كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الجمعة 20/6/ 2008

عندما تتعب الذاكرة الى عبدالله ناصر وابراهيم عبد الحسن عباس العتابي للحزب الشيوعي العراقي تاريخ طويل في سوح النضال قدم فيها الكثير من التضحيات في سبيل الشعب والوطن وهو أكثر الاحزاب السياسية في العراق وطنية وثورية ، وكان شعاره منذ البداية وطن حر وشعب سعيد . ومن المفروض ان تكون الاجيال على بينة من هذا السفر النضالي الطويل للشيوعيين العراقيين في كل المحافظات العراقية ومدنها منذ بداية التأسيس والمراحل اللاحقة وذلك من خلال التدوين والتوثيق لتكون مصادر موثوق بها ، ويتم كذلك باجراء اللقاءات مع عناصر مخلصة وامينة واكبت العمل الحزبي لفترات في صفوف الحزب الشيوعي العراقي المقدام ، داعمين اقوالهم بالادلة والبراهين ولا يجوز الاعتماد على الذاكرة كي لا تكون المعلومات خاطئة او ناقصة كما حدث في المقابلة التي اجريت مع الحاج عبد الله ناصر بعنوان شذرات من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي في الناصرية ، فجاءت بعض الاسماء التي ذكرت غير دقيقة مثل الاستاذ اسماعيل قاسم العضاض ، والفقيد المحامي أحمد كامل الريس ورزاق احمد التميمي وعبد الحسين جواد الغالب ، ولم يكن الحاج عبد الله ناصر دقيقا في تشخيص ابناء العوائل التي ذكرها واعتبر الجميع اعضاء في الحزب الشيوعي العراقي والمفروض التمييز بين مؤازري واصدقاء الحزب واعضائه . كان من المفروض بالحاج عبد الله ان يتحدث عن المرحلة التي عمل فيها في صفوف الحزب الشيوعي في الناصرية ، داعما ذلك بالتواريخ ، وكذلك منظمته التي عمل فيها ليحفز رفاق الحزب على الكتابة ، سيما وان تنظيمات الحزب الشيوعي تبنى على شكل هرمي تكون الخلية الحزبية هي الاساس وتكون اللجنة المحلية هي قمة الهرم للتنظيم في كل محافظة وتتفرع منها لجان المدن مثل لجنة مدينة الناصرية ، لجنة مدينة الشطرة او سوق الشيوخ الى آخره . ذكر الحاج عبد الله كيف حضر احتفالات عيد ميلاد الحزب في اواسط الاربعينيات وبصورة سرية في منطقة أبو غار منطقة الصليلي دون ذكر عمره الحقيقي او عمره الحزبي انذاك ، وكذلك بالنسبة للحاج خضر القيسي لم يذكر عنه شيئا مثل مستواه الحزبي او منظمته التي عمل فيها وماهي نوع الفعاليات التي قاموا بها؟ ومن كان معهم من الحجاج ؟ مر الحزب الشيوعي العراقي بمراحل عديدة وكان لكل مرحلة ظروفها في العمل الحزبي وذلك تبعا للاوضاع السياسية التي سادت البلاد في تلك المرحلة كحدوث وثبة كانون المجيدة وانتفاضة تشرين وثورة تموز الخالدة وانقلاب شباط الدامي ، كل ذلك كان له تأثير على تنظيمات الحزب في عموم العراق ومنها مدينة الناصرية ، وللكتابة عن هذه المراحل يتطلب مجهود كبير من الرفاق الذين عايشوا هذه المراحل وكذلك من السيد ابراهيم عبد الحسن اذا اراد الاستمرار باجراء المقابلات الصحفية لكتابة شذرات من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي في الناصرية . ومن خلال هذه المسيرة الطويلة التي سطر فيها الشيوعيون العراقيون أروع الامثلة في الصمود والتضحية وبالاخص بعد انقلاب شباط الاسود عام 1963 فاستشهد وسجن وتشرد الكثير من الرفاق اعضاء الحزب ، ولذلك فمن المفروض ان تكون الكتابة بطريقة تليق بهذه التضحيات وبسالة الشيوعيين في الناصرية وعلى سبيل المثال الوقفة البطولية للرفيقة سميرة يوسف الصيدلي والرفيقة نورية فليح والرفيقة حسانه مطرود والرفيق محسن وارد العضو الاحتياط لمحلية الناصرية والذي استشهد في الثمانينيات من القرن الماضي في زمن المجرم صدام حسين . وهناك الكثير من الرفاق البواسل الذين واجهوا التعذيب الوحشي في زمن البعث مثل الرفيق طعمة مرداس وعطشان شمخي . وعلى اثر محاولة القضاء على الحزب الشيوعي العراقي بعد انقلاب شباط مباشرة قامت مجموعة من الشباب الصغار بتشكيل تنظيم جديد باسم الحزب الشيوعي العراقي في الناصرية ، وبدأوا بكتابة الشعارات على الجدران وتوزيع النشريات منددة بالانقلاب البعثي مما أصاب السلطات البعثية الذعر واعتقلوا العشرات من هؤلاء الشباب واذاقوهم أبشع أصناف التعذيب ، ولا زلت أذكر الرفيق البطل شاكر عبد فاضل واستشهد في وقتها الرفيق الباسل وليد ابراهيم السماوي ، وللاسف الشديد لا اتذكر كل تلك الاسماء الشجاعة واتمنى من عاش تلك التجربة الخالدة ان يكتب عنها. وفي السبعينات من القرن الماضي شنت السلطات البعثية هجمات على تنظيمات الحزب الشيوعي في الناصرية واعتقل الرفيق طارق على السبهان من قبل مديرية أمن الناصرية واستشهد بعد ذلك على يد مسؤول الامن عزيز الحديثي . المواقف البطولية للشيوعيين كثيرة وشهدائهم الابطال كثيرون من ابناء مدينة الناصرية منهم الرفيق البطل صباح طارش بعد مواجهة عنيفة مع رجال أمن الناصرية بعد مداهمة منزله واعتقال زوجته الرفيقة سحر أمين شقيقة المناضلة الشجاعة الشهيدة موناليزا التي استشهدت في كردستان ، وكذلك ايضا الرفيق الشهيد ابو كريم مسؤول تنظيم الناصرية . وهناك رفاق عملوا في الحزب من ابناء الناصرية اغفلتهم ذاكرة الحاج عبد الله ناصر مثل الرفيق محسن مهدي ابو عادل ومحمد التتنجي الملقب محمد دريم وعليوي حسين واخرين ، وهناك شيوعيين عملوا في الناصرية وهم من محافظات اخرى مثل الشهيد شاكر محمود عضو اللجنة المركزية والرفيق جاسم المطير والرفيق جليل حسون والشهيد محمد جواد طعمه ابو زيتون والرفيق يعقوب فالح ابو ايمان وكثيرون آخرين . لقد كانت المقابلة المقصودة عبارة عن حشو لاسماء عدد من ابناء الناصرية لم يكونوا كلهم شيوعيين وبعض العوائل الكبيرة لم يكن ربما شخص واحد من العائلة عضوا في الحزب مثل عائلة بيت كنو الذين كان حميد كنو هو الوحيد من العائلة عضوا في الحزب . ان الحشو الكثير للاسماء اقترن ايضا باختلاف الفترات الزمنية التي يتحدث عنها الحاج عبد الله مما اعطى صورة غير واقعية من تاريخ الحزب الشيوعي في الناصرية كما يشير عنوان المقابلة ، وجرى ذكر صفات حزبية لبعض المناضلين لم يكونوا يحملونها مثل تسمية الرفيق حزام عيال بصفة عضو لجنة مركزية وهذا يؤدي الى عدم الثقة بالمقابلة التي اشعر ان ذاكرة الحاج عبد الله ناصر كانت تعبة فنسي اسماء معروفة بين ابناء المدينة وهم ليسوا من التاريخ القديم بل هم كبقية الاسماء للرفاق الموجودين الان في تنظيم الحزب ، التي تذكرها الحاج عبد الله في القسم الثاني ، منهم الرفيق داود امين ابو نهران والرفيق سيد صاحب الحصونة وكثيرون آخرين . ان كتابة شذرات من تاريخ الحزب يجب ان يتضمن المواقف البطولية والتاريخ الناصع لمناضلي الحزب وليس مجرد تسطير اسماء بعض ابناء المدينة دون توفر الدقة والامانة في عرض الاحداث وتواريخها، وان يجد السيد ابراهيم عبد الحسن اسئلة اكثر مفيدة اذا ما اجرى مقابلة في الذكرى القادمة لتأسيس الحزب في العام القادم . اتمنى من رفاق الحزب القدامي ان يكتبوا عن تلك المآثر وعن رفاقهم الشهداء حتى تطلع شبيبة الجيل الحالي على ذلك التاريخ الناصع للحزب في الناصرية ، تاريخ نضالي تفخر مدينة الناصرية به وبكل رفاق الحزب الشيوعي العراقي .   الناصرية ، شارع الحبوبي