| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عباس داخل حسن

altnoor62@gmail.com  

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

 

                                                                                       الأثنين 21/2/ 2011

     

عدمية الحكومة العراقية ... وحتمية التغيير

عباس داخل حسن
altnoor62@gmail.com  

بعد ما حدث في تونس ومصر وما تلتها من احداث في عموم المنطقة من بوادر تغيير وتلاحق الثورات ، واتساع التأييد الدولي حيث وصل اعجاب بعض القادة الاوربيين بالثورة المصرية لحد القول : نحن كلنا مصريون .

وسبق وان كتبت ان الدرس ابسط من البسيط ولا يستوجب كثير من العناء لفهمه لان الشعوب بكل بساطة تريد استرداد كرامتها وحقوقها المصادرة من قبل زمر حاكمة استولت على كل المقدرات واشاعت فساد غير مسبوق على كافة الصعد ومختلف المجالات وضربت طبقات المجتمع بكل قسوة وكراهية فجاءت ثورات الشعوب التي عرت واسفرت عن كشف وجوه الحكومات وبشاعة حقيقتها وقد تحولت هذه الحكومات الى عدمية مطلقة دون فائدة من اصلاحها والحل الوحيد هو اقتلاعها لانها لاتملك اي مبرر للاستمرار، واسترجاع الشعوب لحقوقها التي كفلتها الشريعة والقانون والمجتمع الانساني في ظل عالم اصبح قرية صغيرة بفضل العولمة والتطور الذي اذاب الحدود واصبح التواصل الانساني والمعرفي بدون حدود تفرضه حتمية التغيير وسننها .

المشكلة في العراق اننا نتعامل مع حكومة لا تريد ان ترى واقع الحال المزري للعراق ولا تريد ان تستمع لمواطنيها او تقرأ ما يحصل في المنطقة والعالم ظنا منهم ان طريق وصولهم مقدس عن طريق صناديق الاقتراع متناسين ان من اوصلهم للمنصب هو المواطن الذي مل كذب وعودهم وفسادهم وباعتراف المرجعيات الدينية التي لها الثقل الاكبر في الشارع وهذه حقيقة لا يمكن اغفالها او تجاوزها باي حال من الاحول وقد جيرت لهم الشرعية في كثير من الاوقات والازمات المفصلية خلال فترة ما بعد الاحتلال ، وبعد ان بلغ السيل الزبى تقف اليوم معظم المرجعيات الدينية والوطنية مع التظاهرات المطلبية للشعب العراقي بازالة الفساد وتحسين وضع فئات وشرائح الاغلبية التي استلبت مدة سبعة اعوام من ذات الوجوه والاحزاب والكتل التي فقدت وجودها على راس السلطة لاسباب معرفة ولا فائدة من تكرارها .

في جلسة البرلمان يفاجئنا رئيس كتلة التحالف الوطني ابراهيم الجعفري بالتضامن مع الشعب البحريني والشعب الليبي بخطبة رنانة وطنانة وهذا عين الموضوعية والانسانية والشجاعة اذا ما ذكر احداث الكوت والديوانية والناصرية والسليمانية ... ولم يغفلها بالمرة ولا يذكرها وكأننا نعيش في ظل دولة المساواة والشفافية والعدل ، ان الحق لا يتجزأ ومن غير المنطقي ان نكون انتقائيين في رفع شعار التحرر، وتقمع مظاهرات الشعب العراقي فهذه ازدواجية فجة لا تمت الى الموضوعية بشيء على الاطلاق وعلى البرلمان المنتخب ان يخصص جلسة استثنائية لمعرفة ملابسات سقوط ضحايا من الشعب الذي تظاهر بصدور عارية من اجل رفع المظالم التي لحقت به .

المفاجأة الاخرى كلام رئيس الوزراء نوري المالكي مع جمع من الشباب وحثهم على التصدي للخارجين عن القانون وهنا يقصد المتظاهرين انها رؤية عجيبة لرجل يدعي تعزيز حكم القانون في كل المناسبات ومن الاصل ان حصر ضبط القانون وفق الدستور وبيد الدولة لمنع تجاوزات البلطجية والمندسين والسماح بالتظاهر والتفاوض من اجل معرفة مطالب المظلومين والمهمشين من ابناء الشعب الذي لا سبيل عنده غير التظاهر بكشف السراق والاستلاب الذي يمارس من جهات عديدة تتحصن بالبرلمان والحكومة والمجالس البلدية دون وجه حق او مسوغ قانوني ان ما يحصل في العراق لن يكون بمعزل عن ما يجري في المنطقة من ثورات لاقتلاع الفساد والمساوات والحصول على الامن والامان وهذه مهمة الدولة  .

المفاجأة السارة التي كنت انتظرها ان يأتي اليوم الذي يرفض به احد منصب بكل امتيازاته ويكسر عرف التشريف بالمنصب ويرده للاصل بان المنصب تكليف وليس تشريف ، لقد تجسد في استقالة السيد جعفر محمد باقر الصدر وهو يشرف اي منصب يتولاه وليس العكس ، وانضمامه مع صوت المتظاهرين وهو سليل الشهيد الاول الذي فجر اكبر ثورة في العراق في زمن الديكتاتورية ودفع حياته ودمه من اجل صرخة الحق في وجه اعتى طاغية مدعوم من معظم دول العالم في ذلك الحين لاسباب معروفة للجميع .

اليوم فضح السيد جعفر محمد باقر الصدر دكتاتورية الاحزاب وفجاجتها في ادارة الدولة وهذه شجاعة لا تتوفر الا عند الاحرار والمنتمين الى الشعوب والانسانية رافعا شعار جده الحسين (هيهات منا الذلة) مهما كانت الامتيازات والسلطة وعلى جميع من يؤمن بمبادىء الحسين ان لا يرتضي مال السحت ولا اذلال كرسي المنصب لانه زائل مهما طال الزمن وعلى الاحرار في البرلمان ان ينحو الى نفس السبيل من اجل الخلاص من ادران المهانة والفساد وهذه فرصة تاريخية لمساندة الشعب المظلوم والوقوف الى جنبه.

ومن خلال قراءة كل المعطيات والنتائج وما حدث بعد الاحتلال لابد ان تأتي لحظة التغيير للعراقيين واستعادة حكم انفسهم بعيدا عن المحاصصة والطائفية وشراء الذمم والخلاص من العدمية التي فرضت علينا قسرا مثلما فرضت الديكتاتوريات السابقة من قبل قوى دولية واقليمية وتجربة الشعب المصري مثال جلي غير قابل للثلم او التشويه وعلى الرغم من اختلاف طبيعة وتضاريس الشعوب الا ان التغيير قادم لامحال للمنطقة برمتها .

free web counter