| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عباس داخل حسن

altnoor62@gmail.com  

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

 

                                                                                       السبت 12/2/ 2011

     

بربوكاندا عراقية

عباس داخل حسن
altnoor62@gmail.com  

في مقال سابق تحت عنوان شر البلية ما يفتك لم اراهن على مؤسسات المجتمع المدني وعلى لجان التحقيق التي اضعنا تسلسلها لكثرة النصب والاحتيال والسرقة والقتل والمصادرة في العراق ولا على القضاء العراقي وفقهاؤه في تفسير مواد الدستور والقانون العراقي للحكومة وصلاحياتها وهيئاتها ومخصصاتها .

راهنت على خلاف السراق ليظهر ما سرقوا من ثروات وامتيازات على حساب الشعب المكلوم بكل نواحي الحياة والمنكوء الجراح على مر السنين دون ادنى رحمة او شفقة او انسانية ، والكل مسؤول طالما تبوأ منصب او تمثيل فئة او طائفة او ملة من نحل وملل الشعب العراقي وآسف لهذا التوصيف الواقعي الذي فرض على الشعب العراقي عنوة .

اليوم وبعد ما حدث في ثورتي تونس ومصر تسارع كثير من حكام المنطقة وحكام المنطقة الخضراء في العراق خاصة بعمليات فضح لبعض ما استلبوه من الشعب العراقي وايهام انفسهم بتجميل صورتهم او اخفاء نهبهم البشع الذي لا يوجد له مثيل عبر التاريخ الانساني ظنا منهم لتجميل بشاعة افعالهم .

فتصريح المالكي ومكرمته (بتوزيع ثلاث حصص غذائية للأسر الفقيرة وحصتين لبقية الاسر) هذا يعني باستطاعة الحكومة ان تمنح الكثير للمواطن قبل وبعد هذه المكرمة من لدن سيادة رئيس الوزراء وعدنا الى مكرمات القائد الضرورة حتى برغيف الخبز والذهاب الى الحمام والعلاج من المرض .

وقرر السيد القائد العام للقوات المسلحة السيد رئيس الوزراء بمنح 15 الف دينار عراقي (15 دولار) عدا ونقدا للتعويض عن النقص في الحصة التموينية علما ان هذا المبلغ لا يكفي لشراء كيلوغرام من اللحم المستورد والمسرطن والذي يباع في الاسواق العراقية دون رقيب ولا حسيب ومثل كل القررات الاخرى سيزيدون طين خيباتنا فيهم بله وسيغرقوننا بفوضى تخبطات لها اول وما لها آخر من قرارات حكومة متعددة الروؤس .

اين كانت الحكومة من مفردات البطاقة وهذا النظام المشؤوم الذي وضع في زمن الديكتاتور السابق نتيجة قررات الامم المتحدة في قرار النفط مقابل الفتات . الأولى ان نجد طريقة مشرفة دون امتهان بضمان اجتماعي لكل العراقيين ممن لم يجدوا سبيلا في العمل بالوقت الحاضر او عاجزين عن اعالة اسرهم وبدل ان يسلبها التجار باستيراد كل ما هو فاسد ومسرطن في بلد تبلغ ميزانيته المعلنة 75 مليار دولار وتدع المواطن يأكل ما يشاء ويشرب ما يشاء ويصرف حسب اولوياته واهتماماته وبحرية اسوة ببقية الشعوب حتى المحدودة الموارد ، دون عبودية البطاقة التموينية التى الغت كل الاوراق الثبوتية وان سلاطين المنطقة الخضراء باتوا يتاجرون بكل شيء وعلى الملأ (وتجارة الولاة مفسده وللرعية مهلكه) .

وفي تصريح اخر لفتى الشاشة حيدر الملا وبالارقام المدموغة بالمهر الميري كشف لنا عن ماهو مسموح من ارقام مخصصات الرئاسات الثلاث والنواب السابقين واللاحقين وكانت من الضخامة لا تصدق في بلد لا توجد فيه ادنى متطلبات الحياة من كهرباء وماء ومجاري صرف صحي وبنى تحتية مخربة وهروب لمن يقتل ويرهب العراقيين من السجن دون معرفة المتورطين ومن يقف وراء هروب هؤلاء الارهابيين .

وبالمقابل امام هذا الوضع المزري يستكثر النائب حيدر العبادي ان يتظاهر الشعب العراقي مشوها المتظاهرين وتلطيخ مطالبهم الانسانية بان جهات دعمتهم بالمال لاجل التظاهر من اجل ارباك المناطق الشيعية وهذا التوصيف الذي اعتذرت عن استخدامه ، يدفعوننا اليه في كل صائحة ونائحة .

احيله الى خطباء الشيعة يوم الجمعة بدءا من السيد وكيل السيستاني عبد الصاحب الكربلائي والسيد عمار الحكيم والسيد مقتدى الصدر والمرجع الشيخ النجفي ذهب ابعد من المطالبة بتوفير الخدمات والمطالبة بالغاء الراتب التقاعدي للنواب المتقاعدين هل من ذكروا من السادة الاجلاء مدفوع لهم مال ؟ ام هم من اعلام وعلماء وقادة الوسط الشيعي وغيرهم الكثيرين .

ان بربوكاندات المستفدين من الوضع القائم والحكومة المتحاصصة بكل شيء حتى في الاملاك التي اغتصبها الديكتاتور السابق والعقارات التي شيدت من دماء ومأساة العراقيين استولوا عليها مقراتاً لاحزابهم وبدل ان تعود مدارس ومستوصفات ودوائر حكومية لخدمة الشعب . بل ذهبوا ابعد من ذلك باستيلائهم على المدارس وتحويلها مقرات حكومية كما حدث في مدينة الناصرية ومدن وقصبات اخرى .

بكل اسف اصبح بعض المتفوهين ، يصمتون دهرا وينطقون كفرا من اجل التشويش وبث دعايات كاذبة على الشعوب واصبح من المؤكد ان النظرة الى الشعوب كسوقة او دهماء او رعاع ، قد انتهى وولى في زمن الانترنيت والفيس بوك ووسائل الاتصال والتطور العلمي ودولة المؤسسات والعدالة الاجتماعية وهي مقياس الحكم الرشيد .

اليوم بدأت صفحة جديدة تشرق على المنطقة العربية ولا يمكن اخفاءها بالرشى والاشاعات والتضليل من قبل الحكومات ووسائل الدعاية الرخيصة من قبل ضعفاء البصيرة والعقل  .

ممن يسوقون اشاعات واباطيل حول مطالب الشعوب وحقوقها ويربطوها باجندات خارجية هي التي جلبتهم الى سدة الحكم ولازالت نظرية المؤامرة تعشش في رؤسهم لانهم فاقدي الثقة في الشعوب وفيما بينهم .

وسيدور الزمن دورته يوم لا ينفع فيه مال ولا بربوكاندا معلوسة ومملة حد الغثيان من كذبهم وانظروا ما حدث لزين الهاربين ولحسني النحس من مصير بعد ثلاثين عاماً من الحكم الجائر والصارخ بكل الموبقات .

افهموا الدرس على بساطته ... والعاقبة للمتقين
 

free web counter