| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عباس العتابي

abass1950@yahoo.com

 

 

 

 

الثلاثاء 3/4/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس



 
تحية لشيوعي الناصرية والعراق
 

عباس العتابي

وجدت نفسي مضطرا للكتابة بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي بعد ان شاهدت موكب السيارات الكبير الذي طاف في كل ارجاء الناصرية عصر يوم الجمعة الثلاثين من آذار وكذلك ما سمعته عن الاحتفال في مقر الحزب الكائن في شارع الحبوبي وسط المدينة وما سمعته ايضا عن احتفال بغداد وبعض المحافظات الاخرى وما قرأته عن احتفالات منظمات الحزب في الخارج واود ان اتقدم بالتهنئة لكل الشيوعيين العراقيين واصدقائهم وموآزريهم واتمنى لحزبهم المزيد من الانتصارات لخدمة العراق .

أطفأ حزب الشيوعيون العراقيون شمعته الثالثة والسبعون وهو اقدم الاحزاب العراقية الموجودة على الساحة السياسية الان وبذلك فتاريخه حافل بالانتصارات التي يتباهى بها اعضاء الحزب وكذلك بالنكسات التي مرت عليه ، ولكن والحق يقال انهم الحزب الذي واصل النضال في كل الظروف وقدم شهداء لا اعتقد بوجود احصائية دقيقة عنهم ولكني اعرف اسماء عديدة من ابناء الناصرية استشهدوا بأشكال واوقات مختلفة منهم شابات وشباب في عمر الزهور كما يقال ضحوا بحياتهم من اجل مبادئ حزبهم وهذا مبعث فخر لعوائلهم واصدقائهم ومدينتهم وافترض ان جدران مقر الحزب تزهو بصورهم ، اقول افترض لاني لم ازر مقر الحزب الشيوعي منذ افتتاحه لاسباب مختلفة ربما اكتب عنها لاحقا .

طيلة سنوات الحزب الشيوعي كان مدافعا سواء في ادبياته ونشرياته او في ممارساته العملية عن العمال والفلاحين والكادحين والمثقفين وكان اعضائه من ابناء المدينة هم تشكيلة متنوعة من كل هؤلاء ويجتمعون جميعا في صفة واحدة مميزة هي حسن اخلاقهم الاجتماعية وحسن حضورهم بين ابناء المدينة والامثلة كثيرة في ذلك لاحاجة لذكرها هنا .

اتهم الشيوعيين بالكفر والالحاد والحقيقة لم اجد في منشوراتهم التي كانت تقع بين يدي بالصدفة احيانا ما يشير الى ذلك ولكنهم كانوا يؤكدون علمانية حزبهم والعلمانية كما يفسرونها وكما هي الحقيقة تعني فصل الدين عن الدولة ، اي بمعنى ان الايمان الديني هو قضية خاصة بأي شخص لايتدخل الحزب فيها وفي ذات الوقت يجب ابعاد الدين عن السياسة وقد اثبتت الوقائع التاريخية صحة موقف الشيوعيين .

اتهم الشيوعيين بالعمالة للاتحاد السوفيتي السابق ولا ادري مدى صحة هذا الاتهام ولكني اعرف وهذا ربما جزء من تركيبة الاحزاب وفترات نشوئها ان تنسق سياساتها مع ما ينسجم مع سياسة الحزب الاكبر ، ولكني اعلم جيدا كما يعلم الجميع ان سياسة وموقف الحزب الشيوعي في التصدي للنظام الدكتاتوري السابق ورفع السلاح في منطقة كردستان لم يكن ينسجم مع سياسة وموقف الحزب السوفيتي وهذا يؤكد عدم عمالة هذا الحزب ، بل بالعكس يؤكد وطنيته القوية .

لم يدافع اي حزب عراقي كما دافع الحزب الشيوعي عن قضايا وحقوق المرأة واذا كانت هناك احزاب اخرى تتبنى قضايا المرأة فمرد ذلك الى موقف الحزب الشيوعي السّباق في هذا النضال ، ولا اعرف كيف اعبر عن حبي لكل اولئك الشيوعيات اللواتي علمت لاحقا انهن كن مع رفاقهن الاخرين يحملن السلاح في جبال كردستان من اجل اسقاط دكتاتورية صدام ، وانا هنا اسجل عتبي على الحزب الشيوعي لانه لم ينقل هذه التجربة الغنية الى الاجيال التي منع عنها نظام صدام كل اشكال المعرفة عبر صحافته او طرق اعلامه الاخرى .

يتسائل كثيرون لماذا للحزب الشيوعي مقعدين فقط في البرلمان رغم تضحياتهم الكبيرة بينما تنعم احزاب حديثة التكوين واعضائها يجهلون حتى انظمة الاجتماعات بمقاعد اكبر ، جوابي طويل ولكني اختصره بأن اذكر ابناء الناصرية بما حدث عصر يوم 14/12/2005 اي قبل يوم من الانتخابات الثانية لمجلس النواب حيث قامت مجموعة معروفة الاتجاه والاهداف بإحراق مقر الحزب الشيوعي ودون تدخل من السلطات المحلية وخاصة ان مديرية الشرطة تلاصق مبنى الحزب ولكنها لم تحرك ساكنا ، وفي يوم الانتخابات اتذكر جيدا ان سيارات الشرطة كانت تنادي بوجوب انتخاب قائمة 555 والا فنار جهنم امامنا .

كنت في وسط شارع الحبوبي عندما مر موكب السيارات المحتفل بعيد الحزب الشيوعي بأعلامه ولافتاته ، وهمست بأذن صديقي المعلم هادي ، انهم ينبتون من جديد ،وجاءت اخبار احتفالات بغداد وتحدي الالاف لحضور الاحتفالية والمشاركة الرسمية والحزبية الواسعة لتؤكد لي ان الشيوعيين من نبتة صالحة.
فتحية لكل شيوعي الناصرية والعراق .