد تغير لان القادم سيعمل بنفس الوتيرة بحكم التشريعات المغلوطة التي سمحت لمن سبقه بان يسرق ويخرب وينفض يديه دون عقاب اوحساب وذلك لضعف الرقابة والمحاسبة بكل مفاصل الدولة وبسبب المحاصصة السياسية التي خلطت الاوراق بطريقة معقدة فما معنى ان تكون في الحكومة والمعارضة في آن واحد وتجتمع صباحا مع رؤساء الهيئات التشريعية والتنفذية وتدلي بتصريحات الرضا والامتنان بكل بجاحة وفي المساء تلقي خطبة على مسامع الشهود من المهمشين والمظلومين والمصادرة كافة حقوقهم وتتعاطف معهم بكل وقاحة انه رياء ومغالطة واستخفاف بالعقل والمنطق .

اما ان تكون معارضة او ضمن تشكيلة الحكومة من اجل وضوح الرؤيا وتحقيق مطالب شعبية والحد من الفساد الذي استشرى بطريقة مخيفة وغير مسبوقة في بلد عانى الكثير من القتل والتخريب وضرب باقسى انواع الضرب في كل شيء على يد الدكتاتور السابق والاحتلال حتى في بنيته الاجتماعية والاخلاقية  .

الامر الاخر الذي يثير الاستغراب هو انقلاب بعض من نادى ودعى للتظاهر بين ليلة وضحاها على مواقفه بتبريرات استباقية قبل حدوث المظاهرات التي ثبتت للجميع عكس كل تقولات الحكومة وبعض من ينظرون بعين الريبة لحركة الشعب العفوية والتي دقت جرس انذار لماهو قادم للخلاص من الفساد والحرمان وانعدام الامن ومصادرة ارزاق طبقات واسعة من الشباب العراقي المبتلى من الاحتلال والسراق .

ان اختلاف المشهد لمايجري في العراق عما هو سائد في المنطقة من حركات وانتفاضات مناهضة للفساد والديكتاتورية هو غياب القيادة اوالمرجعية للمتظاهرين وتشتتها مثل النقابات وغيرها مما اضعف زخم تلك المظاهرات المطلبية والتي نادت بحقوق مشروعة يكفلها الدستور والقانون والشرعية الدينية والانسانية والسبب الاخر مايدور في ليبيا من انتفاضة عارمة ضد الديكتاتور واسرته الفاسدة ومايدور باليمن والاردن ومصر وتونس مماحجب الكثير مما جرى في العراق حتى بات الخبر الثالث اوالرابع في وسائل الاعلام وتم تغطيته بمساحة ضيقة وهامشية .

وقد ارعبت التظاهرات كثير من حكام المنطقة الخضراء باعادة حساباتهم ولم يعد الشعب العراقي يتحلى بالطيبة كما يحلو للبعض في دغدغة مشاعر البسطاء فقد نفذ صبر ايوب وتجاوز حدود اللامعقول .

اليوم نحن امام مفترق طرق وامتحان لكل المرجعيات والكتل السياسية ومنظمات المجتمع المدني والحكومة في مراجعات ليست شكلية لاتلامس جوهر الاصلاح الحقيقي واجتثاث الفساد ، اونضيع في متاهات التخبط والعودة الى الاستبداد والتخلف والمصادرة بكل انواعها .

وعند الامتحان يكرم المرء اويهان
 

free web counter