| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عباس العتابي

abass1950@yahoo.com

 

 

 

 

الثلاثاء 19/6/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


هل يحق لنا الترحم على المقبور صدام


عباس العتابي

سؤال اتوجه به الى آية الله الشيخ الناصري وكل مراجع الطائفة الشيعية وحتى اكبرهم آية الله السيد السيستاني ، ورغم اني اتوقع ان جوابهم هو النفي لان المقبور صدام مجرم قتل الابرياء ودمر العراق شعبا وارضا وتطول قائمة جرائمه ، ولكن هذا الجواب لم يعد يقنعنا نحن الابرياء البعيدين عن الاحزاب السياسية وتأملنا ان نعيش حياة كريمة بعد ان جاء الاحتلال وانقذنا من المقبور صدام بعد ان فشلنا نحن العراقيين فعل ذلك . عدم اقتناعنا بهذا الجواب ليس لاننا لانحترم آرائهم بل لانها غير منطقية اذا ما قارناها بالواقع ، وفي كل يوم تحدث وقائع تدفعنا للابتعاد عن رجال الدين الذين لايطالبون بحماية المواطنيين الابرياء ولايرفعون اصواتهم عالية بوجه المجرمين كما يطلب منهم الشرع والدين .

اليومين الماضيين وما ارتكبه جيش فدائيي مقتدى من قتل وتدمير في الناصرية وقبل ذلك في الديوانية والبصرة والعمارة والكوت ، والجميع يعرف ما يقوم به هؤلاء والذي يدعي قائدهم مقتدى انه جيش المرجعية وهو جيش عقائدي و.... الخ من الاكاذيب .

استعرض جيش فدائيي مقتدى قوته يوم الجمعة الماضي في شوارع الناصرية ولا ادري ان كان ذلك بموافقة السلطة المحلية ام دونها ، اذا كانت بعلمهم فما هو الموقف القانوني لهذا الجيش في الوقت الذي يتحدث فيه أقطاب وممثلي الحكومة واعضاء البرلمان على اختلاف انتماءاتهم عن الميليشيات ودورها في عدم استباب الامن في العراق ؟ واذا كان جيشا لتحرير العراق من الامريكان اصحاب الفضل على مقتدى في ارتدائه العمامة السوداء ، فلماذا يقاتل في شارع الحبوبي ومركز الناصرية الذي لايوجد فيه اي جندي اجنبي ؟

بعد ان جاءتنا الكهرباء هذا المساء اطلت علينا قناة العراقية واثناء نشرة اخبار التاسعة بتصريح للنائب الصدري بهاء الاعرجي ان جهوده اثمرت عن اتفاق مع مجلس المحافظة بشخص رئيس المجلس يؤمن انسحاب عناصر جيش فدائيي مقتدى من شوارع المدينة وعدم ملاحقتهم من قبل قوات الامن العراقية وبعد ساعة اطل علينا نفس المذيع بقراءة بيان من وزارة الداخلية يشير الى تصدي القوات العسكرية والامنية في المحافظة لعصابات الصداميين وعناصر الجريمة المنظمة ووجهت ضربة قاصمة لهم وتلاحقهم في مركز الناصرية وقضاء سوق الشيوخ ، وضحكنا جميعا على هذا التناقض ولكنه ضحك كالبكاء على احوالنا التي يتلاعب بها اعضاء جيش فدائيي صدام ومجرميه الذي اسسوا وانتموا الى جيش فدائيي مقتدى .

من اين لهم الاسلحة التي استعرضوا بها يوم الجمعة ؟ اليس هناك قرار حكومي بتسليم الاسلحة غير المرخصة ام انها كلها اسلحة مرخصة بما فيها قاذفات الار بي جي والسيوف والقامات التي شاهدناها يوم الجمعة ؟ اين هو المحافظ الذي عليه تنفيذ القانون ؟ اين هو الشيخ الناصري الذي لايجرؤ على ادانة افعالهم ويحددهم بالاسم ؟ اين كان ابو لقاء يوم الجمعة ام تفرج عليهم من مكان ما ؟ لقد خرجوا يوم الجمعة ليقولو لابناء الناصرية انهم هم من سيتحكم بالناصرية لانهم جيش المرجعية. من سيدفع ثمن خوفنا وخوف اطفالنا ؟ ومتى ستكون الجولة القادمة هل بعد شهر من الان؟

ايام المقبور صدام كنا نشعر بالامان اكثر ، هذا ما قالته جارتنا معلمة الاجتماعيات ولذلك طلبت مني ان اسأل المراجع الدينية عن حق الترحم على مجرم اذا ماجاء من هو اشد اجراما بعده .

الناصرية 19/6/2007