| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عباس العتابي

abass1950@yahoo.com

 

 

 

 

الأحد 2/9/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


ماهكذا يامالكي

عباس العتابي

في اول خطاب لنوري المالكي بعد ان اتفق اعضاء الائتلاف الاسلامي على تسميته رئيس للوزراء بعد اربعة اشهر من الانتخابات بسبب تمسك سلفه ابراهيم الاشيقر بالمنصب ، دعا المالكي الى موضوعة المصالحة الوطنية وحينها قلت لجارتي معلمة الاجتماعيات ان هذا الرجل سينقذ العراق بطرحه موضوع المصالحة الوطنية وشبهت المشروع بالمصالحة التي حدثت في جنوب افريقيا ، ولكنها شككت كعادتها ان يستطيع رجال الاسلام السياسي انقاذ البلاد وقلت لها انه بالرغم انه يحتفظ بذقن اسلامي لكنه ذقن خفيف ويلبس ربطة عنق على خلاف الايرانيين الذين يحرمونها والاهم انه تحدث عن مصالحة وطنية
الان وبعد عام ونصف على حكومة المالكي استطيع القول والاعتراف اني اصبت بالاحباط الكبير من المالكي ووزرائه ، والامور تسير من سيئ الى اسوأ ، ولكن ماشاهدته اليوم من حديث للمالكي على قناة الفيحاء في برنامج فضاء حر اذهلني ان تصل طريقة اداء رئيس الوزراء الى الحد الذي كان عليه في البرنامج
تتطلب مهنة رئيس الوزراء ان يكون لبقا ودبلوماسيا ويعبر عن افكاره بطريقة لاتسيئ للآخرين بغض النظر عن الاختلاف معهم فهو رئيس وزراء لجميع العراقيين وليس الى حزب معين أو طائفة معينة . لست في معرض الدفاع عن اياد علاوي رئيس الوزراء الاسبق ولكن الطريقة التي تحدث فيها المالكي عن علاوي لاتنم عن كياسة او لباقة والاهم من ذلك لاتنم عن عقل سياسي يريد خدمة العراق اولا
ان وصفه منتقديه بالسذاجة السياسية والجهل هي اقل مايقال عنها انها لغة تفتقد للعقلية السياسية الضرورية لانجاح الديمقراطية التي تفترض قبول الاخر وتقبل النقد والاستفادة من النقد . وان اشارته لانتماء اياد علاوي السابق الى حزب البعث هي محاولة فاشلة للاساءة الى علاوي لانه كما قال المالكي ترك البعث وهذه تزكية لعلاوي ، والسؤال الان : اليس المصالحة التي تحدث عنها المالكي هي مع بقايا بعث صدام ومن بقي مع صدام الى النهاية ويقاوم الحكم الحالي بدعم من رغد صدام ويستخدمون النقود التي جمعها صدام من مداخيل النفط ، كل هذه المجموعات البعثية المعنية بالمصالحة فان علاوي بعيد عنهم وقد ترك البعث قبلهم منذ ثلاثة وثلاثين عاما اي قبل خروج المالكي للمنفى ، ان افضل مافعله علاوي في اشهر حكمه القصيرة انه هاجم المجرمين في الفلوجة وكذلك مجرمي جيش المهدي في النجف وكان قاب قوسين للقضاء عليهم لولا تدخل السيستاني حينها لكنا خلصنا من جيش المهدي الذي لايستطيع المالكي مواجهته اعلاميا او عسكريا او معنويا
لقد اشار عادل عبد المهدي الذي كان شيوعيا ثم بعثيا ثم اسلاميا ان على المالكي عدم الاستخفاف بمنتقديه او تقليل شأن معارضيه ، وهذه هي كلمات سياسي ذكي
أسأل المالكي في النهاية : هل سمع بتصريحات رئيس ايران حول قدرة ايران على ملئ الفراغ بعد انسحاب القوات الامريكية ؟ لماذا لايعتبر ذلك تدخل في الشؤون الداخلية ؟ أوليس نجادي من دول الجوار التي يستنكر المالكي على معارضيه الاتصال بهم
قلت لجارتي معلمة الاجتماعيات ان مشكلة العراق لن تحل مهما كان اسم رئيس الوزراء ومن اي تنظيم سياسي كان ، سوى ان يتفق العراقيين مع بعضهم البعض ، وان تصريحات المالكي الاخيرة في قناة الفيحاء لاتصب في هذا الاتجاه . هزت جارتي يدها اليمنى ورفعت وحهها للسماء ولكنها لم تقل شيئ .

الناصرية 2/9/2007